قال المطرب الشعبي، عصام كاريكا، في مقابلة مع " العربي الجديد" إن البطالة تعتبر رأس الأزمات في مصر، مشيراً إلى أن أحلام أبناء مصر بسيطة وسهلة التحقيق وبأن ثوار ثورة يناير خرجوا من أجل التغيير نحو الأفضل في كافة المجالات.
*بداية كيف ترى الوضع في مصر من الجانب الاقتصادي ؟
لا أحد ينكر أن مصر مرت بأزمات اقتصادية متلاحقة طوال السنوات الماضية، لذا فمن الصعب أن أرى الوضع الاقتصادي المصري في موقف مختلف عن الوضع الذي يراه الجميع. ولو وُجه هذا السؤال لأي فنان سيؤكد على كلامي بأن مصر عانت كثيرًا على المستوى الاقتصادي في السنوات الأخيرة، لما مرت به من مراحل انتقالية عديدة، أدت إلى تدهور أمور كثيرة، ودخولها في أزمات معيشية عانى منها المواطنون، وأنا واحد منهم كفنان.
لكن الحمد لله استطاعت مصر بحكمة القيادة فيها الخروج من تلك الأزمات، وتحاول أن تستعيد وضعها ومكانتها السابقة.
*وهل تغير الوضع حالياً؟
الوضع بكل تأكيد تغير، أو دعنا نقول إنه يسير في اتجاه التغير إلى الأفضل، فإذا نظرنا إلى ما كنا عليه، وما نتمناه وننتظره، بالتأكيد لم يتحقق بعدُ الشيء الكبير الذي نتمناه، لكن مصر تحاول التغلب على أزماتها ومشاكلها والنهوض من جديد، ونحن في انتظار المزيد من التقدم في الفترة المقبلة، لأن الأمور بدأت منذ فترة في اتجاه الاستقرار، وهذا شيء مطمئن جدًا، ولكن نتمنى أن يدوم هذا الوضع لنحقق ما نرجوه من تقدم وازدهار على المستوى الاقتصادي وعلى المستوى الفني، لأن الفن تأثر كثيراً مما حدث خلال الفترة الماضية وأدى إلى ركود الفن كثيراً.
*وكيف تفسر لنا زيادة الأسعار في الفترة الأخيرة ورفع الدعم عن السلع ؟
هذه القرارات أغضبت شريحة، ربما تكون الأكبر، وهذه الشريحة مهمة جدًا في المجتمع؛ لأنها شريحة الفقراء والبسطاء، وبكل تأكيد لهم الحق في أن يغضبوا؛ لأنهم ثاروا من أجل تغيير الأوضاع التي اتجهت بمصر إلى الأسوأ، وكانوا يريدون للأمور أن تتجه إلى الأفضل بعد أن عاشت البلاد 30 سنة من الحياة الصعبة، وبالتالي عندما تغير الوضع في ثورة يناير 2011، كانوا يحلمون بالأفضل، وحين ارتفعت الأسعار وتم رفع الدعم، شعر البعض بالإحباط، ولكن لو نظرنا إلى بعض الدول التي أصبحت الآن كبيرة اقتصادياً سنرى أنها مرت بظروف تشبه كثيرًا ظروفنا الآن، ولابد من الصبر لكي نصل إلى ما نريده، والثورات تحتاج لوقت حتى يظهر أثرها على أرض الواقع.
*من المعروف أنك "ابن بلد" وتعيش الحياة ببساطة وتجلس مع البسطاء من أبناء المنطقة التي تقطن بها، فما الأزمات التي يعاني منها هؤلاء؟
البسطاء أحلامهم بسيطة جدًا، وأقل شيء يمكن أن يرضيهم، وللأسف ما يحزنني أنهم لا يطالبون بأشياء يصعب تحقيقها على أرض الواقع، فأنا أندهش عندما أعرف أن هؤلاء الناس لا يبحثون عن ما هو مستحيل، بل كل آمالهم وأمنياتهم تأمين مصدر رزق دائم ليعيشوا منه وبه، وتعليم أبنائهم. للأسف هذه أحلام في منتهى البساطة، ولكن أجد أن كل شكاواهم تتعلق بما ذكرته، وهناك من ترك وظيفته وعمله بسبب ما مرت به البلاد من أزمات، فضلاً عن البطالة التي هي أم الأزمات المعيشية المصرية، والتي لا نجد لها حلا، فمنذ سنوات طويلة وكل حكومة تأتي تَعد الناس بحلول لهذه الأزمة، وفي النهاية النتيجة واحدة.
*وهل أنت متفائل ؟
أنا فنان، ولابد أن أكون أكثر المتفائلين، لأنني أرى أن دور الفنان في هذه الفترة مؤازرة الجمهور والناس، وأن يشد من أزرهم، لما للفنان من جماهيرية وهبه الله إياها، وعليه أن يستخدمها في مصلحة الناس والوطن، وأنا بطبيعة الحال دائمًا بين الناس وأعطيهم دائمًا الأمل في الغد؛ لأنني لا أحب المتشائمين، ولم أكن في يوم من الأيام منهم؛ لأن التشاؤم صفة تهدم ولا تبني، لذا دائمًا ما أقول للجميع من يريد أن يتقدم عليه بالعمل والصبر حتى يعوضه الله. أنا أتمنى أن يكون الغد أجمل من أجل أبناء مصر الطيبين وحتى يحققوا أحلامهم وطموحاتهم.