"ألفا دولار ثمن جواز سفر زوجتي، بعته لفتاة مغربية بإسطنبول لتوفير أموال تعينني على السفر إلى اليونان بحرا، ومن هناك إلى ألمانيا"، هكذا دبّر السوري من ريف حلب، محمد حسن، نفقات السفر إلى ألمانيا، بعد أن تعثرت خطواته في تركيا التي لجأ إليها قبل أكثر من عام، وسط تزاحم مئات آلاف اللاجئين السوريين على العمل في تركيا.
وينبّه حسن، الذي التقته "العربي الجديد" في حديقة وطن بمنطقة "أكسراي" بإسطنبول، إلى تنامي تجارة "جوازات السوريين" التي باتت مصدر رزق لكثيرين، و"بطاقة خضراء" تمكّن حاملها من اللجوء لدول الاتحاد الأوروبي، التي تعلن، حاليا عن سماحها باستقبال اللاجئين السوريين.
حصة الأسد
وتنبه نظام بشار الأسد لما يمكن أن تدره تجارة الجوازات، فعمم أولا للشرطة الدولية "الإنتربول" عن سرقة جوازات سفر من مراكز هجرة المدن المحررة، ليستأثر بإصدار الجوازات.
ويقول عبد الرزاق حوراني، من دمشق، "تشهد مديريتا الهجرة والجوازات بدمشق وريفها إقبالا شديداً، خاصة بعد تسهيل لجوء السوريين بدول أوروبا الغربية، واستحالة العيش بسورية نتيجة غلاء الأسعار أكثر من عشرة أضعاف منذ بداية الثورة وثبات الأجور والرواتب التي لا تتجاوز 30 ألف ليرة (مائة دولار) لمن تبقى على رأس عمله".
اقرأ أيضاً: النظام السوري يحمّل اللاجئين فشله الاقتصادي
وذكر حوراني، والذي يدير إنتاج أعمال درامية في سورية، خلال حديث مع "العربي الجديد"، أن كلفة استخراج جواز السفر السوري في دمشق، وصلت إلى 5200 ليرة مع انتظار لنحو عشرة أيام أو أكثر، بينما ترتفع التكلفة إلى 17 ألف ليرة في حال كان جواز السفر "مستعجلاً"، أما الجوازات التي يتم استخراجها عبر الرشى، فتتجاوز تكلفتها 25 ألف ليرة.
كل هذه الأسعار تهون مقارنة باستخراج جوازات المطلوبين لخدمة العلم (التجنيد في جيش النظام) والتي تتجاوز 90 ألف ليرة، فيما يرتفع سعر استخراج جواز للمطلوبين أمنيا لنظام الأسد إلى مليون ليرة.
وهذا عدا أرباح تجديد الجوازات المنتهية صلاحيتها، حيث كشفت إحصائية سورية رسمية حديثة للإدارة العامة للهجرة والجوازات في دمشق، أن معدل الطلبات اليومي لتجديد الجوازات نحو 5 آلاف طلب. واحتلت دمشق وريفها المرتبة الأولى بعدد طلبات جواز السفر، بنحو 360 ألف طلب سنوياً، وبمعدل 2000 طلب يومياً.
تزوير الجوازات
نشطت مهنة تزوير جوازات سفر السوريين، نتيجة حصر إصدارها بنظام بشار الأسد وزيادة الطلب عليها، وفي ما يقول المحامي غزوان قرنفل، رئيس تجمع المحامين السوريين الأحرار المعارض.
ويكشف قرنفل لـ "العربي الجديد": عن وجود عصابات في محيط مدينة غازي عنتاب التركية قرب الحدود السورية، تصدر جوازات سفر مزورة بكلفة تصل لنحو 1500 دولار، وهي بحسب قرنفل نوعان، الأول من دفاتر الجوازات الرسمية التي حصل عليها الثوار من مديريات الهجرة والجوازات بالمدن المحررة، والتي عمم النظام أرقامها، أو جوازات سفر مزورة بالكامل مسحوبة عبر ماكينات التصوير، وهي بأسعار أقل وتستخدم عادة للمسافرين بحراً لإثبات أنهم سوريون ليس إلا.
(الدولار الأميركي يساوي 304 ليرات سورية)
اقرأ أيضاً: ألمانيا تنتظر المهاجرين لتعويض نقص اليد العاملة