وقالت السلطات المحلية بمدينة الحاجب إن "وفاة الأشخاص السبعة سببه تناولهم مادة الكحول الطبي، والتي يدمن عليها المشردون، حيث أصيبوا بحالات تسمم حادة أدت إلى الوفاة".
وأكد مصدر طبي بمستشفى مدينة مكناس، لـ"العربي الجديد"، أن "الأشخاص السبعة وفدوا إلى المستشفى في حالة صحية متردية بسبب تجرعهم سائل الكحول الطبي الذي يستخدم في التخدير"، مضيفاً أن "الضحايا السبعة جاءوا من أماكن متفرقة داخل مدينة الحاجب، ما يعني أنهم تناولوا الكحول من عند مزود أو بائع واحد، فكانت النتيجة وفاة السبعة دفعة واحدة في أوقات متقاربة".
وأوردت السلطات المحلية، أن الشخص الذي زود الضحايا السبع بالكحول القاتل تم توقيفه وأحيل على المصالح الأمنية لبحث ملابسات ما وقع للمشردين السبعة.
وأعادت حادثة مصرع المشردين السبعة إلى الواجهة موضوع انتشار المشردين في شوارع المغرب، حيث يُشاهَد كثير من الأشخاص الذين يتسكعون في الطرقات، ويشكلون خطراً على أنفسهم وعلى الآخرين.
وفي غياب إحصائيات رسمية بعدد المشردين في البلاد، تتحدث أرقام عمّا بين 30 ألف إلى 50 ألف شخص بدون مأوى في الشوارع، وهو ما دفع عدداً من المنظمات الحقوقية إلى دق ناقوس الخطر بشأن تنامي الظاهرة الاجتماعية الخطِرة.
وقال المعطي سميح، وهو ناشط في جمعية تعنى بمساعدة الأشخاص بدون مأوى، إن "ما وقع في الحاجب اليوم وصل إلى وسائل الإعلام بعد أن أعلنت عنه السلطات المحلية لأنه لا يمكن إخفاء حادث بهذا الحجم، لكن الواقع أمر وأفدح" على حد تعبيره.
وأضاف سميح، أن العديد من المشردين يلقون حتفهم، خاصة في أيام البرد القارس خلال فصل الشتاء في المدن والمناطق الجبلية المهمشة، دون أن يلتف إليهم أحد، باعتبار أن حوادث الوفاة تحصل في أوقات متفرقة، فتظهر كأنها أحداث عادية.
وأوضح أن ظاهرة تفشي المشردين بالمغرب يجب أن تكون قضية وطنية تنكب عليها جهود الحكومة والسلطات المعنية، وجمعيات المجتمع المدني بهدف إيقاف التشرد الذي يسيء إلى صورة البلاد على الصعيد الاجتماعي والحقوقي والإنساني.