واحدة من أجمل مباريات الشامبيونزليغ، إذا لم تكن الأكثر إثارة هذا الموسم من بين كل المواجهات الكبيرة، ثمانية أهداف وفرص بالجملة هنا وهناك، مع عرض هجومي رفيع المقام من الفريقين، ليتفوق السيتي في الجولة الأولى، مع بقاء فرصة الصعود أمام الجميع في مباراة العودة بالإمارة الفرنسية موناكو، حيث لا صوت وقتها يعلو فوق صوت مواصلة المتعة.
بداية حرب
بداية حرب
دخل السيتي المباراة بطريقة لعبه المفضلة خلال الفترة الأخيرة، راهن بيب غوارديولا على خطة 4-1-4-1، بتواجد رباعي دفاعي يبدأ بسانيا على اليمين، وينتهي بفرناندينيو يسارا، مع أوتاميندي وستونز في العمق، وأمامهم يايا توريه كمحور ارتكاز، ثم ستيرلينغ ودي بروين وسيلفا وساني بالثلث الأخير خلف المهاجم الوحيد كون أغويرو.
يهدف المدرب الكتالوني من هذه اللعبة إلى خلق الفراغات في وبين الخطوط، عن طريق تحركات سيلفا ودي بروين في المركز 8 بالملعب، وقيامهما بدور صانع اللعب المتحرك خارج منطقة الجزاء، لإتاحة الفرصة أمام كل من ستيرلينغ وساني للضرب من الأطراف، وخلق الزيادة العددية بعيدا عن تكتل لاعبي موناكو بالعمق.
أما البرتغالي ليوناردو جارديم فاستخدم أفضل رسم ممكن لديه، 4-4-2 الضيقة، بعودة فالكاو ومبابي إلى الوسط الهجومي، وتحول سيلفا وليمار إلى العمق كصناع لعب، مع فتح الأجناب عن طريق سيديبيه وميندي، كل هذا نتيجة التغطية القوية طولا وعرضا عن طريق ثنائي الارتكاز فابينيو وباكايوكو.
يطبق موناكو النسخة الهجومية لخطة سيميوني الشهيرة، بالتمركز كوحدة واحدة في نصف ملعبهم، مع تضييق الفراغات قدر المتاح بين الخطوط، وبمجرد خطف الكرة، يصعد الجميع في اتجاه عمودي تجاه مرمى الخصم، وكأنهم يهاجمون في تشكيلات وأسراب، مما يجعلهم في وضع أفضل عندما يتعلق الأمر بخلق الفرص التهديفية.
1 ضد 1
كتب أصحاب الأرض السؤال الأول سريعا في القمة، بعودة أغويرو قليلا للخلف، وتحوله لدور لاعب الوسط المهاجم كرأس مثلث رفقة دي بروين ويايا توريه. ومن أجل خلق التوازن بالوسط، دخل فرناندينيو إلى العمق مكان الإيفواري أثناء الحيازة، وبالتالي خلق السيتي كثافة عددية في عمق الهجوم، مما أجبر فابينيو على البقاء في المنتصف، وعدم التغطية على اليمين خلف برناردو سيلفا المتقدم دائما للأمام.
تمريرات من الخلف إلى الوسط، ومن العمق إلى الرواق ثم العودة من جديد، شيء قريب من أسلوب غوارديولا المعروف باللعب التموضعي، الذي لا يعني أبدا مجرد التمرير بشكل عرضي، بقدر ما يهدف إلى خلق التفوق خلف كل خط ضغط للخصم، إما بالتمركز أو التمرير أو التفوق العددي في جانب ما من الملعب، بعد إجبار منافسك على وضع كافة تركيزه تجاه جانب مغاير تماما، وهذا ما فعله الفريق الإنكليزي أولا.
بدأت الخطورة بكثافة العدد في العمق، ومن ثم تحقيق التفوق النوعي بإيجاد موقف 1 ضد 1 أو 2 ضد 1 على الطرف، عن طريق ثنائية "سيلفا-ساني" يسارا، بعد فتح الطريق أمام النجمين على حافة منطقة الجزاء تقريبا، ليسجل السيتي أولا ويضيع لاعبوه فرصة أخرى مؤكدة بنفس طريقة الهجوم، بتفريغ منطقة ما عن طريق التركيز على الجهة المقابلة، ومن ثم قلب الهجمة إليها مرة أخرى.
فريق السرعات
ممتاز موناكو عندما يهاجم، لا غرابة أبدا في كونه صاحب السجل التهديفي الأغزر في كل الدوريات الكبيرة، هو أفضل فريق ممكن فيما يعرف باللعب العمودي، أن تتحرك من الخلف إلى الأمام بأقل عدد ممكن من التمريرات، مع أكبر قدر من اللاعبين المندفعين، لذلك سجل الفريق هدفين من ثلاثة أهداف عن طريق كرة طولية خلف دفاعات السيتي. وصل مبابي في الهدف الثاني بهذه اللعبة، وقدم فالكاو أجمل لقطات المباراة بعد استفادته من التمريرة عابرة الخطوط.
