وأكد محمد أبو الحمص، من لجنة المتابعة لبلدة العيسوية شمال شرق القدس، وعضو لجنة أولياء أمور الطلاب في مدارسها، لـ"العربي الجديد"، أنّ "قرار استمرار التعليق جاء ردّا على عدم استجابة قوات الاحتلال لمطالب أولياء الأمور، التي تتركز في توفير بيئة آمنة للتعليم، ووقف الاقتحامات المتزامنة مع مغادرة أبنائهم مقاعد الدراسة، ما تسبب، على مدى الأيام، في وقوع عشرات الإصابات في صفوف التلاميذ، كان أخطرها إصابة الفتى مجد مصطفى بعيار مطاطي من مسافة قريبة جدا أدت إلى استئصال طحاله، حيث ما زال يرقد في مشفى إسرائيلي في القدس الغربية".
وقال أبو الحمص: "بالنسبة لنا نحن أولياء الأمور، فالحياة أهم من التعليم في هذه المرحلة، لأن الخطر على حياة أبنائنا ما زال حاضرا وماثلا".
وكشف أبو الحمص عن محاولات تقوم بها شرطة الاحتلال وبلديتها لاختراق الموقف الوطني للجنة أولياء الأمور، إلا أن هذه المحاولة فشلت فشلا ذريعا، فـ"اللجنة والأهالي على قلب رجل واحد. موحدون في موقفهم من الاحتلال وممارساته العنصرية".
وفي هذا السياق، أشار أبو الحمص، إلى بيان أصدره رئيس بلدية الاحتلال في القدس، نير بركات، اتهم فيه لجنة أولياء الأمور بممارسة الإرهاب وترهيب أهالي التلاميذ، من خلال إغلاق المدارس ومنع التلاميذ من الالتحاق بها.
وحمَل بركات، في بيانه، بشدة، على لجنة أولياء الأمور، متهما إياها بتغذية العنف والتطرف وإلقاء الحجارة على الاحتلال ومستوطنيه، مبررا بذلك اقتحامات قوات الاحتلال المتكررة للبلدة، الأمر الذي رفضه أبو الحمص ولجنة أولياء الأمور، وأكدوا أن الاقتحامات مجرد استعراض عضلات من قبل قوات الاحتلال ليس إلا.
إلى ذلك، ما زال الفتى مجد مصطفى يرقد في مشفى "شعاريه تصيدق" الإسرائيلي في القدس الغربية، بعد العملية الجراحية التي أجريت له، واستؤصل خلالها طحاله.
وقال والد الفتى مجد مصطفى، لـ"العربي الجديد"، إنّ "نجله ما زال بحاجة لمراقبة طبية ومتابعة من قبل المستشفى، بالنظر إلى خطورة حالته"، مؤكدا أن نجله أصيب من مسافة قريبة جدا وبشكل متعمد، ولم يكن له أية صلة بمواجهات هناك.
وفي روايته لظروف وملابسات إصابته، قال الفتى مجد، لـ"العربي الجديد"، إنه "لحظة إصابته، كان متوجها لشراء القهوة من بقالة قريبة من منزله، حيث يوجد بيت عزاء لجده، وخلال ذلك أطلقت قوات الاحتلال الرصاص المطاطي عليه، فأصيب برصاصة مطاطية من الخلف، نقل بعدها إلى المركز الصحي ثم مستشفى المقاصد ومنه إلى (تشعاريه تصديق)، حيث ما زال يرقد هناك".