تستعدّ الكويت، لاجراء انتخابات تكميلية، غداً الخميس، من أجل ملء خمسة مقاعد نيابية شاغرة في مجلس الأمة (البرلمان)، وسط فتور ملحوظ من قبل الشارع الذي اشتهر بإيلاء الانتخابات اهتماماً كبيراً.
وتقدّم خمسة نواب باستقالاتهم من البرلمان في مايو/أيّار الماضي، احتجاجاً على شطب الاستجواب المرفوع في حينه، لرئيس مجلس الوزراء، الشيخ جابر المبارك الصباح، إضافة إلى اعتراضهم على الدفاع المستمرعن الحكومة من قبل غالبية النواب، وعلى رأسهم رئيس المجلس، مرزوق الغانم، الذي وصفه أحدهم بأنه "قد تحوّل إلى محامٍ عن الحكومة".
وأكدّ النواب المستقيلين أنّ "المجلس أصبح بلا أنياب وبغير قيمة حقيقية تمكنه من أداء الدور المنوط به".
وفي السيّاق، لا تهتمّ المعارضة بانتخابات الغد، ويتماهى معها قطاع كبير من الشارع الكويتي، الذي يرى في نظام "الصوت الواحد"، سبباً في الاضطراب السياسي المستمر في الكويت في الفترة الأخيرة. وتطالب المعارضة بتغيير نظام "الصوت الواحد"، وإلغاء المرسوم الأميري الذي عدّل النظام الانتخابي، والصادر في العام 2012، ما تسبّب في الإتيان بمجلس أمة تسيطر عليه الحكومة بشكل كامل، وتنتفي معه مهمتيها المتمثلتين في الرقابة والتشريع.
غياب الاكتراث بالانتخابات التكميلية العاشرة في تاريخ البلاد، يعود لسبب طغيان ملفات كثيرة في الإمارة، أبرزها ما يجري في العراق المجاور، وسيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش) على عدد من المناطق فيه، والتي يرى كثيرون فيها خطراً محدقاً على الكويت، فشددوا على أهمية "الوحدة الوطنية".
في هذا الصدد، جاء تصريح وكيل وزارة الخارجية خالد الجارالله، الذي أكدّ فيه عدم وجود انقسام بين السنة والشيعة في الكويت حيال الموقف في العراق، مؤكداً أن "الكويتيين، سنة وشيعة، متضامنون في مواجهة أيّ الأخطار التي تهدد أمن بلادهم وأمن كل دولة من دول المنطقة".
كما أكدّ وزير الدولة لشؤون مجلس الأمة، وزير النفط، علي العمير، أن "الحكومة، ممثلة بوزارة الإعلام، قد اتخذت الإجراءات القانونية كافة، حيال كل من يحاول العبث بالوحدة الوطنية في البلاد أو شرخها".