وأوضحت الفصائل المعارضة، في البيان الذي نشره "الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام"، أنه "تم تحرير مدينة العدنانية والقحطانية والمراكز الأساسية لعناصر التنظيم في محافظة القنيطرة، ومحاصرة مقراتهم في درعا وطردهم منها، إضافة لقتل وأسر العديد منهم"، لافتةً إلى أن قوات النظام شنت قصفاً مدفعياً وجوياً ضد الفصائل أثناء اقتحامها مقرات "داعش".
وكانت اشتباكات عنيفة دارت، صباح اليوم، في ريف درعا الغربي بين "لواء شهداء اليرموك" من جهة، و"الجيش الحر" و"جبهة النصرة" ومجموعة من الفصائل الإسلامية العاملة في درعا من جهة أخرى.
على خط موازٍ، دارت اشتباكات أخرى في ريف القنيطرة بين "الجيش الحر" و"جبهة النصرة" و"الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام" من جهة، ضد عناصر "سرايا الجهاد" المبايع لتنظيم "الدولة".
ويعود سبب هذا التصعيد ضد "داعش"، إلى الاشتباكات الدائرة منذ يومين بين "النصرة" و"جيش الإسلام" و"أحرار الشام" وفصائل إسلامية ومقاتلة من طرف، و"سرايا الجهاد" من طرف آخر، في ريف القنيطرة بعد كمين نصبه الأخير لمقاتلين من هذه الفصائل.
وعن شرارة الخلاف، قال مصدر من "جبهة النصرة"، لـ"العربي الجديد"، إن "النصرة ومجموعة من الفصائل كانت تعد لعمل عسكري ضخم ضد مدينة البعث في محافظة القنيطرة لفك الحصار عن الغوطة الغربية، وكان من المقرر أن يبدأ العمل منذ يومين، ولكن تأخر لأسباب لها علاقة بالإعداد والتجهيز".
وتابع المصدر عينه أنه "في اليوم المقرر للانتشار العسكري، خرج النقيب سامر من مدينة نوى في درعا، بمجموعةٍ معه للحاق بالتجمع ومعه بعض العناصر والذخيرة، فوقع في كمين على الطريق نصبه أتباع الفنوصي (سرايا الجهاد) فقتلوه واثنين آخرين، كما أسروا آخرين وقاموا لاحقاً بتصفية سبعة منهم".
وذكر المصدر أن "جيش الجهاد أعلن منذ فترة في معقله (القحطانية) تبعيته لتنظيم (داعش)، وقام بتعليق الرايات في مقراته ومنع غير التابعين لفصيله من دخول البلدة".
وأضاف أنه "على أثر حادثة قتل النقيب سامر، أوقفت الفصائل العمل العسكري المقرر في القنيطرة والتفوا لحماية ظهورهم، فاحتدمت المعارك معهم، وقد خرجت مؤازرات من مختلف الفصائل بتأييد من دار العدل في درعا".
إلى ذلك، كشف مصدر عسكري تابع لـ"النصرة" أن "الأيام القليلة المقبلة ستشهد تطوراً كبيراً على مستوى المعارك في المحافظتين، حيث يتم الإعداد لعمل عسكري ضخم بالتنسيق مع مختلف الفصائل، وربما سيكون هناك تدخل بري من بعض الفصائل التي كانت تتلقى تدريباً في الأردن"، من دون أن يوضح تفاصيل أكثر حول طبيعة هذا التدخل.
من جانبه، أعلن "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية"، في تصريح على لسان المتحدث الرسمي باسمه، سالم المسلط، أنه تم "القضاء على ما تبقى من خلايا داعش في محافظتي القنيطرة ودرعا".
واعتبر المسلط أن "المقاتلين أثبتوا مرة أخرة أنهم الأقدر على دحر التنظيمات الإرهابية والقضاء عليها رغم غياب الدعم الحقيقي، ورغم وقوعه المستمر ما بين نيران نظام بشار الأسد من جهة وهجمات داعش من جهة أخرى، ودون أن نغفل استراتيجية النظام في توفير غطاء جوي مستمر للتنظيم طيلة أكثر من عام".
وأضاف المسلط أن "هذه الانتصارات على مختلف الجبهات تؤكد أن هناك بالفعل واقعاً سياسياً جديداً لا بد من أخذه بعين الاعتبار والبناء عليه لإنتاج حل أخير ونهائي، يحقق تطلعات الشعب السوري، وينهي هذا الفصل من تاريخ سورية".
اقرأ أيضاً: معارك الشمال السوري... تحوّلات استراتيجية لمصلحة المعارضة