تفرض القوات العراقية المتمركزة شرق مدينة الفلوجة في محافظة الأنبار (غربي العراق)، إتاوات على شاحنات الغذاء التي تحاول دخول المدينة، ما أدى إلى ارتفاع كبير في أسعار المواد الغذائية. في حين اعتبر زعماء قبليون محليون أن هذه الأساليب تتيح الفرصة لتنظيم الدولة الإسلامية "داعش" ليعود مجددا إلى الفلوجة.
وقال سائقو شاحنات إنهم توقفوا عن نقل البضائع من منطقة الشورجة التجارية في العاصمة بغداد إلى مدينة الفلوجة، بسبب الإتاوات التي تفرضها عليهم قيادة عمليات غرب بغداد في الجيش، المسؤولة عن الملف الأمني في الفلوجة.
وأشاروا خلال حديثهم لـ"العربي الجديد" اليوم الأربعاء إلى أن أية شحنة محملة بالغذاء لا يمكن أن تتجاوز نقاط التفتيش باتجاه الفلوجة، ما لم تدفع مبلغاً قدره نصف مليون دينار عراقي (ما يعادل 400 دولار)، موضحين أن هذا المبلغ يفوق أجورهم بخمسة أضعاف.
وأكد عضو مجلس شيوخ الفلوجة، محمد الجميلي، ارتفاع أسعار السلع والمواد الغذائية في المدينة، نتيجة إحجام سائقي الشاحنات عن إيصال المواد الغذائية التي استوردها التجار إلى الفلوجة. وأشار إلى أن سيطرة الصقور (10 كيلومترات شرقي الفلوجة)، تفرض مبالغ مالية مقابل مرور الغذاء والدواء.
ولفت إلى أن هذا الحصار الذي تنفذه قيادة عمليات غرب بغداد، لا يختلف كثيرا عن حصار تنظيم "داعش"، لمدن عراقية كثيرة، مبينا أن الموت واحد سواء كان بالقصف أو الجوع.
وشهدت مدينة الفلوجة (60 كيلومتراً غربي بغداد)، منذ بداية الشهر الماضي، عودة آلاف الأسر إلى المدينة التي سيطر عليها التنظيم، مطلع عام 2013.
وأعلنت القوات العراقية في يونيو/ حزيران الماضي عن تحرير مدينة الفلوجة من سيطرة "داعش"، ودعت السكان المحليين للعودة إليها.