العلاج الجيني بديلاً لمنظم ضربات القلب

17 يوليو 2014
يتم تركيب 300 ألف منظم سنويا في أميركا وحدها(Getty)
+ الخط -

نجح باحثون في تحويل الخلايا العضلية العادية للقلب إلى خلايا متخصصة تسهم في تنظيم ضربات القلب، وذلك بالاستعانة بأسلوب للعلاج الجيني يتوقعون أن يصبح بديلا لزرع أجهزة إلكترونية تقوم بهذه المهمة.

وشملت الدراسة التي أوردتها دورية "Science" للطب الوظيفي ونشرت نتائجها يوم الأربعاء، حيوانات تجارب من الخنازير التي تعاني حالة مرضية تتسم ببطء ضربات القلب، ويشير الباحثون إلى أن قلب الخنزير يشبه قلب الإنسان إلى حد كبير.

ومن خلال حقن جين بشري في منطقة معينة من التركيب التشريحي للقلب، تمكن الباحثون من إعادة برمجة خلايا عضلة القلب لتصبح نوعا من الخلايا التي تنبعث منها نبضات كهربية تعمل على تنظيم ضربات القلب.

بذلك يكون خبراء علاج أمراض القلب بمعهد سيدارس-سايناي في لوس أنجلوس قد ابتكروا خلايا بيولوجية تنظم ضربات القلب وتتولى استعادة المعدل الطبيعي لضربات القلب في الخنازير. وحققت هذه العملية نفس نتيجة زرع منظم إلكتروني لضربات القلب يتولى إرسال نبضات إلى القلب في حالة حدوث بطء أو خلل في وظائفه.

وقال مدير معهد سيدارس-سايناي لعلاج أمراض القلب والمشرف على هذه الدراسة إدواردو ماربان للصحافيين أن "هذا التطور يبشّر بعهد جديد في مجال العلاج الجيني، تستخدم فيه الجينات لإصلاح خلل وظيفي، غير أنه يقوم بالفعل بتحويل نوع من الخلايا إلى نوع آخر لعلاج الأمراض".

وأوضح ماربان أن نحو اثنين في المائة من عمليات زرع المنظّم تنجم عنها عدوى تستلزم العلاج. وفي الولايات المتحدة وحدها يتم تركيب 300 ألف منظم سنويا.

وقال مدير عيادة أمراض القلب الوراثية يوجينيو سينجولاني إنه إذا سارت الأمور على ما يرام في الدراسات الخاصة بهذه العملية لدى الحيوانات ومدى فاعليتها وسلامتها على المدى الطويل "نأمل أن نتمكن من بدء تجارب على البشر خلال ثلاث سنوات".

أضاف سينجولاني: "بدلا من الاضطرار لزرع جهاز معدني يتعين استبداله بصورة منتظمة وقد يفشل أو يصاب بعدوى، سيكون بالإمكان يوما ما حقن المرضى بجين وحيد يحقق لهم الشفاء الدائم من بطء ضربات القلب".

وفكر العلماء في استخدام هذه الطريقة في بادئ الأمر، لمساعدة من يعانون اضطراب ضربات القلب وعدم انتظامها، ممن لا يستطيعون استخدام منظم ضربات القلب بسبب مضاعفات تتعلق بالجهاز مثل العدوى أو في حالة إصابة أجنة داخل الرحم ببطء ضربات القلب، وهو ما يستحيل معه تركيب منظم ضربات القلب.

ويقول الباحثون إن بالإمكان الاستعانة بهذه الطريقة مستقبلا على نطاق واسع لعلاج المرضى كبديل واقعي عن منظم ضربات القلب.
دلالات
المساهمون