بدأ قطاع القصور والآثار في شركة "المقاولون العرب" التابعة للحكومة المصرية، تنفيذ أكبر خطة لترميم التماثيل النحاسية الأثرية في محافظة القاهرة، وتشمل الخطة أيضاً ترميم تماثيل أسود كوبري قصر النيل وتمثال الزعيم سعد زغلول وتمثال الفريق عبد المنعم رياض وتمثال طلعت حرب وتمثال الزعيم مصطفى كامل، إضافة لترميم كوبري الجلاء. وصرح طارق خضر، رئيس قطاع القصور والآثار في "المقاولون العرب" بأن مشروع الترميم سينتهي بعد 15 يوماً لتعود بعدها تماثيل القاهرة لرونقها الجمالي المنشود.
وكانت بعض تماثيل وسط القاهرة قد شوهدت، قبيل أسابيع، وهي مغلفة بالبلاستيك بعد إعادة ترميمها وصيانتها تمهيداً لإعادة افتتاحها، بعد أن أصابها التشويه، مثل تمثال محمد فريد وتمثال مصطفى كامل. جميع التماثيل المستهدفة تتبع محافظة القاهرة باستثناء تمثال إبراهيم باشا الشاخص في ميدان الأوبرا، فهو الوحيد الذي يتبع وزارة الآثار.
يذكر أن شوارع القاهرة وميادينها كانت خالية من التماثيل طوال تاريخها القديم إلى أن جاء عصر الخديوي إسماعيل في القرن التاسع عشر، عندما شرع يزين القاهرة استعداداً لاحتفالات افتتاح قناة السويس عام 1869، فاستدعى بعض الفنانين الأوروبيين لتجميل المدينة. وأنشأ دار الأوبرا المصرية، ووضع أمامها تمثالاً لوالده إبراهيم باشا سنة 1872، والذي قام بنحته الفنان الفرنسي كورديه. وفي عام 1948 استعانت الحكومة المصرية بالفنان أحمد عثمان ومنصور فرج لصنع لوحتين وضعتا على قاعدة التمثال حتى اليوم.
وفي عام 1872 صنع الفنان جاك مار تمثالا لأول وزير للدفاع في عهد محمد علي، وهو لاظوغلي باشا، والذي كان قبلها وزيرا للمالية. ووضع التمثال في الميدان الذي سمي باسم لاظوغلي، واشتهر المكان بعد ذلك بسبب احتلاله لمبنى وزارة الداخلية القديم وجهاز أمن الدولة الذي ما زالت إداراته القديمة تعمل بالمكان أمام التمثال العتيد.
أما عن قصة تماثيل "أسود كوبري قصر النيل" فتعود أيضاً إلى عصر إسماعيل، فقد كان كوبري قصر النيل أول كوبري على النيل، بدأ العمل فيه عام 1869، واكتمل في عام 1871 ويمتد طوله 406 أمتار. وأراد إسماعيل أن يزين الكوبري بعلامة خالدة، فطلب من الفنان جاك مار أن يصنع له تماثيل أربعة توضع على جانبي كلٍ من مدخلي الكوبري. وصنعت التماثيل من البرونز القوي في فرنسا على شكل أسود رابضة تحرس الجسر، ثم نقلت إلى الإسكندرية عبر البحر المتوسط، ومنها إلى القاهرة لتوضع في مكانها الحالي. ولذا كان إسماعيل يحمل لقب أبو السباع، الذي أطلقه المصريون عليه بسبب تلك التماثيل، بل إنه ظلّ لقبا لكل من يحمل اسم إسماعيل دون أن يعرف كثيرٌ من الناس أصل التسمية.
أما عن تمثال مصطفى كامل؛ ففي عام 1913 اكتتب المصريون لصنع تمثال يخلد ذكرى الزعيم. وصنع التمثال الفنان الفرنسي ليوبولد سافان، ووضع في البداية أمام كلية الحقوق التي أسسها مصطفى كامل في جامعة القاهرة، ثم نقل بعد ذلك إلى الميدان المسمى باسمه وسط القاهرة.
في حين يعود تمثال نهضة مصر الذي صنعه الفنان المصري محمود مختار إلى عام 1919، وكان مختار قد صنع نموذجا للتمثال اشترك به في معرض باريس السنوي للفنون التشكيلية، وحصل به على الميدالية الذهبية. واقترح سعد زغلول أن يوضع التمثال الأصلي في أحد ميادين القاهرة، ودعا الشعب للإسهام بذلك، وبالفعل اكتتب المصريون لتغطية تكاليف وضعه في مكانه الأول بميدان محطة باب الحديد (سكك حديد مصر)، وأكملت الحكومة المبلغ المطلوب. ثم نقل من مكانه عام 1955 ليستقر بالقرب من جامعة القاهرة في الجيزة.
