حققت قوات النظام السوري صباح، اليوم الأربعاء، تقدماً في ريف اللاذقية الشمالي، عقب سيطرتها على جبل النوبة الاستراتيجي، بعد أيامٍ من خوضها معارك هناك مع المعارضة المسلحة، تكبد فيها النظام ومليشياته خسائر بشرية كبيرة، رغم الغطاء الجوي الكثيف الذي وفرته الغارات الروسية.
وأكدت مصادر ميدانية في ريف اللاذقية لـ"العربي الجديد" بأن "قوات النظام تقدمت صباح اليوم وسيطرت على مواقع المعارضة في جبل النوبة بعد يومٍ شهد معارك طاحنة، أمنت فيها الطائرات الحربية الروسية، دعماً جوياً كثيفاً للنظام ومليشياته التي نجحت بالتقدم لأعلى الجبل" المُطل على أوتوستراد حلب-اللاذقية من جهة الشرق، والواقع غرب بلدة سلمى بنحو سبعة كيلو مترات، وهي من أهم معاقل المعارضة بريف اللاذقية.
اقرأ أيضا: المعارضة السورية تواجه حرب وجود في ريف اللاذقية
وفي حين نقلت وكالة "سانا" صباح اليوم، عن "مصدر عسكري" قوله إن "وحدات من الجيش والقوات المسلحة بالتعاون مع مجموعات الدفاع الشعبية تفرض سيطرتها على جبل النوبة الاستراتيجي"، فإن الصحافي السوري سليم العمر قال لـ"العربي الجديد" بأن قوات النظام سيطرت على أجزاء من الجبل الاستراتيجي، الذي واجهت فيه قوات المعارضة أخيراً حملة عسكرية غير مسبوقة".
ويقابل جبل النوبة على الجهة الثانية من الأوتوستراد الدولي (غرباً) برج القصب، الذي وصلت قوات النظام إلى مسافة ثلاثة كيلومترات منه في المعارك الأخيرة، وهو قمة استراتيجية تكشف مساحات واسعة في جبل الأكراد، وتعتبر من أولى المواقع العسكرية المهمة، التي سيطرت عليها المعارضة السورية.
ومنذ أن بدأت روسيا بتنفيذ غاراتٍ في سورية قبل شهرين ونصف، فإن قوات النظام والمليشيات المتحالفة معه، فتحت معارك على عدة محاور في ريف اللاذقية الشمالي، الذي بقيت مساحات واسعة منه، تحت سيطرة المعارضة منذ أكثر من ثلاث سنوات، لكن هذه المساحات بدأت تتقلص في الأسابيع القليلة الماضية.
اقرأ أيضا: داود أوغلو: روسيا تسعى لتنفيذ تطهير عرقي في اللاذقية
ولمعارك ريف اللاذقية خصوصية تميزها عن باقي المواجهات في سورية، فهي تدور على تخوم أبرز معاقل النظام الشعبية في عموم البلاد، وتتركز الاشتباكات هناك دائماً حول قمم الجبال، إذ إن تضاريس المنطقة شديدة التعقيد، لكثرة الهضاب والمرتفعات فيها، ولذا فإن السيطرة الميدانية على التلال والمرتفعات، تعني إمكانية السيطرة النارية على المناطق التي تحيط بهذه المرتفعات.
ورغم أن كفة ميزان القوة وفق هذه المعطيات، ترجح لصالح النظام، كونه يمتلك قوة جوية وصاروخية، إلا أن المعارضة استطاعت الحفاظ على مناطق نفوذها هناك، منذ عام 2012، لكن الغارات الروسية الكثيفة التي تطاول مناطق المعارضة بريف اللاذقية، منذ الأسبوع الأول من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، والتي تزامنت مع حملات عسكرية برية شرسة للنظام، سهل له الوصول لمناطق عجز عن دق أبوابها منذ أكثر من ثلاث سنوات.