"الحدث السيئ يمكن أن يجلب الحظّ الجيد. والحظّ الجيد يمكن أن يؤدي إلى حظّ سيئ" بحسب حكمة كورية يعرضها أستاذ علم النفس في جامعة كنتاكي ريتشارد سميث، في مقال له بمجلة "بسيكولوجي توداي".
فهل أسفت يوماً على مصيبة ما، فتحولت في نهاية المطاف إلى العكس تماماً؟ وهل شكرت الأقدار على حظ جيد انقلب إلى مصيبة في النهاية؟
من الواجب عدم الحكم على الأمور بمقدماتها، بل بخواتيمها. وكمثال على ذلك يعرض الكاتب قصة "المزارع الصيني وحصانه" كالتالي: في أحد الأيام، في قرية على الحدود الشمالية للصين، عاش رجل عجوز مع ابنه. لم يكن يملك سوى عدد قليل من الخيول. وفي يوم، عبر أحد خيوله الحدود واختفى. واساه أهل القرية، وقالوا له: "لا بدّ أنّك حزين لخسارتك حصاناً جيداً". لكنّ العجوز ضحك قائلاً: "لا مفرّ من ذلك. كلّ ما يحدث هنالك احتمال دائم لحدوثه. أعتقد أنّ الحدث السيئ، يحمل حدثاً جيّداً خلفه". بعدها بفترة، عاد الحصان الهارب. لكنّه جلب معه حصاناً أصيلاً آخر. بدأ أهل القرية يبثون حسدهم، وهم يقولون له: "يا لحظك الرائع! لا بدّ أنّك في غاية السعادة لربحك حصاناً مجاناً". ومجدداً ضحك العجوز وقال: "لست متاكداً إن كان أمراً جيداً. فعندما يحدث الجيد، لا بدّ أن يتبعه سيئ أيضاً". بعدها بأشهر، وقع ابن العجوز عن الحصان وأصيب في ساقه إصابة دائمة. وكعادة أهل القرية عادوا لمواساة الرجل. فكان رده شبيهاً بما قاله أول مرة. في العام التالي، بدأت حرب جديدة، واستدعي شبان القرية إلى الجيش، من دون أن يستدعى ابن العجوز بسبب إصابته. وبينما عاش حياته كاملة، خسر الكثير من أقرانه حياتهم في تلك الحرب.
يشير الكاتب إلى أنّ القيمة الأساس لهذه الأمثولة، تتمثل في الحضّ على الصبر في مواجهة الأحداث وانتظار ما سيحدث لاحقاً. وبالترافق مع دعوته للتفاؤل، يؤكد الكاتب في المقابل أنّ ما يتحقق من أمور حميدة، لا يكون نهائياً بالضرورة.