تحاول الكرة الكويتية استعادة ماضيها التليد، حين كانت إحدى القوى الكبيرة في عرب آسيا، خصوصا في ثمانينيات القرن الماضي، حين توجت بلقب أمم آسيا عام 1980 وبلغت مونديال إسبانيا في عام 1982، بقيادة نجوم كبار مثل فيصل الدخيل وسعد الحوطي.
وبعدها بدأ رتم "الموج الأزرق" في التراجع حتى بات خارج حسابات البطولة الآسيوية في أغلب المنافسات، قبل أن يدخل في دوامة الإيقاف الدولي التي جاءت في عام 2007، بسبب ما وصف بالتدخل الحكومي، وفي 24 أكتوبر/ تشرين الأول 2008، عاد فيفا لقرار التوقيف، بسبب فشل الكويت في إجراء انتخابات الجمعية العمومية في 22 ديسمبر/ كانون الأول من العام ذاته 2008، ورفع فيفا الإيقاف بشكل مؤقت.
وعادت الرياضة الكويتية لنقطة الصفر في 16 أكتوبر 2015، بسبب قانون الرياضة الجديد، وبعد محاولات رفعه بمؤتمر فيفا السادس والستين، جاء القرار من رئيس فيفا جياني إنفانتينو برفع الإيقاف في 6 ديسمبر 2017.
ومنذ هذا التاريخ، والكرة الكويتية في صراع مع الزمن، من أجل حسم بطاقة العبور من التصفيات الآسيوية المزدوجة المؤهلة لأمم آسيا 2023 ومونديال قطر 2022، حيث يخوض منتخب الكويت المنافسات في المجموعة الثانية، ويوجد في وصافة الترتيب بفارق نقطتين خلف منتخب أستراليا المتصدر بـ12 نقطة، ومتساويا مع الأردن بنفس النقاط.
وتملك الكرة الكويتية بهذا الوقت، العديد من النجوم والهدافين، الذين يتصدرهم القائد المخضرم بدر المطوع، حيث يأمل الأخير إنهاء مشواره مع الأزرق من خلال التأهل لكأس العالم 2022، إذ يرى فيه الإسباني بابلو فرانكو، مدربه بالقادسية، أنه قادر على قيادة الأزرق لكتابة تاريخ الكرة الكويتية من جديد.
واختير المطوع ليلتحق بمنتخب الكويت لأول مرة في عام 2003، وشارك معه في العديد من البطولات القارية، أبرزها بطولات كأس الخليج، وساهم في الفوز بها في عام 2010، ونال جائزة أفضل لاعب وهداف المسابقة، بالإضافة إلى مشاركته في كأس الأمم الآسيوية عام 2004، وخاض 178 مباراة مع منتخب الكويت، سجل فيها 56 هدفاً، فيما لعب أيضاً مع منتخب الكويت الأولمبي لكرة القدم، ضمن منافسات تصفيات أولمبياد أثينا وبكين، وكان قائد "الأزرق" في دورة الألعاب الأولمبية الآسيوية عام 2006.
ويوجد بدر المطوع، صاحب الـ(35) عاماً حالياً مع نادي القادسية الكويتي، الذي شارك معه في 400 مباراة، سجل فيها 277 هدفاً في البطولات المحلية والقارية، قبل التوقف الحاصل حالياً بعد تفشي وباء فيروس كورونا الجديد في بلاده.
وخلال مقابلة مع الموقع الإلكتروني للاتحاد الدولي لكرة القدم، كشف المطوع عن العديد من التفاصيل المهمة، ومن بينها فرصة المنافسة على خطف بطاقة التأهل للمرحلة النهائية، وقال: "كثيرون لم يتوقعوا أن نعود بهذه القوة، فمنتخبنا تم إيقافه في التصفيات الماضية وابتعدنا عن المنافسات، وبالكاد عدنا من خلال بطولات إقليمية في كأس الخليج وغرب آسيا، ولكننا نجحنا خلال هذه الفترة في تكوين فريق جديد يملك المقومات من أجل المنافسة".وأضاف: "لدينا ثلاث مباريات، أمام المنافسين المباشرين، أستراليا والأردن ثم الصين تايبيه، هذا يعني أن الأمور متاحة في الملعب في حال حققنا النتائج التي نريدها. مع تأجيل مباريات في الفترة الماضية، لدينا الآن الوقت للاستعداد من أجل هذه المباريات، علينا أن نستعيد لياقتنا البدنية والإحساس مع الكرة، وأنا متأكد بأن الاتحاد الكويتي سيضع خطة مناسبة لكي نكون في أتم جهوزية عند عودة التصفيات".
وأردف بالقول: "يجب أن نستلهم من تلك المواجهة الروح القتالية كي نعود من أستراليا بنتيجة إيجابية، لكي تعطينا دفعة أكبر عندما نستضيف الأردن في الكويت، والتي نطمح أن نحقق فيها الفوز حتى نذهب إلى تايبيه وتكون فرصنا بأيدينا في الجولة الأخيرة".
وبلغ منتخب الكويت المرحلة الختامية لتصفيات مونديال 2006، الذي كان في ألمانيا، وحول هذا الموضوع أضاف المطوع: "نعم خلال تلك التصفيات قدمنا أداء جيداً في الدور الأول، وكانت المنافسة قوية في الدور النهائي، وقتها حدثت بعض الأخطاء ولم يحالفنا الحظ لكسب ورقة الترشح. ولكن الآن أهدافنا كبيرة، قبل التصفيات كنا نريد أن نكون في المنافسة وها نحن بعد خمس جولات أعتقد بأننا قريبون جداً، وعلينا أن نستغل الموقف ولا نهدر الفرص".
ويحاول المنتخب المشارك في جميع بطولات كأس الخليج، وهو صاحب الرقم القياسي في الفوز باللقب، حيث حصده عشر مرات (1970، 1972، 1974، 1976، 1982، 1986، 1990، 1996، 1998، 2010)، العودة إلى واجهة القارة الصفراء، بعد حصده اللقب في 1980 وبرونزية عام 1984، من خلال بوابة نسخة الصين في 2023، رغم صعوبة المنافسة مع منتخبات تفوقت في الحقبة الأخيرة كاليابان وأستراليا وكوريا الجنوبية، وحامل لقب النسخة الأخيرة العنابي القطري.
وحول مشوار التصفيات، تابع المطوع: "الجميع يدرك أننا دخلنا المنعرج الأخير لهذه التصفيات، ولكل مباراة حساباتها الخاصة، وهي أشبه بنهائيات منفردة. وأتوقع أن يتضاعف الضغط، خصوصا مع رغبة الجمهور في رؤية الأزرق يعود للدور النهائي من التصفيات ومواصلة حلم التأهل لنهائيات كأس العالم في قطر".
وأضاف: "خلال الفترة المقبلة، سأحاول نقل خبراتي لبقية اللاعبين لكي نعمل معا على تجاوز مراحل الضغط النفسي والتركيز على اللعب بأفضل ما يمكننا من جهد، بل وتقديم أكثر من 100% معتمدين على الروح القتالية التي يتميز بها لاعبو الكويت دوما".
وحالها حال بقية دول العالم، عانت الكويت من تأثير أزمة جائحة فيروس كورونا، في الوقت الذي يحاول فيه المسؤولون وضع استراتيجية تضمن عودة التدريبات خلال الشهر القادم مع استئناف الموسم في سبتمبر/ أيلول المقبل.