كما قال رئيس مجلس الأمة الكويتي (البرلمان) مرزوق الغانم، إن قرار نقل السفارة الأميركية إلى القدس فيه استهزاء بمشاعر المسلمين وشرفاء العالم، مضيفاً أن القرار كان مطروحاً منذ بداية الثمانينيات لكنه لم ينفذ خوفاً من ردة الفعل.
وأضاف الغانم أن الاتحاد البرلماني العربي سيعقد جلسة طارئة بهذا الشأن لإدانة التصرف الأميركي، كما أن الاتحاد البرلماني العالمي سيصدر بياناً يدين فيه قرارات ترامب الأخيرة وذلك بطلب كويتي.
من جهته، رأى أستاذ علم الاجتماع السياسي في جامعة قطر، ماجد محمد الأنصاري، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن قرار ترامب "جزء من السياسة المتهورة التي تقودها واشنطن"، لافتا إلى أن "هذه السياسة المتهورة أصبحت تسبب العداء أو العدوى في العالم أجمع. نحن اليوم طبعا نرى أن هذا التهور السياسي وهذه المراهقة السياسية تنتشر بين كوريا الشمالية، ومنطقة الخليج، وواشنطن، وتؤدي إلى كوارث وأزمات على مستوى العلاقات الدولية".
كما أضاف الأنصاري أنّ "ما يقوم به ترامب اليوم هو التضحية بأحد أهم الكروت التي تمتلكها واشنطن في الضغط على الأطراف المختلفة في إطار حل القضية الفلسطينية، حتى من ناحية الرؤية الأميركية التي تقضي بحالة استقرار الأزمة في فلسطين".
وتابع "هناك حاجة دائما للمحافظة على هذه الكروت حتى تحافظ واشنطن على قدرتها التفاوضية. اليوم أعلنت واشنطن أنها غير مهتمة بقدرتها ومكانتها التفاوضية مع الفلسطينيين، وبالتالي فالفلسطينيون اليوم في حل من ضغط واشنطن، ولا شك أن هذا سيخلق أزمات جديدة في المنطقة".
وختم بالقول إن "القضية الفلسطينية ليست قابلة للحل في ظل الظروف الحالية ولكنها قابلة للتعقيد وقابلة للمفاقمة، وهذا ما سيحدث من خلال هذا القرار".
وفي سياق متصل، دعت الأحزاب والكتل السياسية الكويتية وعلى رأسها الحركة الدستورية الإسلامية، وهي الجناح السياسي للإخوان المسلمين، وحزب المحافظين، والتيار التقدمي، والمنبر الديمقراطي، والتحالف الإسلامي الشيعي، إلى عقد تجمع شعبي حاشد يوم غد، السبت، في ساحة الإرادة المقابلة لمبنى البرلمان الكويتي وسط العاصمة، وهي المرة الأولى في تاريخ الكويت التي تجتمع فيها أحزاب من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، بحسب ما يقول المراقبون.
وقالت الحركة الدستورية الإسلامية، في بيان لها، إن الشعب الكويتي يقف قلباً وقالباً مع زوال إسرائيل النهائي وقيام الدولة الفلسطينية من البحر إلى النهر وعاصمتها الأبدية هي القدس بشقيها الشرقي والغربي.
فيما أعلنت سفارة دولة فلسطين في الكويت عن تنظيم وقفة احتجاجية أمام مقرها في منطقة بيان، وحاول نشطاء وسياسيون استخراج تصريح حكومي لإقامة احتجاج جماهيري أمام السفارة الأميركية، لكن مسؤولي الأمن العام في الوزارة حذروا من مغبة قيام أعمال عنف تؤثر على المشهد السياسي الذي يعيش حالة جمود في الكويت عقب سجن نواب سابقين وحاليين في البرلمان بتهمة اقتحامه قبل ستة أعوام.
وأعلن الاتحاد الوطني لطلبة الكويت عن إقامة مهرجان جماهيري ضخم بمشاركة أبناء الجالية الفلسطينية في الكويت، يوم الأحد المقبل، وذلك للاحتجاج على نقل السفارة الأميركية للقدس والمساس بالمقدسات الفلسطينية.
وقال النائب الكويتي محمد الدلال، لـ"العربي الجديد"، إن تحرك الحركات النقابية والعمالية والشعبية في الكويت دلالة صادقة على إيمان الشعب الكويتي الخالص بالقضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني في استعادة دولته المسلوبة.
وأضاف أن هذه الفعاليات والاحتجاجات التي تحدث في كل أنحاء الوطن العربي توصل رسالة واضحة إلى الإدارة الأميركية بأنه لا عبث مع قضية فلسطين.