لا شيء على حاله في الغوطة الشرقية للعاصمة السورية دمشق. الحصار استمر طويلاً ومعه القصف حتى لم يبقَ حجر على حجر. قتل كثير من الأهالي وجرح كثيرون، ومن بقوا ها هم يُهجَّرون شيئاً فشيئاً.
في الصورة طفل في عربين، كان مصيره التهجير أيضاً. لعلّه يلقي نظرة أخيرة على منطقة عاش فيها منذ ولد. ولعلّه بعد شهور من العيش في الملاجئ لا يتعرف على المكان إذ تحول إلى ركام بفعل القصف المدفعي والغارات الجوية اليومية.
أمس وقبله استمر تهجير عناصر المعارضة السورية المسلحة إلى جانب عائلاتهم والأهالي ممن لا حول لهم ولا قوة في الصراع، ولو كانت قلوبهم تهتف نصرة للمظلوم على الظالم... أي نصرة لأنفسهم ولبعضهم البعض في مواجهة الدبابة والصواريخ.
هي موجة التهجير الثانية من الغوطة الشرقية بعد حرستا. وكان العشرات قد حزموا أمتعتهم في عربين، أمس الأحد، بانتظار الحافلات التي أقلّتهم إلى محافظة إدلب (شمال غرب)، آخر معاقل المعارضة، إثر اتفاق تم التوصل إليه برعاية روسيا حليفة دمشق.
سبق هؤلاء نحو ألف مقاتل ينتمون إلى تنظيم فيلق الرحمن غادروا السبت المدينة مع عائلاتهم. وأجبر المقاتلون على التخلي عن معظم أسلحتهم، بعد تفتيشهم، وجرى نقل المغادرين على متن حافلات بصحبة جندي روسي في كلّ حافلة بحسب "فرانس برس". ومن المقرر إجلاء سبعة آلاف شخص من هذه المنطقة خصوصاً زملكا وعربين وحي جوبر، ما قد يستغرق عدة أيام.