قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، أحمد مجدلاني، اليوم الأحد، إن "القيادة الفلسطينية طلبت من الإدارة الأميركية جواباً محدداً وملموساً، وباختصار شديد، حول موقفها من حل الدولتين والاستيطان، مع التأكيد أنه بدون هذين الأمرين المفصليين لا توجد حاجة لرعاية أميركية لعملية السلام".
وأكد أكثر من عضو في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، أن الوفد الذي يضم المبعوث الأميركي للشرق الأوسط، جيسون غرينبلات، وجاريد كوشنر، صهر الرئيس الأميركي ومسؤول ملف السلام، من المفترض أن يزور الأراضي الفلسطينية في الرابع والعشرين والخامس والعشرين، من الشهر الجاري.
وأكد مجدلاني، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، أن "القيادة الفلسطينية أبلغت الإدارة الأميركية، بشكل رسمي، أنه بدون وجود موقف معلن ومكتوب حول حل الدولتين والاستيطان، فإنه لا داعي لتقديم مبادرات أو للدعوة للمفاوضات، لأن أي مفاوضات دون تحديد الهدف النهائي منها، وإنهاء الاحتلال غير مجدية".
وأضاف "إذا لم يكن هناك موقف رسمي من الإدارة الأميركية، برئاسة الرئيس دونالد ترامب، تجاه حل الدولتين، وبشكل معلن ومكتوب، كما حصل في عهد إدارة الرئيس الأميركي السابق، باراك أوباما، فضلا عن موقف يدين الاستيطان، ويطالب بوقفه باعتباره غير شرعي وغير قانوني، ويعيق عملية السلام، فلا حاجة لرعاية أميركية لعملية السلام".
وحسب المتحدث ذاته، فإنه "من الواضح أن الإدارة الأميركية لم تبلور أي موقف أو رؤية لعملية السلام حتى الآن، وما زالت في الدائرة نفسها، وكل ما لديهم يتعلق بثلاثة محاور ثانوية تبتعد عن الموضوع الجوهري المتعلق بإنهاء الاحتلال وتطبيق قرارات الشرعية الدولية، هي: "قطع الرواتب التي تشجع (الإرهاب) على حد تعبيرهمٍ، ومنع التحريض، والاعتراف بالدولة اليهودية".
وقال"أستبعد أن يحمل المسؤولون الأميركيون أي جديد في زياراتهم المتتالية للأراضي الفلسطينية المحتلة، منذ أن استلم ترامب رئاسة البيت الأبيض مطلع العام الجاري"، مؤكداً أن "الإدارة الأميركية لن تأخذ أي قرار لن يوافق عليه رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، وأي قرار سيكون تم التنسيق معه بالضرورة".
وحول ما يتردد عن جولة سيقوم بها المسؤولون الأميركيون في الدول العربية قبل الوصول إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة، قال مجدلاني "سمعنا أن المسؤولين الأميركيين يرغبون بالقيام بجولة في المنطقة، تشمل السعودية والأردن، ومصر والإمارات وقطر".
وحول المتوقع من هذه الزيارة، أجاب "لا أعتقد أن هناك عودة لحل إقليمي، لأنه سبق لوزير الخارجية الأميركية، السابق جون كيري، أن جرب طرحه، وكان الرد بالرفض ولم ينجح. الآن العودة إلى الطرح ذاته، أي حل إقليمي، سيكون إعادة للتجربة ذاتها والموقف الذي رفضته القيادة الفلسطينية سابقا".
وتابع "حسب علمي أن المملكة السعودية غير موافقة على تغيير المبادرة العربية أو قلبها، حسب ما نعلم منذ العام الماضي. واضح أن الهدف من الزيارة ليس الموضوع الفلسطيني، لأنه في آخر اهتمام الأميركيين، وما يهمهم فعلا هو إعطاء انطباع أن هناك عملية سلام دون أن يكون هناك شيء حقيقي، وأن هدفهم من الجولة تخفيف الاحتقانات والخلافات بين حلفائهم في الدول العربية".
وكان وزير الخارجية والمغتربين الفلسطيني، رياض المالكي، قد صرّح أنه "من المفترض أن يحمل الوفد الأميركي إجابات واضحة عن الأسئلة التي قدمتها القيادة الفلسطينية للإدارة الأميركية، حول موقف الأخيرة من عملية السلام بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني".