هكذا ببساطة يمكن لعشاق القاهرة الوصول إلى أدق ملامحها وتفاصيلها من خلال صور يومية تُنشر عنها.
صور لا تحكي فقط عن أهرامات الجيزة ولا قلعة صلاح الدين ولا برج القاهرة كأبرز معالم العاصمة المصرية؛ ولكنها عدسات مصورين محترفين وآخرين هواة، يرصدون نبض الشارع المصري، بملامحه القمحية، ومكوناته البسيطة من طائرة ورقية، ومباراة كرة قدم في حارة، وعيون ضاحكة لطفلة في طريقها للمدرسة.
"Everyday Cairo"، هو حساب على مواقع التواصل الاجتماعي "إنستغرام"، و"فيسبوك" و"تويتر". الفكرة جاءت في الأساس من مصور صحافي بلجيكي، يدعى ماتيوس، عشق القاهرة وخطفته ديناميكيتها وحيويتها. حاول الوصول لمجموعة من المصورين المحترفين في القاهرة، ليكوّنوا نواة جديدة لمجموعات "Everyday" المنتشرة في العديد من الدول والمدن حول العالم.
"أحد عشر مصورا مصريا وأجنبيا، قرروا بالتعاون مع ماتيوس، إطلاق Eveyday Cairo في الخامس عشر من أكتوبر/تشرين الأول 2014. قررنا الابتعاد عن السياسة وصخبها، وعن المعالم البارزة للقاهرة المستهلكة في معظم الصور عنها، وركزنا على الصور الحية التي تحكي عن سكان القاهرة وأحيائها الشعبية وحيواتها في النهار والليل". الحديث هنا على لسان واحدة من فريق "Evevyday Cairo"، هبة الخولي، والتي تعمل مصورة صحافية في واحدة من الصحف الخاصة المصرية.
وأضافت الخولي، خلال الاحتفال الذي نظمته المجموعة يوم 15 أكتوبر الجاري، بمناسبة مرور العام الأول على تدشين المجموعة في القاهرة: "رغبنا منذ البداية في إظهار الوجه الخفي للقاهرة؛ لذا رحّبنا بشدّة بكل متعاون مع المجموعة، التقط صورة بهاتفه الخليوي، أرسلها لنا من خلال مواقع التواصل الاجتماعي".
صور ترصد مركباً شراعياً صغيراً في نهر النيل يعتليه صياد ممدّد على السطح يضع طاقيته على وجهه لينال قسطا من الراحة، أو موظفات داخل عربة السيدات بمترو القاهرة في طريقهن إلى المنزل بعد دوام عمل ممل، أو شرفة صغيرة يطل منها رجل خمسيني بملابسه الداخلية هاربا من حرارة الجو، أو طفلا يجلس تحت يدي حلاق، أو لحظة حب خاصة جمعت شابا وفتاةً على كورنيش النيل.
فبإمكان الجميع التقاط صور بهواتفهم، يرصدون فيها زاوية ما من الحياة في القاهرة، وإرسالها على حسابات "Everyday Cairo" على مواقع التواصل الاجتماعي، أو مجرد إضافة الوسم الخاص بهم. فإذا حازت الصورة على إعجاب الفريق الأساسي الذي يدير حسابات المجموعة، فإنه سيعيد نشرها من خلال الحساب الرسمي لـ"Everyday Cairo".
وحرص فريق "Everyday Cairo"، من خلال معرضهم الذي أقيم في واحدة من قاعات العرض بحي الزمالك بالجزيرة، على إبراز صور المشاركين في نجاح التجربة خلال العام من غير المصورين المحترفين، "أرسلنا لكل من ساهم معنا في نشر صوره، كي يحتفظ بحقوقه الأدبية الكاملة، ودعوناهم جميعا للمشاركة في المعرض وحضوره مع الأهل والأصدقاء، للترويج للفكرة"، هكذا قالت المصورة الشابة.
وعلى أحد جدران المعرض، عُلّقت ورقة بيضاء، تحكي عن تأسيس المجموعة، جاء فيها "تكونت مجموعة Everyday Cairo لتنضم لمجموعات Everyday حول العالم. تتكون المجموعة من 11 مصورا، بين هاوٍ ومحترف، مصري وأجنبي، لتنتج مزيجا بين العيون المختلفة التي ترى القاهرة كل يوم من زوايا جديدة. محاوِلةً إيجاد الجمال وسط كل ما نعيشه من زحام وتلوّث وضوضاء".
عدسات المصورين المحترفين أو الهواة، لا تقتصر فقط على رصد شوارع القاهرة وأناسها، بل قد تصل لصحن "ملوخية بالطشّة" على الطريقة المصرية الأصيلة، داخل بيت أو في أحد المطاعم الشعبية، وقد تلاحق بائع حلوى "غزل البنات" في الشارع، أو صبيان يعتلون سور المدرسة في محاولة لـ"التزويغ" قبل نهاية اليوم الدراسي.
فإذا كنت من سكان القاهرة، فلا تنسَ أن تلتقط صورا وترسلها على حسابات "Everyday Cairo" على مواقع التواصل الاجتماعي. ولا تنس أيضا أن تطالع تلك الحسابات بين الحين والآخر، فقد تجد نفسك بطلَ واحدةٍ من تلك الصور.
اقرأ أيضاً: التسوّل في مصر أيضاً فنون: "قمر سيدنا النبي قمر"