صباح كل يوم تجهز السيدة الفلسطينية نوال صالح (48 عاماً) "أم شاكر" من سكان قرية الساوية جنوبي نابلس شمالي الضفة الغربية ما قطفته فجرا، من مزروعات زرعتها في حديقة منزلها، وتقطف كذلك نبتة "الفرفحينة"، من أجل بيعها طازجة على بسطتها في سوق مدينة رام الله وسط الضفة الغربية.
مزروعات السيدة نوال توفر لها دخلاً لمساعدة زوجها في مصاريف المنزل، فتزرعها في خيمة بلاستيكية مجاورة للمنزل، وتقطف الفرفحينة التي تنمو من دون زراعة بالقرب من الأحواض المائية وبجانب ري المزروعات، وذلك يعني أن بيع الفرفحينة لا يكلف أم شاكر شيئا وكلها مربح وتبيع كل حزمة منها بنحو نصف دولار.
تعرف أم شاكر أن للفرفحينة فوائد كثيرة كما تسمع من الزبائن، الذين أقبلوا هذا العام على شرائها بشكل أكبر من أي عام وخاصة في رمضان، لكنها لا تدرك فعلا حقيقة هذه الفوائد.
تميز أم شاكر ما بين الفرفحينة التي تنمو من دون زراعة وتكون ذات أوراق رفيعة، والفرفحينة التي يزرع بذورها المزارعون ليبيعوها حيث تكون ذات أوراق عريضة، وتقطف في كل يوم النبتة الناضجة الكبيرة، وتعود بعد أيام لقطف النبتة الصغيرة التي تنمو بسرعة فائقة.
في حقول ضاحية شويكة بمدينة طولكرم، شمالي الضفة الغربية، تقطف السيدة فتحية أبو صالح (57 عاما) من سكان الضاحية، نبتة الفرفحينة التي تنمو بجانب المزروعات بعد الاستئذان من المزارعين، لتطهوها أو لتصنع منها السلطات، أو تأكلها خضراء كما هي.
تقول أبو صالح لـ "العربي الجديد"، إن "هذه النبتة لذيذة وعرفتها من أمي وأبي، فهي متوارثة من أجدادنا، وهي مفيدة نقطفها في موسمها في ربيع وصيف كل عام، لكن جيل هذه الأيام لا يعرفونها ويعتبرونها مجرد أعشاب".
قد تبدو الفرفحينة مجرد عشبة يجب التخلص منها من بين المزروعات، إلا أن قيمتها الغذائية والطبية العالية جعلتها أخيراً محط أنظار الباحثين حول العالم وخاصة في ماليزيا، لاحتوائها على مضادات الأكسدة التي قد تبشر مرضى السرطان بعلاج جديد لهم وهي بحاجة لأبحاث وتجارب أخرى من أجل ذلك، وفق ما يشير رئيس قسم كيمياء وتكنولوجيا الصيدلة في جامعة النجاح الوطنية بنابلس، نضال جرادات، في حديثه لـ"العربي الجديد".
الفرفحينة وفق جرادات، تعالج الجروح وتستخدم مسكنا للألم ومضادا للالتهابات والأكسدة، وهي مهدئ للجهازين العصبي والعضلي، علاوة على احتوائها على فيتامينات متنوعة منها (فيتامينات A.C.E، والمكمل الغذائي لفيتامينات B Complex).
كما يوجد في الفرفحينة مركبات سفانويز وسابونيز والكالويز، ومينرال أسد وأملاح معدنية، ودهون الأوميجا 3، ومادّة الغلوتاثايون، والكالسيوم، والمغنيسيوم، والماء، والصوديوم، والحديد، والفسفور، والبوتاسيوم.
تؤكل الفرفحينة طازجة أو مطهية ولكن يفضل خبراء الأعشاب أكلها طازجة خضراء، وتوجد فوائدها في كافة أجزاء النبتة من البذور حتى الأغصان، في ما قد تزين نبتة الفرفحينة الموائد الرمضانية بعد تجهيزها في السلطات بجانب خضروات أخرى.
تستوطن نبتة الفرفحينة أو البقلة أو الرجلة، بأسمائها المختلفة بحسب سكان المحافظات الفلسطينية، كافة الأراضي الفلسطينية منذ قديم التاريخ، وهي نبتة برية تعيش في حوض المتوسط وتعيش بجانب الأحواض المائية خاصة في الفصول المروية، يوضح الخبير في التنوع الحيوي النباتي في فلسطين، بنان الشيخ، لـ "العربي الجديد".
النبتة ذات اللون الأخضر الباهت أوراقها وساقها يحتويان على مادة عصارية مليئة بالمياه وذات فوائد مختلفة، ومنها أنواع مختلفة تعرف من لون ساقها متعدد الألوان، لكن أفضلها الأرجواني، يشير نضال جرادات وبنان الشيخ.
