لم تكن لوحة الفنانة الفلسطينية آلاء الجعبري، عن الفتاة التي تنزف عيناها دمًا ودمعًا، إضافة إلى فمها الذي خيط بوجع صمتها، مجرد لوحة فنية تصدرت معرض الفنون التشكيلية النسوية لمناهضة العنف ضد المرأة، إذ كانت تعبر عن واقع عنفٍ مجتمعي تواجهه بعض النساء الغزّيات بفعل ظروف الحياة الصعبة التي يواجهنها.
وشاركت الجعبري وغيرها من الفنانات النسويات بلوحاتهن الفنية، خلال معرض الفنون التشكيلية ضمن الحملة العالمية لمناهضة العنف ضد النساء، تحت عنوان "حق العودة والكرامة للمرأة الفلسطينية"، والذي نظمه اتحاد لجان المرأة الفلسطينية، اليوم الاثنين، في مدينة غزة.
وتوضح الجعبري لـ"العربي الجديد"، أن مشاركتها في المعرض كانت لإيصال رسالة فحواها أن العنف الذي تواجه الفلسطينيات بمختلف أنواعه، ومن قبل الرجل خاصة، والمجتمع عامة، يجب أن ينتهي، مضيفةً أن "المرأة الغزّية يجب أن تُكرم من قبل المجتمع كما كرمها القرآن وهي نصف المجتمع".
أمَا أمل أبو سردانة، فكانت مشاركتها في المعرض عبر لوحةٍ فنية لفتاة متوسطة العمر، امتلأ جسدها بالدم، وتقول لـ"العربي الجديد": "اللوحة تعبر عن العنف الجسدي والجنسي والنفسي الذي تتعرض له النساء الفلسطينيات من قبل المجتمع بشكل عام".
وتضيف أنه يجب رفع شعار "لا للعنف ضد المرأة" بشكل دائم بين أوساط المجتمع الفلسطيني، مبينةً أنه من الضرورة للمرأة الفلسطينية أن تمارس حقوقها وتعيش بسلام داخل مدينة غزة، وعدم جعل الحصار الإسرائيلي والظروف المعيشية والاقتصادية الصعبة مبررًا لتعنيف النساء الغزّيات.
سياسة تكميم الأفواه للمرأة في المجتمع الفلسطيني، عالجتها الفنانة ريم الداية بلوحتها الفنية، وتوضح لـ"العربي الجديد" أنها أرادت من خلال لوحتها تصوير العنف الذي يمارس ضد النساء داخل بيوتهن، من خلال إسكاتهن وعدم إعطائهن الحق في الحديث أو الدفاع عن نفسهن في ظل العنف الذي يمارس ضدهن.
وجاءت مشاركة الغزّية ريهام العماوي في المعرض، بلوحة فنية لمرأة التف حول رقبتها حبل مشدود، كونها تريد معالجة الضغوطات والمشاكل التي تواجهها الفلسطينيات في قطاع غزة، وتضيف لـ"العربي الجديد"، أن النساء الغزّيات مضطهدات في جميع الحالات كونهن لا يملكن حق الدفاع عن أنفسهن.
إلى ذلك، توضح المديرة التنفيذية لاتحاد لجان المرأة الفلسطينية، تغريد جمعة، أن المعرض يعبر عن النضال النسوي بأشكاله المتعددة، من خلال اللوحات الفنية التي هي بمثابة إحدى أدوات النضال الذي تستخدمه المرأة للدفاع عن نفسها، والتعبير عن مشاكلهن والعنف الذي يمارس ضدهن.
وتبيّن لـ"العربي الجديد" أن مثل هذه الأنشطة تهدف إلى تسليط الضوء على معاناة النساء الفلسطينيات، سواء كان التعنيف من قبل الاحتلال الإسرائيلي، أو من قبل المجتمع المحلي، متمنيةً أن تصبح فلسطين خالية من كافة أشكال التمييز والعنف ضد المرأة الفلسطينية.