الصحافي فهمي زرزور يبين في حديثه إلى "العربي الجديد" أن الأمر يعتمد على مدى اهتمام المؤسسات الثقافية مع المثقف: "في العراق نجد الإهمال واضح لهذه الشريحة الكبيرة والمهمّة. العراقيون عُرفوا بحضارتهم وثقافتهم وحبهم للشعر والأدب، وهو أمر لم تستثمره الحكومات المتعاقبة على حكم العراق، لذا نجد المثقف العراقي منزوياً رغم إمكانياته الإبداعية، وقد هاجر الكثير منهم خارج البلاد نتيجة التهديدات والوضع الأمني المتردي، إضافة الى غياب اهتمام حقيقي يثمّن عملهم".
ويضيف زرزور أنه "رغم وجود دور نشر محلية لم تكن موجودة في السابق، تبقى هذه القضية مهملة من قبل الجهات الحكومية المسؤولة عن ذلك، والتي لم تشرع في دار نشر واحدة، تحتضن الكم والنوع من النتاج الأدبي العراقي، وان وجدت فإنها تكون خاضعة لسياسات معينة تسلب المثقف حريته".
ويرى زرزور أن "الروائيين والشعراء أخذوا يبحثون عن نافذة تتبنى أعمالهم وتسوّق لها، ولو انتظرنا ذلك من داخل المؤسسة الثقافية الحكومية، سوف لن تسوق أعمالنا إلا في حدود ضيقة لا تلبي الطموح، لأن الحكومة العراقية منشغلة بملفات أخرى غير أن الملف الثقافي".
الصحافية والكاتبة هيام عزالدين، تقول "نشارك في العديد من معارض الكِتاب في الداخل والخارج، لكن وجود دور النشر العراقية خجول جداً بين آلاف الدور العربية والعالمية، فهي لم تسوّق لنفسها من خلال المبدعين من الروائيين والأدباء العراقيين، ولم تسوّق لتلك الأعمال الإبداعية، وهذا ما جعلها تبقى في إطار المحلية".
عزالدين التي قصدت العاصمة الأردنية عمّان بحثاً عن دار نشر لروايتها الأولى، تقول إن القارئ يبحث عن اسم الكاتب وعن دار النشر أيضاً، مبينة"هذا الأمر مهم جداً، ولو قمت بطباعة روايتي داخل العراق، لن تصل الى المستوى الذي أطمح إليه".
وتضيف"يبدو أن الإهمال الذي يلاحق المثقف العراقي متوارث من الأدباء المخضرمين الى جيل الشباب، الذين هم اليوم أكثر حظاً ممن سبقوهم، إذ وجدوا حائطاً ينشرون عليه إبداعاتهم، لتصل إلى أكبر عدد من المتلقين، حتى وإن كان ذلك حائط مواقع التواصل الاجتماعي".