يجد الفنان الفلسطيني زياد الغصبلي، الذي يقترب من عامه الخامس والسبعين، متسعاً من الوقت لمشاركة الناس في أفراحهم بأغاني "الزمن الجميل"، في حين لا تزالُ ذاكرته تحتضن آلاف الأغاني العربية القديمة الأصيلة لكبار الموسيقيين والمطربين العرب.
مجالسة القصْبُغلي صاحب الحنجرة المخملية والخامة الصوتية العريضة تحاكي تماماً مجالسة فنان مصري قديم على هيئة فريد الأطرش، أو محمد عبد الوهاب وغيرهما الكثير، وهو الذي تتلمذ على يد كبار الموسيقيين العرب في معهد الموسيقى الذي كان يخضع للإدارة المصرية في قطاع غزة قبل الاحتلال الإسرائيلي للقطاع عام 1967.
ورغم كبر سنه إلا أنّ القصْبُغلي لا يزال يستمتع وهو يضرب بريشته على آلته الموسيقية المفضلة العود، كما يقول لـ"العربي الجديد"، مستذكراً أغاني الزمن الجميل لأم كلثوم وعبد الحليم وعبد العزيز محمود وغيرهم.
منذ أكثر من خمسين عاماً يقود القصْبُغلي فرقة الطرب الأصيل الموسيقية والتي تختص بإحياء حفلات الأعراس والسهرات الطربية في قطاع غزة، ويحظى الموسيقي السبعيني بشريحة عريضة ممن يسميهم بـ"السميعة" خاصة من فئة كبار السن الذين تطرب رؤوسهم وآذانهم بسماع أغاني الطرب الأصيل "والتي تحمل كثيراً من مفردات الحب وتتنوع في مقاماتها وألحانها وجملها الموسيقية".
وتتشكل فرقة القصْبُغلي من ستة عازفين يتنوعون بين عازف أورج، وعازف طبلة، وعازف رق، وعازف بندير، بالإضافة إلى مهندس الصوت، وتحظى هذه الفرقة باهتمام شريحة واسعة من الناس في قطاع غزة الذين يسعون إلى حجز الفرقة نظراً للتنوع الموسيقي في الأغاني والألحان خاصة تلك الطربية القديمة.
ومنذ تخرجه عام 1968 من معهد الغناء والموسيقى، حظي القصْبُغلي بفرصة عمل في المدارس الحكومية إبان الحكم الإسرائيلي لقطاع غزة، ثم انتقل بعد سنواتٍ قليلة للعمل في مدرسة النور لتعليم الموسيقى للمكفوفين حتى تخرج على يديه عشرات الموسيقيين من المكفوفين الذين باتوا من أمهر العازفين على مستوى قطاع غزة.
ولم يكتفِ القصْبُغلي بالكنز العريق من مكتبة الأغاني العربية الطربية والشعبية الأصيلة، فقد عمل على إنتاج العديد من الأغاني التي كتبها ولحّنها بجهد ذاتي خالص والتي حملت غالبيتها السمات الوطنية "نظراً لأننا نعيش في وطن محتل".
وبالتزامن مع رحلة القصْبُغلي الفنية، شهدت الساحة الفنية العربية تسارعاً جنونياً حتى ظهر نمط الأغاني الشعبية وهو ما يطلق عليه القصْبُغلي "الأغاني الصاخبة"، ويعتقد أنّها فترة طارئة في مسيرة الفن المصري الأصيل.
ويصف الموسيقي الفلسطيني، هذه الأغاني بأنّها "لا تحمل أي قيمة أو معنى وتعمل بنظام الرتم التقليدي الواحد"، رافضاً المقارنة بينها وبين أغاني الطرب الأصيل التي تحمل الكثير من المعاني والمضامين الأخلاقية الراقية وتحترم أذن المستمع الموسيقية.
ويصر القصْبُغلي على موقفه الرافض بالانحدار إلى مستنقع هذا النوع من الأغاني الصاخبة، ويعد نفسه بأنّه صاحب رسالة فنية سامية، ولا يريد أن يتحول في آخر عمره إلى ما يصفها بـ"الملوثات السمعية".
وانتشرت في قطاع غزة، في السنوات الأخيرة الحفلات الشبابية التي تتميز بأغانٍ شعبية وخاصة تلك المصرية التي ذاع صيتها في الفترة الأخيرة، وهو ما يعتقد الفنان القصْبُغلي أنّه "انحدار في الذوق الموسيقي العام".
ويواجه القصْبُغلي تحدياً في إحياء الحفلات الطربية في غزة نظراً للأزمات الاقتصادية في القطاع من جهة، وتراجع الذوق الفني العام من جهة أخرى، حيث شهد تراجع نسبة الحجوزات من 20-30 حفلة في الشهر الواحد إلى نحو 10 حفلات فقط.
إلا أن ذلك لم يؤثر في نفسية الفنان السبعيني الذي يعيش وسط أسرة ميسورة الحال، مبيناً أنّ اهتمامه ينصب على إنعاش ذاكرة الفن الأصيل في أسماع الناس بعيداً عن التفكير بالتحصيل المالي الذي هو في النهاية تحصيل حاصل.
