يزعم الأهالي أن النبي "يوسف" عاش فيها ألف يومٍ، لذا سميت المنطقة بـ "الفيوم". لكن بعض المؤرخين يرجّحون أن الاسم أسبق زمناً من عصر النبي يوسف، وأن من أسمائها القديمة كان (بير سبيك) قبل أن يسميها القبط (بيوم) أو (فيوم) أي مدينة البحر.
تقع الفيوم في الجنوب الغربي من القاهرة بحوالي 100 كم، وتعد المحافظة الوحيدة بالوجه القبلي التي لا تطل على نهر النيل مباشرة حيث تكتفي بفرع واحد قادم من النيل هو (بحر يوسف).
عراقة الفيوم تكشف عنها الحياة البرية في مرحلة ما قبل التاريخ، إذ تحتوي على حفريات لحيوانات قديمة منقرضة، كالديناصورات وبعض الفقاريات الأخرى في جبل قطراني شمال بحيرة قارون، كما توجد حفريات لفيلة وقرود وحيتان. وقد أثبتت الدراسات الجيولوجية أن منخفض الفيوم كان عبارة عن بحيرة كبيرة، أخذت مياهها تتناقص تدريجياً إلى ما صارت عليه الآن.
وللفيوم مكانة تاريخية، فقد تحدث عنها هيرودوت ووصفها وأرخ لبعض أحداثها ومنشآتها. وترجع شهرتها القديمة إلى أنها كانت عاصمة لمصر في مرحلة من أخصب فتراتها، وهو عصر أمنحتب الثالث (الأسرة الثالثة عشرة)، وهو الذي أقام بها أول خزان مائي في التاريخ، وبنى (هرم هوّارة)، كما اتخذ منها بطليموس الثالث عاصمة للمملكة.
تجذب الفيوم أنظار السائحين والباحثين نظراً لكثرة آثارها القديمة وتنوعها، حيث وجدت آثار تنتمي لعصر ما قبل الأسر وما بعدها، أما أشهر الآثار فتتمثل في (هرم سيلا) الذي يختلف في تصميمه عن الأهرامات التقليدية، ويعود للأسرة الثالثة. و(هرم هوارة الطيني) المذكور وهو من الطوب اللبن المكسى بالحجر الجيري، وأطلال (معبد قصر الصاغة) الذي ينتمي للدولة الوسطى، و(مسلة سنوسرت) من الأسرة الثانية عشرة، وأطلال (مدينة ماضي)، و(قصر اللابرنت)، إضافة إلى كمّ كبير من المقابر الفرعونية والجبانات. وإذ كانت الفيوم ملجأ وملاذاً للرهبان المسيحيين الهاربين من الاضطهاد الروماني؛ فقد كثرت الأديرة القبطية.
وقد اختار المخرج الأميركي (سيسيل بي. ديميل) الفيوم لتصوير مشاهد من فيلمه الشهير "الوصايا العشر" سنة 1956، والذي يحكي قصة النبي موسى، وخروج بني إسرائيل من مصر.
تتمتع الفيوم بطبيعتها الساحرة، فهي جنة خضراء في وسط الصحراء، تزينها السواقي الجميلة، وتملؤها البحيرات الفريدة. تبلغ بحيرة قارون حوالي (330 كيلومترا مربعا) ويتراوح عمقها من متر إلى 14 متراً، ومياهها مالحة، وهي مصدر لثروة سمكية كبيرة لكنها تنحصر في أنواع محددة مثل البوري والبلطي وسمك موسى وثعبان الماء.
وفي الشتاء تمتلئ البحيرة بالبط المهاجر الذي يبدأ بالتوافد إليها مع فصل الخريف، ليضع بيضه في أجواء دافئة آمنة، ويظل موجوداً على شواطئها حتى مطلع الربيع من كل عام، إضافة إلى أنواع أخرى من الطيور المهاجرة من أوروبا هرباً من برد الشتاء القارس، فتتجمع حول بحيرة قارون، مما يجعلها فريسة سهلة لهواة الصيد خاصة من السائحين!
وإلى جانب بحيرة قارون بالفيوم توجد محمية (وادي الريان) التي تتكون من بحيرتين (عليا وسفلى) وبينهما منطقة (الشلالات) التي تصل بين البحيرتين، و(منطقة عيون الريان) جنوب البحيرة السفلى، ومنطقة (جبل الريان) وهى المنطقة المحيطة بالعيون، ومنطقة (جبل المدورة) التي تقع بالقرب من البحيرة السفلى.
استثمرت الطبيعة الساحرة في الفيوم سنة 1942 بإنشاء فندق اشتهر باسم (الأوبرج)، وهو الذي حظي باستضافة كبار الزوار من السياسيين مثل البريطاني ونستون تشرشل والملك عبد العزيز آل سعود وغيرهما.
اقــرأ أيضاً
السبع سواقي
تعد سواقي الهدير من أهم معالم الفيوم، ويطلقون عليها السبع سواقي، وهي من الآثار التي شيدت منذ أكثر من ألفي عام. ويسمي أهالي الفيوم الساقية أو الناعور باسم (التابوت) وهو الاسم الذي أطلقه عليها البطالمة، وهم يميزون بين الأسماء، فالتابوت يدار بقوة دفع الماء فقط، أما الساقية فهي التي تدار عن طريق الدواب. السواقي القديمة القليلة صارت مزارات سياحية.
