وقال مصدر في قيادة عمليات الجيش بالأنبار، لـ"العربي الجديد"، إنّ "المنشورات دعت المدنيين إلى سلك طرق آمنة تحميهم من احتمال تعرضهم للخطر أثناء القتال مع عناصر (داعش)".
وأشار المصدر عينه، إلى "اقتراب ساعة الصفر وانتقال المعارك الحاسمة إلى وسط مدينة الرمادي التي تحاصرها القوات الأمنية من أربع جهات".
من جهته، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع العراقية، العميد يحيى رسول، إنّ "المنشورات التي ألقتها الطائرات العراقية حثت المواطنين على الخروج السريع من الرمادي من خلال الطرق التي حددتها القوات الأمنية"، مُوضحاً، في بيان، أنّ "قوات الجيش والشرطة والعشائر ستشارك في العملية الأخيرة والحاسمة لتحرير المدينة بالكامل".
في المقابل، انتقد مسؤول محلي بارز ما وصفه "تخبط الحكومة في التعامل مع من يفر من مناطق داعش".
وقال رئيس لجنة شؤون النازحين في حكومة الأنبار، أحمد الدليمي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الحكومة تطالب السكان بالخروج وعندما يخرجون ترفض إدخالهم بغداد أو أي محافظة مجاورة أخرى ولا توفر لهم معسكرات إيواء بالصحراء"، متسائلاً في هذا الحالة أين يذهبون ومن يضمن أن المليشيات لن تختطف الرجال كما فعلت في السابق".
كما طالب بتدخل عاجل لبعثة الأمم المتحدة في بغداد لحل تلك الإشكالات.
إلى ذلك، دمر طيران التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية سلاحاً ثقيلاً لتنظيم "داعش" في محافظة الأنبار. وذكرت خليّة الإعلام الحربي، في بيانٍ، أن طيران التحالف وجّه الليلة الماضية ضربات جوية عدّة على تجمعات للتنظيم في منطقتي الشيخ حديد والبوفراج شمالي الرمادي، ما أسفر عن تدمير مدفع وأربعة تجمعات.
وأطلقت قيادة عمليات الجيش في الأنبار، في وقتٍ سابق الأحد، عملية عسكرية لتحرير منطقة البوذياب شمال الرمادي. وأكّد ضباط في القيادة أن قوة من الجيش ومسلّحي العشائر بدأت العملية بإسناد من طيران التحالف الدولي والقوة الجويّة العراقية، للسيطرة على المنطقة المطلة على الرمادي والقريبة من تجمعات القوات المشتركة.
ورحّب القيادي في تجمع العشائر المتصدية لـ"داعش"، عدنان العيثاوي، بأي جهد محلي أو دولي لتطهير الرمادي وبقية مدن محافظة الأنبار من سيطرة التنظيم، مؤكّداً خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، ضرورة وجود قيادة مشتركة للعمليات كي لا تتكرر الانتهاكات التي حدثت في المناطق المحررة بمحافظتي ديالى وصلاح الدين.
إلى ذلك، أشار العيثاوي، إلى ضرورة فتح ممرات آمنة حقيقية وليست إعلامية للمدنيين قبل إعطائهم مهلة لمغادرة الرمادي، مُطالباً بتوفير مخيمات لإيواء النازحين الجدد وحمايتهم من موجة البرد الشديدة التي تضرب البلاد.
اقرأ أيضاً: أهالي الرمادي بين نار "داعش" ومساعي تحريرها