اقــرأ أيضاً
مجالسة القصْبُغلي صاحب الحنجرة المخملية والخامة الصوتية العريضة تحاكي تماماً مجالسة فنان مصري قديم على هيئة فريد الأطرش، أو محمد عبد الوهاب وغيرهما الكثير، وهو الذي تتلمذ على يد كبار الموسيقيين العرب في معهد الموسيقى الذي كان يخضع للإدارة المصرية في قطاع غزة قبل الاحتلال الإسرائيلي للقطاع عام 1967.
ورغم كبر سنه إلا أنّ القصْبُغلي لا يزال يستمتع وهو يضرب بريشته على آلته الموسيقية المفضلة العود، كما يقول لـ"العربي الجديد"، مستذكراً أغاني الزمن الجميل لأم كلثوم وعبد الحليم وعبد العزيز محمود وغيرهم.
منذ أكثر من خمسين عاماً يقود القصْبُغلي فرقة الطرب الأصيل الموسيقية والتي تختص بإحياء حفلات الأعراس والسهرات الطربية في قطاع غزة، ويحظى الموسيقي السبعيني بشريحة عريضة ممن يسميهم بـ"السميعة" خاصة من فئة كبار السن الذين تطرب رؤوسهم وآذانهم بسماع أغاني الطرب الأصيل "والتي تحمل كثيراً من مفردات الحب وتتنوع في مقاماتها وألحانها وجملها الموسيقية".
وتتشكل فرقة القصْبُغلي من ستة عازفين يتنوعون بين عازف أورج، وعازف طبلة، وعازف رق، وعازف بندير، بالإضافة إلى مهندس الصوت، وتحظى هذه الفرقة باهتمام شريحة واسعة من الناس في قطاع غزة الذين يسعون إلى حجز الفرقة نظراً للتنوع الموسيقي في الأغاني والألحان خاصة تلك الطربية القديمة.
ومنذ تخرجه عام 1968 من معهد الغناء والموسيقى، حظي القصْبُغلي بفرصة عمل في المدارس الحكومية إبان الحكم الإسرائيلي لقطاع غزة، ثم انتقل بعد سنواتٍ قليلة للعمل في مدرسة النور لتعليم الموسيقى للمكفوفين حتى تخرج على يديه عشرات الموسيقيين من المكفوفين الذين باتوا من أمهر العازفين على مستوى قطاع غزة.
ولم يكتفِ القصْبُغلي بالكنز العريق من مكتبة الأغاني العربية الطربية والشعبية الأصيلة، فقد عمل على إنتاج العديد من الأغاني التي كتبها ولحّنها بجهد ذاتي خالص والتي حملت غالبيتها السمات الوطنية "نظراً لأننا نعيش في وطن محتل".
وبالتزامن مع رحلة القصْبُغلي الفنية، شهدت الساحة الفنية العربية تسارعاً جنونياً حتى ظهر نمط الأغاني الشعبية وهو ما يطلق عليه القصْبُغلي "الأغاني الصاخبة"، ويعتقد أنّها فترة طارئة في مسيرة الفن المصري الأصيل.
ويصف الموسيقي الفلسطيني، هذه الأغاني بأنّها "لا تحمل أي قيمة أو معنى وتعمل بنظام الرتم التقليدي الواحد"، رافضاً المقارنة بينها وبين أغاني الطرب الأصيل التي تحمل الكثير من المعاني والمضامين الأخلاقية الراقية وتحترم أذن المستمع الموسيقية.
ويصر القصْبُغلي على موقفه الرافض بالانحدار إلى مستنقع هذا النوع من الأغاني الصاخبة، ويعد نفسه بأنّه صاحب رسالة فنية سامية، ولا يريد أن يتحول في آخر عمره إلى ما يصفها بـ"الملوثات السمعية".
وانتشرت في قطاع غزة، في السنوات الأخيرة الحفلات الشبابية التي تتميز بأغانٍ شعبية وخاصة تلك المصرية التي ذاع صيتها في الفترة الأخيرة، وهو ما يعتقد الفنان القصْبُغلي أنّه "انحدار في الذوق الموسيقي العام".
ويواجه القصْبُغلي تحدياً في إحياء الحفلات الطربية في غزة نظراً للأزمات الاقتصادية في القطاع من جهة، وتراجع الذوق الفني العام من جهة أخرى، حيث شهد تراجع نسبة الحجوزات من 20-30 حفلة في الشهر الواحد إلى نحو 10 حفلات فقط.
إلا أن ذلك لم يؤثر في نفسية الفنان السبعيني الذي يعيش وسط أسرة ميسورة الحال، مبيناً أنّ اهتمامه ينصب على إنعاش ذاكرة الفن الأصيل في أسماع الناس بعيداً عن التفكير بالتحصيل المالي الذي هو في النهاية تحصيل حاصل.
ولم يحصل القصْبُغلي على الصيت الإعلامي الكبير الذي يؤهله للعالمية رغم عذوبة صوته وأصالة أفكاره وذاكرته الموسيقية، إلا أنّه يحظى بجمهور عريض من "السميعة" من كبار السن وحتى الشباب في قطاع غزة.
ويأمل الفنان السبعيني اهتمام جميع الشرائح الفلسطينية والعربية والمحافظة على ما وصفه بـ"كنز الغناء العربي الأصيل" من أجل الخروج بجيل فني سليم يعرف ماذا يسمع، وماذا يغني، موجهاً دعوته إلى الفنانين الفلسطينيين للتركيز على ما وصفه بـ"النبش" في تراث الأغنية التراثية الفلسطينية.