أظهرت دراسة قام بها معهد "فورسا" الألماني أنّ الرضى الوظيفي والأسرة والتوازن ما بين العمل والحياة الخاصة، هي من أهم الأشياء في حياة معظم الألمان.
وأشارت الدراسة إلى أنّه يصعب على الألمان أن يبقوا بلا عمل، فالعمل بالنسبة لهم حياة. وهم يولون أهمية كبيرة لإتمامه على أحسن وجه وكذلك يسعون بكل قدراتهم لكي يكون ممتعاً وليس مربحاً مالياً فقط. لذلك يعمل الألمان بإخلاص ويهمهم أن يكونوا راضين عما يقدمونه. والأهم بالنسبة لهم أن يكون هناك تقدير لمجهودهم وأن يكون سلوك الرؤساء في العمل اتجاههم محترماً، وأن تتوفر بيئة العمل المريحة لهم، كي يتمكنوا من تقديم وظيفتهم بشكل محترف.
ويعتبر هؤلاء بحسب الدراسة أنّ العمل مهم لأنه وسيلة لتحقيق الذات وإظهار القدرات التي يمتلكونها. كما يمكنهم من خلال العمل أن يحسّنوا مستوى معيشتهم ويكونوا مواطنين لهم دورهم في خدمة مجتمعهم وتطوره.
وتضيف الدراسة أنّ الألمان على استعداد للعمل سنوات طويلة بالنسق نفسه. ولا يرحبون يالتغيير الدائم في الوظيفة بل يخلصون للمكان الذي يعملون فيه حتى النهاية في حال كانوا يشعرون بالامتنان وبأنّ حقوقهم محفوظة.
وعدا عن العمل، ما زالت الأسرة تحظى بأهمية كبيرة لدى الألمان. وتحتل المكانة الأولى كمؤسسة اجتماعية، حتى في أوساط الشباب. وبالرغم من تغير شكل الأسرة وبنيتها التقليدية وتناقص عدد أفرادها وتغير الأسلوب السائد في العديد من المجتمعات لشكل العائلة المتعارف عليه، ما زالت تشكل لدى الألمان مصدر سعادة.
وفي دراسة أخرى لـ"معهد البحوث المستقبلية" تبيّن أن 88 في المائة من الألمان اعتبروا أنّ الأسرة هي الضامن الأهم للاستقرار والشعور بالأمان. كما أعرب 86 في المائة منهم عن أملهم في أن يصبح المجتمع أكثر تماسكاً وأن يكون هناك المزيد من الشعور بالـ"نحن" وليس الـ"أنا".
وقالت الباحثة في علم الاجتماع هورست أوبشوفيسكي من المعهد: "إلى جانب الأسرة والعمل، تبقى عدة أمور مهمة بالنسبة للألمان، وهي الصحة والمال والحب والصداقة والسلام". كما أشارت إلى أنّ للحرية أهمية كبيرة في حياة الألمان، فهي تمنحهم القدرة على التعبير عن أنفسهم من دون قيود تحدد لهم سقف تفكيرهم. وبالإضافة إلى ذلك فإنّ قضاء إجازة مع الأسرة بعد تعب العمل مهم للغاية بالنسبة للألمان وذلك من أجل شحن الطاقة للعودة إلى الحياة المهنية بكل اندفاع. كما يعتبرون الإجازة فرصة لترميم التواصل مع العائلة أو الشريك أو الأصدقاء.
اقرأ أيضاً: المهاجرون يحبون ألمانيا كأهلها الأصليين