اقــرأ أيضاً
ولم ينس محمود مختار ما صنعه سعد زغلول من أجل إقامة تمثاله (نهضة مصر) في العاصمة المصرية، وكان ذلك سببا في شهرة مختار وارتفاع شأنه. فبعد وفاة زغلول عام 1927، صنع محمود مختار تمثالا لزعيم الأمة، كي يوضع التمثال أول الأمر أمام كوبري قصر النيل من ناحية الجزيرة، قبل أن ينقل حاليا أمام ميدان الأوبرا المصرية الجديدة بالقرب من ميدان التحرير.
وكانت بعض تماثيل وسط القاهرة قد شوهدت، قبيل أسابيع، وهي مغلفة بالبلاستيك بعد إعادة ترميمها وصيانتها تمهيداً لإعادة افتتاحها، بعد أن أصابها التشويه، مثل تمثال محمد فريد وتمثال مصطفى كامل. جميع التماثيل المستهدفة تتبع محافظة القاهرة باستثناء تمثال إبراهيم باشا الشاخص في ميدان الأوبرا، فهو الوحيد الذي يتبع وزارة الآثار.
يذكر أن شوارع القاهرة وميادينها كانت خالية من التماثيل طوال تاريخها القديم إلى أن جاء عصر الخديوي إسماعيل في القرن التاسع عشر، عندما شرع يزين القاهرة استعداداً لاحتفالات افتتاح قناة السويس عام 1869، فاستدعى بعض الفنانين الأوروبيين لتجميل المدينة. وأنشأ دار الأوبرا المصرية، ووضع أمامها تمثالاً لوالده إبراهيم باشا سنة 1872، والذي قام بنحته الفنان الفرنسي كورديه. وفي عام 1948 استعانت الحكومة المصرية بالفنان أحمد عثمان ومنصور فرج لصنع لوحتين وضعتا على قاعدة التمثال حتى اليوم.
وفي عام 1872 صنع الفنان جاك مار تمثالا لأول وزير للدفاع في عهد محمد علي، وهو لاظوغلي باشا، والذي كان قبلها وزيرا للمالية. ووضع التمثال في الميدان الذي سمي باسم لاظوغلي، واشتهر المكان بعد ذلك بسبب احتلاله لمبنى وزارة الداخلية القديم وجهاز أمن الدولة الذي ما زالت إداراته القديمة تعمل بالمكان أمام التمثال العتيد.
أما عن قصة تماثيل "أسود كوبري قصر النيل" فتعود أيضاً إلى عصر إسماعيل، فقد كان كوبري قصر النيل أول كوبري على النيل، بدأ العمل فيه عام 1869، واكتمل في عام 1871 ويمتد طوله 406 أمتار. وأراد إسماعيل أن يزين الكوبري بعلامة خالدة، فطلب من الفنان جاك مار أن يصنع له تماثيل أربعة توضع على جانبي كلٍ من مدخلي الكوبري. وصنعت التماثيل من البرونز القوي في فرنسا على شكل أسود رابضة تحرس الجسر، ثم نقلت إلى الإسكندرية عبر البحر المتوسط، ومنها إلى القاهرة لتوضع في مكانها الحالي. ولذا كان إسماعيل يحمل لقب أبو السباع، الذي أطلقه المصريون عليه بسبب تلك التماثيل، بل إنه ظلّ لقبا لكل من يحمل اسم إسماعيل دون أن يعرف كثيرٌ من الناس أصل التسمية.
أما عن تمثال مصطفى كامل؛ ففي عام 1913 اكتتب المصريون لصنع تمثال يخلد ذكرى الزعيم. وصنع التمثال الفنان الفرنسي ليوبولد سافان، ووضع في البداية أمام كلية الحقوق التي أسسها مصطفى كامل في جامعة القاهرة، ثم نقل بعد ذلك إلى الميدان المسمى باسمه وسط القاهرة.
في حين يعود تمثال نهضة مصر الذي صنعه الفنان المصري محمود مختار إلى عام 1919، وكان مختار قد صنع نموذجا للتمثال اشترك به في معرض باريس السنوي للفنون التشكيلية، وحصل به على الميدالية الذهبية. واقترح سعد زغلول أن يوضع التمثال الأصلي في أحد ميادين القاهرة، ودعا الشعب للإسهام بذلك، وبالفعل اكتتب المصريون لتغطية تكاليف وضعه في مكانه الأول بميدان محطة باب الحديد (سكك حديد مصر)، وأكملت الحكومة المبلغ المطلوب. ثم نقل من مكانه عام 1955 ليستقر بالقرب من جامعة القاهرة في الجيزة.