الفريق الفرنسي لا يقتل فقط أثناء المرتدات، بل يضغط أيضا بطريقة مميزة، فجارديم وضع فالكاو ومبابي بالأخص بالقرب من يايا توريه، ليُخرج الإيفواري تماما من عملية البناء من الخلف، ويجبر الحارس على لعب التمريرات بنفسه، كما حدث بالنص في الهدف الأول، بعد خطأ كاباييرو في إيصال الكرة إلى اللاعب الصحيح، ليستفيد الضيوف من الضغط المرتد، ويسجل الكولومبي بالرأس داخل منطقة الجزاء.
نقطة أخرى تحسب للبرتغالي باستغلاله للمساحة المتاحة خلف الظهير الأيسر فرناندينيو، لأن البرازيلي يدخل كثيرا إلى العمق، لمساندة توريه دفاعا وهجوما، مما أعطى السيتي قوة بالمنتصف، لكنه أفقد الفريق الكفة على اليسار، لذلك وصل سيديبيه كثيرا بالهجوم، ومرر برناردو سيلفا كرات خطيرة إلى المهاجمين، إنها نقطة التفوق التي أعطت نادي الإمارة الغلبة في النصف الأول من المباراة.
فارق التغييرات
خدمت الظروف ليوناردو جارديم في بعض التفاصيل، كتسجيل فالكاو للهدف الثالث بعد ضياع ضربة الجزاء، كذلك تقدمه بهدفين في آخر دقائق الشوط الأول، ووصوله إلى الدقيقة 70 تقريبا وهو في وضع أفضل من السيتي، وبالتالي كان لزاما عليه القيام ببعض التغييرات السريعة، كإضافة لاعب وسط ثالث عوضا عن أحد الجناحين، والتحول من 4-4-2 إلى 4-3-3، للحفاظ على نتيجة الفوز أو التعادل كأسوأ تقدير، لكن البرتغالي طمع في المباراة أكثر، أملا في هدف رابع ينهي به الجولة قبل الإياب.
في المقابل استفاد غوارديولا كثيرا من خبراته العريضة بهذه البطولة، تفاصيل صغيرة قد توضح كل شيء، كطريقته في تحفيز ستونز من الخارج بعد تسبب المدافع في هدف فالكاو، وقيامه سريعا بإشراك بابلو زباليتا مكان فرناندينيو، وقلب طريقة اللعب من 4-1-4-1 أو 2-3-5 هجوميا إلى شيء قريب من 3-2-5، بغلق الجبهة اليسرى بواسطة سانيا، وتقدم زميله الأرجنتيني زباليتا إلى الارتكاز بجوار توريه، مع لعب ستيرلينغ كظهير جناح على اليمين.
عادت هذه التعديلات بالإيجاب على أصحاب الأرض، ليس بالضرورة أن تكون السبب في هدف مباشر، فالسيتي تعادل من ركنية/ ضربة ثابتة، وتفوق بالرابع بنفس الطريقة، لكن هذه الضربات جاءت بسبب الضغط الهجومي المنظم للفريق ككل، بفتح الملعب عرضيا مع ساني ورحيم، والاستفادة القصوى من تمركز أغويرو، برمي كرات عديدة خلف الدفاع الفرنسي، بعد ضرب وسط موناكو بمهارة المراوغة لسيلفا والركض لدي بروين، كلها عوامل أربكت دفاعات الخصم، حتى كرة الهدف الخامس التي مررها الكون بهدوء بعد هروبه من الرقابة، نتيجة ثقل مراكز زملائه بالوسط.
العودة أصعب
لا تزال كل الفرص في الملعب بمباراة الإياب، فموناكو لديه القدرة على العودة مع هجومه الكاسح ومهارات شبابه الصغار، بينما سيتأثر السيتي بغياب ستيرلينغ على مستوى المرتدات، بالإضافة إلى تمتع الفرنسيين بجدول أفضل من ازدحام المنافسات في إنكلترا، مما يجعل كل الطرق مفتوحة أمام مواجهة مشتعلة.
رغم الأداء القوي للسيتي وتأثير تغييرات بيب، إلا أن فريق مدينة مانشستر يعاني على مستوى الظهيرين، وتظهر المشكلة بوضوح خلال لعبة التحولات، بصعوبة إغلاق أنصاف المسافات في المناطق بين الارتكاز والأطراف، مع بطء عودة توريه إلى مكانه عندما يفقد فريقه الكرة، لتظهر المساحات في الخلف، وتتضاعف مشاكل ستونز وأوتاميندي في هذا الجانب، كما حدث في عدة مباريات سابقة بالبريميرليغ.
