أثارت اللائحة الرسمية التي أعلنت عنها اللجنة الحكومية المكلفة بمتابعة الانتخابات في المغرب، والتي تضمنت أسماء العديد من الأشخاص الذين تمت متابعتهم أمام محاكم المملكة بسبب "تورطهم" في استعمال المال، لشراء الأصوات في اقتراع أعضاء مجلس المستشارين، جدلا واسعا في البلاد.
وذكرت اللجنة الحكومية المكلفة بمتابعة الانتخابات المغربية، والتي تضم وزيري العدل والحريات والداخلية، أنه إلى حدود يوم أمس الأربعاء، تمت متابعة 26 شخصاً، من بينهم 14 مترشحاً لهذه الانتخابات، أعلن عن فوز 10 منهم بمقاعد في مجلس المستشارين (الغرفة الثانية بالبرلمان المغربي).
ونشرت اللجنة الحكومية أسماء عدد من المتهمين بتوظيف أموال وشراء أصوات لفائدة مترشحين، أغلبهم ينتمون إلى حزب الاستقلال، من بينهم نجلا أمينه العام، حميد شباط، وأيضا نجل مؤسس حزب الحركة الديموقراطية الاجتماعية، فضلا عن عضوين اثنين من حزب العدالة والتنمية الحاكم، وأعضاء من حزبي الأصالة والمعاصرة المعارض، والتجمع الوطني للأحرار المشارك في الحكومة.
ووفق القائمة الرسمية للمشتبه بهم في استخدام المال لاستمالة أصوات مترشحين، فإن "الفساد الانتخابي" طاول أحزابا في المعارضة كما في الحكومة، وخاصة أحزاب الاستقلال والأصالة والمعاصرة ضمن صفوف المعارضة البرلمانية، وإن كان الاستقلال بدأ يأخذ مسافة من المعارضة الحالية، وأيضا حزب العدالة والتنمية، وتجمّع الأحرار في الحكومة.
وأفضى نشر قائمة الأشخاص الذين قالت اللجنة الحكومية إنهم متابعون بتهمة استعمال المال الحرام للتأثير على نتائج انتخاب أعضاء مجلس المستشارين، إلى جدل وسجال اتسم برفض أغلب الأحزاب السياسية لهذا الإجراء، بحيث اعتبروا نشر أسماء مشتبه بهم مسّاً بقرينة البراءة.
حزب العدالة والتنمية، الذي ورد اسم اثنين من مستشاريه ضمن قائمة المتهمين بشراء الأصوات، أعرب عن مفاجأته بتسجيل عضويه في اللائحة المذكورة، وعن ثقته في القضاء المغربي الذي سيفصل في هذه القضية، مؤكدا تمسكه ببراءة المتهمين مما نُسب إليهم، ومطالبا بمحاكمة عادلة لهم.
من جهته، أكد حزب الاستقلال، الذي تصدر لائحة المتهمين بتوظيف الأموال في انتخابات الغرفة الثانية للبرلمان، أن "نشر القائمة عمل غير دستوري، لأن مهام اللجنة الحكومية لمتابعة الانتخابات انتهت بمجرد انتهاء الاقتراع، كما أنه ليس من حقها نشر أسماء في وسائل الإعلام، لأن في ذلك تطاولاً على سرية التحقيق".
اقرأ أيضا: المغرب: زلزال الانتخابات المحلية يهدّد صفوف أعرق حزبَين معارضَين