وأرسلت الكويت دعوات خطيّة لقادة الدول الخليجية لحضور مؤتمر القمة، ولم تتلق أي ردّ رسمي من دول الحصار، إلا أن مصادر في الخارجية أكّدت أن الكويت لم ترسل الدعوات إلّا بعد تأكيدات من الجميع على حضور القمة من دون شروط مسبقة.
لكن شائعات تسري في الشارع الكويتي حول اعتراض ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد على وجود قطر في القمة الخليجية، خصوصاً أنه كان يدفع بقوة نحو استضافة السعودية لقمة ثلاثية خليجية بين الرياض والمنامة وأبوظبي واستثناء قطر منها، والكويت وعمان لموقفهما الحيادي من الأزمة.
وتأكدت "العربي الجديد" من بدء أعمال الصيانة وتجهيز الضيافة في قاعة المؤتمرات في قصر بيان، وهو القصر المخصص لاستضافة المؤتمرات الرسمية. كما أن مدير أحد الفنادق أكّد بدء الحجوزات من قبل الحكومة للوفود المشاركة في المؤتمر.
كما قررت وزارة الداخلية الكويتية حجز كافة أفرادها من العسكريين بدءاً من اليوم الأول من شهر ديسمبر حتى موعد نهاية القمة، ما يعني أن موعد القمة بات في حكم اللازم، خصوصاً أن الديوان الأميري أبرق للصحف الكويتية كافة بتسجيل أسماء الصحافيين المخوّل لهم الدخول إلى قاعات المؤتمرات وتغطية أنباء القمة.
وكان مصدر رفيع المستوى في وزارة الخارجية الكويتية أكّد لـ"العربي الجديد"، أن القمة الخليجية ستجري يوم الثلاثاء المقبل، بحضور دول الخليج كافة، من دون إمكانية وجود صلح نهائي بين قطر ودول الحصار على المدى القريب، وأن القمة تمّت بضغوط أميركية وكويتية على الرغم من تعنّت دول الحصار الشديد.
وتأتي أهمية القمة الخليجية الثامنة والثلاثين نظراً لأنها تمثّل علامة على تماسك دول مجلس التعاون، الظاهري على الأقل، ووحدة أهدافها في ما يخصّ التعامل مع الملفات الأمنية والسياسية والاقتصادية وملف إيران، وهو ما يعطي بصيص أمل لاستمرار المنظومة التي تتعرّض لخطر التفكك بفعل حصار أحد أعضائها.
لكنّ انعقاد القمة من دون وجود صلح حقيقي أو تهدئة إعلامية من دول الحصار يخيف مراقبين سياسيين في الكويت، ممن يرون أن وجود انقسام طويل سيضرّ بالمنظومة على المدى البعيد والتي تحاول الكويت جاهدة المحافظة عليها من الانهيار.
ويقول الأكاديمي والباحث السياسي الكويتي عبد الرحمن المطيري، لـ"العربي الجديد"، إن الدعوة التي وجهتها القيادة السياسية في الكويت لعقد المؤتمر "تأتي في ظلّ جهد حثيث لديها لإبقاء منظمة دول مجلس التعاون على قيد الحياة"، مضيفاً "بقاء المنظومة مشلولة كما هو الحال اليوم، خير لها من التفكك كما تخطط له بعض الدول. لكن المأزق يتمثّل في المواقف غير المتوقعة التي قد تصدر من الإمارات ومن محمد بن زايد تحديداً، إذ إن تخفيضه لمستوى الحضور الدبلوماسي في القمة، وهو أمر تسري شائعته في الشارع السياسي الكويتي، يعني عدم احترام وساطة أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح".