يشهد قطاع المواصلات العراقي لا سيما المتعلق بالقطارات منه، تراجعا ملحوظا بعد الاحتلال الأميركي للعراق عام 2003، حتى صارت رؤية مسافرين يستقلون قطاراً تثير السخرية في كثير من الأحيان لأن رحلته تستغرق أضعاف ما تحتاجه أبسط وسيلة نقل في العراق، ورافق ذلك ظاهرة رمي القطارات بالحجارة الأمر الذي تسبب بعرقلة سيرها.
يؤكد سيف حيدر الذي يعمل موظفاً في دائرة السكك الحديد ببغداد لـ "العربي الجديد"، أن "رحلة القطارات عبر مناطق زراعية ومهجورة أصبحت مملة وشاقة، بسبب الصعوبات التي ترافق ذلك"، موضحا أن أبرز هذه الصعوبات هو قدم القطارات العراقية، وتعرضها للأعطال في أحيان كثيرة.
ويضيف "كما أن الاضرار التي أصابت سكك الحديد في العراق بعد عام 2003 حتمت على القطارات السير بسرعة بطيئة، وهو أمر يسبب نفور المسافرين منها"، مشيرا إلى بروز ظاهرة غريبة على المجتمع العراقي تتمثل بتعرض القطارات المتوجهة والقادمة من المحافظات الجنوبية إلى الرمي المتكرر بالحجارة.
ويعتبر حيدر أن "رمي الحجارة على القطارات، ووضع الكتل الكونكريتية، والأعمدة على سكك الحديد، سبب أعطالاً إضافية في القطارات"، مبينا أن هذا القطاع مهمل إلى حدّ كبير، وإعادة تأهيله تتطلب أمرين، أولهما الاهتمام الحكومي والإعلامي، وثانيهما استيراد قطارات جديدة.
كما يوضح عمار صباح، الذي يدرس الهندسة في جامعة بغداد، أنه يسكن البصرة، واضطر في إحدى المرات إلى ركوب القطار عائدا إلى محافظته الجنوبية بسبب رخص ثمن التذكرة، ويقول لـ "العربي الجديد":"ندمت كثيرا".
ويضيف "منذ خروجنا من الحدود الإدارية للعاصمة بغداد باتجاه البصرة تعرضنا لكم هائل من الحجارة التي كانت ترمى علينا من قبل أطفال كانوا يتجمعون على جانبي سكة القطار"، مبينا أن "هؤلاء الأطفال والصبية كانوا يطلقون علينا سيلاً من عبارات السخرية". ويتابع "يضاف إلى ذلك بطء سير القطار، وافتقاره لأبسط الخدمات كالتبريد والحمامات النظيفة"، موضحاً أنه ينصح أصدقاءه والجميع بعدم ركوب القطار حتى يتحسن حاله.
وذكرت وزارة النقل العراقية في وقت سابق أن النوافذ الزجاجية للقطارات المتحركة بين بغداد والبصرة، وبين بغداد وكربلاء، تعرضت للضرر بسبب رميها بالحجارة من قبل أشخاص وصفتهم بـ "العابثين"، مشيرة إلى إقدام بعض الأشخاص على وضع قضبان حديدية على سكة القطار ما أدى إلى توقفه أكثر من مرة.
وعبرت الوزارة عن اسفها لما تتعرض له القطارات المارة بين بغداد ومحافظات جنوب العراق، موضحة أن تحقيقاً فتح لهذا السبب، ووجهت إنذارات للمواطنين الساكنين على جانبي سكة القطار.
وتتسبب الأعطال التي تصيب القطارات داخل المدن بحدوث زخم مروري كبير. ويقول النقيب في دائرة مرور بغداد حمزة الساعدي، "حين تعطل أحد القطارات في ساحة عدن شمال بغداد قبل ايام تسبب بشل الحركة في أحياء الكاظمية والحرية والإسكان، والمناطق الأخرى القريبة ليوم كامل أثناء الدوام الرسمي"، مشددا في حديث لـ"العربي الجديد" على ضرورة حل هذه الظاهرة التي باتت تتكرر كثيراً في العاصمة العراقية.