تقع الفيوم في الجنوب الغربي من القاهرة بحوالي 100 كم، وتعد المحافظة الوحيدة بالوجه القبلي التي لا تطل على نهر النيل مباشرة حيث تكتفي بفرع واحد قادم من النيل هو (بحر يوسف).
عراقة الفيوم تكشف عنها الحياة البرية في مرحلة ما قبل التاريخ، إذ تحتوي على حفريات لحيوانات قديمة منقرضة، كالديناصورات وبعض الفقاريات الأخرى في جبل قطراني شمال بحيرة قارون، كما توجد حفريات لفيلة وقرود وحيتان. وقد أثبتت الدراسات الجيولوجية أن منخفض الفيوم كان عبارة عن بحيرة كبيرة، أخذت مياهها تتناقص تدريجياً إلى ما صارت عليه الآن.
وللفيوم مكانة تاريخية، فقد تحدث عنها هيرودوت ووصفها وأرخ لبعض أحداثها ومنشآتها. وترجع شهرتها القديمة إلى أنها كانت عاصمة لمصر في مرحلة من أخصب فتراتها، وهو عصر أمنحتب الثالث (الأسرة الثالثة عشرة)، وهو الذي أقام بها أول خزان مائي في التاريخ، وبنى (هرم هوّارة)، كما اتخذ منها بطليموس الثالث عاصمة للمملكة.
تجذب الفيوم أنظار السائحين والباحثين نظراً لكثرة آثارها القديمة وتنوعها، حيث وجدت آثار تنتمي لعصر ما قبل الأسر وما بعدها، أما أشهر الآثار فتتمثل في (هرم سيلا) الذي يختلف في تصميمه عن الأهرامات التقليدية، ويعود للأسرة الثالثة. و(هرم هوارة الطيني) المذكور وهو من الطوب اللبن المكسى بالحجر الجيري، وأطلال (معبد قصر الصاغة) الذي ينتمي للدولة الوسطى، و(مسلة سنوسرت) من الأسرة الثانية عشرة، وأطلال (مدينة ماضي)، و(قصر اللابرنت)، إضافة إلى كمّ كبير من المقابر الفرعونية والجبانات. وإذ كانت الفيوم ملجأ وملاذاً للرهبان المسيحيين الهاربين من الاضطهاد الروماني؛ فقد كثرت الأديرة القبطية.
وقد اختار المخرج الأميركي (سيسيل بي. ديميل) الفيوم لتصوير مشاهد من فيلمه الشهير "الوصايا العشر" سنة 1956، والذي يحكي قصة النبي موسى، وخروج بني إسرائيل من مصر.
تتمتع الفيوم بطبيعتها الساحرة، فهي جنة خضراء في وسط الصحراء، تزينها السواقي الجميلة، وتملؤها البحيرات الفريدة. تبلغ بحيرة قارون حوالي (330 كيلومترا مربعا) ويتراوح عمقها من متر إلى 14 متراً، ومياهها مالحة، وهي مصدر لثروة سمكية كبيرة لكنها تنحصر في أنواع محددة مثل البوري والبلطي وسمك موسى وثعبان الماء.
وفي الشتاء تمتلئ البحيرة بالبط المهاجر الذي يبدأ بالتوافد إليها مع فصل الخريف، ليضع بيضه في أجواء دافئة آمنة، ويظل موجوداً على شواطئها حتى مطلع الربيع من كل عام، إضافة إلى أنواع أخرى من الطيور المهاجرة من أوروبا هرباً من برد الشتاء القارس، فتتجمع حول بحيرة قارون، مما يجعلها فريسة سهلة لهواة الصيد خاصة من السائحين!
وإلى جانب بحيرة قارون بالفيوم توجد محمية (وادي الريان) التي تتكون من بحيرتين (عليا وسفلى) وبينهما منطقة (الشلالات) التي تصل بين البحيرتين، و(منطقة عيون الريان) جنوب البحيرة السفلى، ومنطقة (جبل الريان) وهى المنطقة المحيطة بالعيون، ومنطقة (جبل المدورة) التي تقع بالقرب من البحيرة السفلى.
استثمرت الطبيعة الساحرة في الفيوم سنة 1942 بإنشاء فندق اشتهر باسم (الأوبرج)، وهو الذي حظي باستضافة كبار الزوار من السياسيين مثل البريطاني ونستون تشرشل والملك عبد العزيز آل سعود وغيرهما.
السبع سواقي
تعد سواقي الهدير من أهم معالم الفيوم، ويطلقون عليها السبع سواقي، وهي من الآثار التي شيدت منذ أكثر من ألفي عام. ويسمي أهالي الفيوم الساقية أو الناعور باسم (التابوت) وهو الاسم الذي أطلقه عليها البطالمة، وهم يميزون بين الأسماء، فالتابوت يدار بقوة دفع الماء فقط، أما الساقية فهي التي تدار عن طريق الدواب. السواقي القديمة القليلة صارت مزارات سياحية.