وتطالب تلك المنظمات المتطرفة نتنياهو بفتح المصليات الإسلامية داخل الحرم القدسي الشريف أمام اليهود للصلاة الجهرية فيها، وإغلاق أبواب المسجد أمام المسلمين يوم غد الأحد، تزامناً مع احتفالات هذه المنظمات بذكرى ما يسمّى "خراب الهيكل".
عقب المطالبات، أصدرت الهيئة الإسلامية العليا ومجلس الأوقاف، بياناً مشتركاً حذرتا فيه من أية محاولة إسرائيلية لتغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى، وأكدتا أن المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها سيتصدّون لها.
في حين، قال المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين إن "الحكومة الإسرائيلية ستكون مسؤولة عن تداعيات أي قرارات متطرفة بشأن الأقصى"، مؤكداً أن على الإسرائيليين أن يتوقعوا الأسوأ في حال استجابوا لمطالب متطرفيهم، والذين اتسعت قاعدتهم لتشتمل أيضاً وزراء ونواب كنيست باتوا يشكلون اليوم "لوبي" متنفذاً داخل الكنيست الإسرائيلي (البرلمان) وفي الحكومة التي يهيمن عليها الآن ائتلاف يميني متطرف.
وذكر المتحدث باسم حركة فتح في القدس رأفت عليان، في تصريح له، أن "المنظمات الصهيونية المتطرّفة وعلى رأسها منظمة الهيكل تعمل بالربع ساعة الأخيرة للسيطرة على المسجد الأقصى الشريف، ساعية بذلك إلى تحقيق نبوءتها المزعومة بإقامة هيكلها على أنقاض مسجدنا، وإن رسالتها لنتنياهو، ما هي إلا خطوات نهائية لتقسيم الأقصى، لا سيما مع قرب انتهائها من الحفريات أسفل البلدة القديمة".
وطالب عليان الأمتين العربية والإسلامية بالتحرّك الفوري والعاجل لقطع الطريق على شرعنة اقتحام المتطرفين للمسجد، ما من شأنه أن يجرّ المنطقة إلى النزاع والمواجهة المباشرة، داعياً الشعب الفلسطيني، خصوصاً المقدسيين، إلى النفير العام.
استعدادات لمواجهة المستوطنين
في المقابل، بدأ الفلسطينيون، اليوم السبت، استعدادات واسعة لمواجهة تطورات غير متوقّعة غداً في حال نفذ المتطرفون اليهود تهديداتهم باقتحام الأقصى. فقد منع حراس الأقصى اليوم وصول مجموعات ضمت العشرات من المتطرفين إلى داخل المسجد، واضطرت الشرطة الإسرائيلية إلى وضع حواجز حديدية أدّوا عندها طقوساً وشعائر جهرية، وهتف بعضهم بـشعارات عنصرية.
وبدأت هيئات إسلامية داخل المناطق المحتلة منذ 1948 بتسيير عشرات الحافلات إلى القدس وشد الرحيل إلى الأقصى، والتي ستواصل نقل الفلسطينيين طيلة اليوم السبت وحتى ظهيرة الغد الأحد للتصدي لاقتحامات المستوطنين.
ونظمت حركتا فتح وحماس يوم أمس، داخل ساحات المسجد الأقصى مسيرات غاضبة تنديداً بالاقتحامات وبتطاول إحدى المتطرفات اليهوديات، وهي مجندة سابقة، على الرسول محمد عليه السلام. وجرى اعتقال المتطرفة، لكن ما لبثت سلطات الاحتلال أن أطلقت سراحها، مع قرار إبعادها عن الأقصى لأسبوعين. وقوبل إبعادها بغضب المستوطنين، خصوصاً أن الشرطة كانت قد منعتهم في العشر الأواخر من رمضان من دخول الأقصى ضمن برنامج ما يسمى بـ"السياحة الأجنبية". ونظموا قبل يومين وقفة احتجاجية عند باب المغاربة نددوا خلالها بقرار الشرطة، ودعوا إلى طرد الغرباء من داخل الأقصى في إشارة إلى الوقف الإسلامي.
وفي هذا الإطار، علم أن إدارة الأوقاف الإسلامية شرعت باتصالات مع الأردن، ومع أطراف عربية وإقليمية لمنع تفاقم الأحداث غداً الأحد، فيما قرّرت شرطة الاحتلال تعزيز تواجدها في البلدة القديمة، تحديداً في محيط الأقصى منعاً لأي صدام.