كرة القدم قامت على المتعة، لذلك تستحق هذه المباراة أن تكون الفضلى حتى الآن، لأن جمهور اللعبة على اختلاف ميوله وجد ضالته في تسعين دقيقة خالية من أي تعقيد، في انتظار جولة جديدة خلال قادم المواعيد.
اقــرأ أيضاً
يهدف المدرب الكتالوني من هذه اللعبة إلى خلق الفراغات في وبين الخطوط، عن طريق تحركات سيلفا ودي بروين في المركز 8 بالملعب، وقيامهما بدور صانع اللعب المتحرك خارج منطقة الجزاء، لإتاحة الفرصة أمام كل من ستيرلينغ وساني للضرب من الأطراف، وخلق الزيادة العددية بعيدا عن تكتل لاعبي موناكو بالعمق.
أما البرتغالي ليوناردو جارديم فاستخدم أفضل رسم ممكن لديه، 4-4-2 الضيقة، بعودة فالكاو ومبابي إلى الوسط الهجومي، وتحول سيلفا وليمار إلى العمق كصناع لعب، مع فتح الأجناب عن طريق سيديبيه وميندي، كل هذا نتيجة التغطية القوية طولا وعرضا عن طريق ثنائي الارتكاز فابينيو وباكايوكو.
يطبق موناكو النسخة الهجومية لخطة سيميوني الشهيرة، بالتمركز كوحدة واحدة في نصف ملعبهم، مع تضييق الفراغات قدر المتاح بين الخطوط، وبمجرد خطف الكرة، يصعد الجميع في اتجاه عمودي تجاه مرمى الخصم، وكأنهم يهاجمون في تشكيلات وأسراب، مما يجعلهم في وضع أفضل عندما يتعلق الأمر بخلق الفرص التهديفية.
1 ضد 1
كتب أصحاب الأرض السؤال الأول سريعا في القمة، بعودة أغويرو قليلا للخلف، وتحوله لدور لاعب الوسط المهاجم كرأس مثلث رفقة دي بروين ويايا توريه. ومن أجل خلق التوازن بالوسط، دخل فرناندينيو إلى العمق مكان الإيفواري أثناء الحيازة، وبالتالي خلق السيتي كثافة عددية في عمق الهجوم، مما أجبر فابينيو على البقاء في المنتصف، وعدم التغطية على اليمين خلف برناردو سيلفا المتقدم دائما للأمام.
تمريرات من الخلف إلى الوسط، ومن العمق إلى الرواق ثم العودة من جديد، شيء قريب من أسلوب غوارديولا المعروف باللعب التموضعي، الذي لا يعني أبدا مجرد التمرير بشكل عرضي، بقدر ما يهدف إلى خلق التفوق خلف كل خط ضغط للخصم، إما بالتمركز أو التمرير أو التفوق العددي في جانب ما من الملعب، بعد إجبار منافسك على وضع كافة تركيزه تجاه جانب مغاير تماما، وهذا ما فعله الفريق الإنكليزي أولا.
بدأت الخطورة بكثافة العدد في العمق، ومن ثم تحقيق التفوق النوعي بإيجاد موقف 1 ضد 1 أو 2 ضد 1 على الطرف، عن طريق ثنائية "سيلفا-ساني" يسارا، بعد فتح الطريق أمام النجمين على حافة منطقة الجزاء تقريبا، ليسجل السيتي أولا ويضيع لاعبوه فرصة أخرى مؤكدة بنفس طريقة الهجوم، بتفريغ منطقة ما عن طريق التركيز على الجهة المقابلة، ومن ثم قلب الهجمة إليها مرة أخرى.
فريق السرعات
ممتاز موناكو عندما يهاجم، لا غرابة أبدا في كونه صاحب السجل التهديفي الأغزر في كل الدوريات الكبيرة، هو أفضل فريق ممكن فيما يعرف باللعب العمودي، أن تتحرك من الخلف إلى الأمام بأقل عدد ممكن من التمريرات، مع أكبر قدر من اللاعبين المندفعين، لذلك سجل الفريق هدفين من ثلاثة أهداف عن طريق كرة طولية خلف دفاعات السيتي. وصل مبابي في الهدف الثاني بهذه اللعبة، وقدم فالكاو أجمل لقطات المباراة بعد استفادته من التمريرة عابرة الخطوط.