ينمو نبات البقلة في العديد من المناخات الفلسطينية، باستثناء المناخ الصحراوي، ويكثر انتشارها في الأراضي السهلية والمروية، وأخيراً اتجه بعض المزارعين لزراعتها والاستثمار بها، ولكن بنسب قليلة، بينما يؤكد الشيخ أن الاهتمام بهذه الزراعة وتنظيمها ممكنان.
اقــرأ أيضاً
تعرف أم شاكر أن للفرفحينة فوائد كثيرة كما تسمع من الزبائن، الذين أقبلوا هذا العام على شرائها بشكل أكبر من أي عام وخاصة في رمضان، لكنها لا تدرك فعلا حقيقة هذه الفوائد.
تميز أم شاكر ما بين الفرفحينة التي تنمو من دون زراعة وتكون ذات أوراق رفيعة، والفرفحينة التي يزرع بذورها المزارعون ليبيعوها حيث تكون ذات أوراق عريضة، وتقطف في كل يوم النبتة الناضجة الكبيرة، وتعود بعد أيام لقطف النبتة الصغيرة التي تنمو بسرعة فائقة.
في حقول ضاحية شويكة بمدينة طولكرم، شمالي الضفة الغربية، تقطف السيدة فتحية أبو صالح (57 عاما) من سكان الضاحية، نبتة الفرفحينة التي تنمو بجانب المزروعات بعد الاستئذان من المزارعين، لتطهوها أو لتصنع منها السلطات، أو تأكلها خضراء كما هي.
تقول أبو صالح لـ "العربي الجديد"، إن "هذه النبتة لذيذة وعرفتها من أمي وأبي، فهي متوارثة من أجدادنا، وهي مفيدة نقطفها في موسمها في ربيع وصيف كل عام، لكن جيل هذه الأيام لا يعرفونها ويعتبرونها مجرد أعشاب".
قد تبدو الفرفحينة مجرد عشبة يجب التخلص منها من بين المزروعات، إلا أن قيمتها الغذائية والطبية العالية جعلتها أخيراً محط أنظار الباحثين حول العالم وخاصة في ماليزيا، لاحتوائها على مضادات الأكسدة التي قد تبشر مرضى السرطان بعلاج جديد لهم وهي بحاجة لأبحاث وتجارب أخرى من أجل ذلك، وفق ما يشير رئيس قسم كيمياء وتكنولوجيا الصيدلة في جامعة النجاح الوطنية بنابلس، نضال جرادات، في حديثه لـ"العربي الجديد".
الفرفحينة وفق جرادات، تعالج الجروح وتستخدم مسكنا للألم ومضادا للالتهابات والأكسدة، وهي مهدئ للجهازين العصبي والعضلي، علاوة على احتوائها على فيتامينات متنوعة منها (فيتامينات A.C.E، والمكمل الغذائي لفيتامينات B Complex).
كما يوجد في الفرفحينة مركبات سفانويز وسابونيز والكالويز، ومينرال أسد وأملاح معدنية، ودهون الأوميجا 3، ومادّة الغلوتاثايون، والكالسيوم، والمغنيسيوم، والماء، والصوديوم، والحديد، والفسفور، والبوتاسيوم.
تؤكل الفرفحينة طازجة أو مطهية ولكن يفضل خبراء الأعشاب أكلها طازجة خضراء، وتوجد فوائدها في كافة أجزاء النبتة من البذور حتى الأغصان، في ما قد تزين نبتة الفرفحينة الموائد الرمضانية بعد تجهيزها في السلطات بجانب خضروات أخرى.
تستوطن نبتة الفرفحينة أو البقلة أو الرجلة، بأسمائها المختلفة بحسب سكان المحافظات الفلسطينية، كافة الأراضي الفلسطينية منذ قديم التاريخ، وهي نبتة برية تعيش في حوض المتوسط وتعيش بجانب الأحواض المائية خاصة في الفصول المروية، يوضح الخبير في التنوع الحيوي النباتي في فلسطين، بنان الشيخ، لـ "العربي الجديد".
النبتة ذات اللون الأخضر الباهت أوراقها وساقها يحتويان على مادة عصارية مليئة بالمياه وذات فوائد مختلفة، ومنها أنواع مختلفة تعرف من لون ساقها متعدد الألوان، لكن أفضلها الأرجواني، يشير نضال جرادات وبنان الشيخ.
ينمو نبات البقلة في العديد من المناخات الفلسطينية، باستثناء المناخ الصحراوي، ويكثر انتشارها في الأراضي السهلية والمروية، وأخيراً اتجه بعض المزارعين لزراعتها والاستثمار بها، ولكن بنسب قليلة، بينما يؤكد الشيخ أن الاهتمام بهذه الزراعة وتنظيمها ممكنان.