قال مسؤولون عسكريون في بغداد، اليوم الثلاثاء، إن القوات العراقية نجحت في صد محاولة تسلل لمجموعة مسلحة يرجح أنها تنتمي إلى تنظيم "داعش"، قادمة من مناطق بمحافظة دير الزور السورية نحو محافظة نينوى شمالي العراق.
وتدخل القوات العراقية شهرها الثالث في مشروع ضخم أطلقته في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، يقضي بردم جميع أنفاق تنظيم "داعش" التي حفرها بين العراق وسورية للتسلل من خلالها، وإعادة ترسيم الحدود التي محاها التنظيم بعد اجتياحه الموصل عام 2014 قادماً من سورية، وهي بالعادة عبارة عن سواتر ترابية وأسلاك شائكة.
وقال مسؤول عسكري عراقي لـ"العربي الجديد" إن "قوة مشتركة من الجيش العراقي وفصائل "الحشد الشعبي" تصدت لمحاولة تسلل لمجموعة مسلحة تبلغ نحو 10 مسلحين، ويرجح أنهم من أعضاء تنظيم "داعش" حاولوا التسلل إلى العراق قادمين من سورية".
وأكد أن عدداً من المسلحين أصيبوا خلال مواجهة قوات الأمن محاولة التسلل، وأنهم "اضطروا للعودة إلى داخل الأراضي السورية"، لافتاً إلى أنها ثالث محاولة من نوعها خلال هذا الشهر، إذ يستغل المسلحون الأحوال الجوية فجراً أو في منتصف الليل، وانخفاض نسبة الرؤية، بسبب الضباب، للتسلل إلى العراق، بعد أن ضيق الخناق عليهم في الشطر السوري"، مشيراً إلى أن عمليات تأمين الحدود مع سورية "مستمرة وتم بناء أبراج مراقبة جديدة مجهزة بكاميرات حرارية لزيادة التحوطات ومنع التسلل إلى العراق".
يأتي ذلك مع مواصلة القوات العراقية عملية تأمين الحدود مع سورية التي يبلغ طولها أكثر من 600 كم، وتبدأ من البوكمال السورية المقابلة للقائم العراقية، حيث مدخل نهر الفرات للعراق قادماً من سورية انتهاء بمثلث "فيش خابور" العراقي السوري التركي شمال غرب نينوى، وعاصمتها الموصل، حيث وصلت وحدات قتالية إضافية إلى الحدود لسد الفراغات الموجودة، بالإضافة إلى جهود إعادة السواتر الترابية وردم الخنادق والأنفاق تحت الأرض بين البلدين، والتي يصل طول بعضها إلى 2 كم، بالإضافة إلى نصب أبراج المراقبة.
في السياق، قال رئيس أركان الجيش العراقي الفريق أول الركن عثمان الغانمي إن مهمة القوات العراقية الضرورية في الوقت الحالي هي "مسك الشريط الحدودي مع سورية بقوة لمنع تسلل الإرهابيين".
وذكر بيان لوزارة الدفاع العراقية أن الغانمي التقى مع رئيس وأعضاء لجنة الأمن والدفاع البرلمانية، وتم عقد اجتماع ضم معاوني وقادة الأسلحة والصنوف بالجيش العراقي.
وتطرق الغانمي، بحسب البيان، إلى عمل وزارة الدفاع ودورها في "حفظ الأمن والاستمرار بالعمليات الاستباقية بمختلف قواطع العمليات لملاحقة الخلايا النائمة ومسك الشريط الحدودي مع سورية بقوة لمنع تسلل الإرهاب".