الفريق الفرنسي لا يقتل فقط أثناء المرتدات، بل يضغط أيضا بطريقة مميزة، فجارديم وضع فالكاو ومبابي بالأخص بالقرب من يايا توريه، ليُخرج الإيفواري تماما من عملية البناء من الخلف، ويجبر الحارس على لعب التمريرات بنفسه، كما حدث بالنص في الهدف الأول، بعد خطأ كاباييرو في إيصال الكرة إلى اللاعب الصحيح، ليستفيد الضيوف من الضغط المرتد، ويسجل الكولومبي بالرأس داخل منطقة الجزاء.
نقطة أخرى تحسب للبرتغالي باستغلاله للمساحة المتاحة خلف الظهير الأيسر فرناندينيو، لأن البرازيلي يدخل كثيرا إلى العمق، لمساندة توريه دفاعا وهجوما، مما أعطى السيتي قوة بالمنتصف، لكنه أفقد الفريق الكفة على اليسار، لذلك وصل سيديبيه كثيرا بالهجوم، ومرر برناردو سيلفا كرات خطيرة إلى المهاجمين، إنها نقطة التفوق التي أعطت نادي الإمارة الغلبة في النصف الأول من المباراة.
فارق التغييرات
خدمت الظروف ليوناردو جارديم في بعض التفاصيل، كتسجيل فالكاو للهدف الثالث بعد ضياع ضربة الجزاء، كذلك تقدمه بهدفين في آخر دقائق الشوط الأول، ووصوله إلى الدقيقة 70 تقريبا وهو في وضع أفضل من السيتي، وبالتالي كان لزاما عليه القيام ببعض التغييرات السريعة، كإضافة لاعب وسط ثالث عوضا عن أحد الجناحين، والتحول من 4-4-2 إلى 4-3-3، للحفاظ على نتيجة الفوز أو التعادل كأسوأ تقدير، لكن البرتغالي طمع في المباراة أكثر، أملا في هدف رابع ينهي به الجولة قبل الإياب.
في المقابل استفاد غوارديولا كثيرا من خبراته العريضة بهذه البطولة، تفاصيل صغيرة قد توضح كل شيء، كطريقته في تحفيز ستونز من الخارج بعد تسبب المدافع في هدف فالكاو، وقيامه سريعا بإشراك بابلو زباليتا مكان فرناندينيو، وقلب طريقة اللعب من 4-1-4-1 أو 2-3-5 هجوميا إلى شيء قريب من 3-2-5، بغلق الجبهة اليسرى بواسطة سانيا، وتقدم زميله الأرجنتيني زباليتا إلى الارتكاز بجوار توريه، مع لعب ستيرلينغ كظهير جناح على اليمين.
عادت هذه التعديلات بالإيجاب على أصحاب الأرض، ليس بالضرورة أن تكون السبب في هدف مباشر، فالسيتي تعادل من ركنية/ ضربة ثابتة، وتفوق بالرابع بنفس الطريقة، لكن هذه الضربات جاءت بسبب الضغط الهجومي المنظم للفريق ككل، بفتح الملعب عرضيا مع ساني ورحيم، والاستفادة القصوى من تمركز أغويرو، برمي كرات عديدة خلف الدفاع الفرنسي، بعد ضرب وسط موناكو بمهارة المراوغة لسيلفا والركض لدي بروين، كلها عوامل أربكت دفاعات الخصم، حتى كرة الهدف الخامس التي مررها الكون بهدوء بعد هروبه من الرقابة، نتيجة ثقل مراكز زملائه بالوسط.
العودة أصعب
لا تزال كل الفرص في الملعب بمباراة الإياب، فموناكو لديه القدرة على العودة مع هجومه الكاسح ومهارات شبابه الصغار، بينما سيتأثر السيتي بغياب ستيرلينغ على مستوى المرتدات، بالإضافة إلى تمتع الفرنسيين بجدول أفضل من ازدحام المنافسات في إنكلترا، مما يجعل كل الطرق مفتوحة أمام مواجهة مشتعلة.
رغم الأداء القوي للسيتي وتأثير تغييرات بيب، إلا أن فريق مدينة مانشستر يعاني على مستوى الظهيرين، وتظهر المشكلة بوضوح خلال لعبة التحولات، بصعوبة إغلاق أنصاف المسافات في المناطق بين الارتكاز والأطراف، مع بطء عودة توريه إلى مكانه عندما يفقد فريقه الكرة، لتظهر المساحات في الخلف، وتتضاعف مشاكل ستونز وأوتاميندي في هذا الجانب، كما حدث في عدة مباريات سابقة بالبريميرليغ.
كرة القدم قامت على المتعة، لذلك تستحق هذه المباراة أن تكون الفضلى حتى الآن، لأن جمهور اللعبة على اختلاف ميوله وجد ضالته في تسعين دقيقة خالية من أي تعقيد، في انتظار جولة جديدة خلال قادم المواعيد.