وما إن تقترب من المخيم حتى تلحظ انتشار الحشرات الكثيف في المحيط، ومنها ما تحطّ على وجوه وأجسام المقيمين في المخيم وخاصة الأطفال، الذين يبدو أنهم استسلموا لتلك الحشرات بحيث لا يحاولون إبعادها، بحسب أبو أحمد الشامي، المقيم في المخيم، مضيفا في حديث لـ"العربي الجديد"، "انتشر مرض اللشمانيا بشكل متسارع خلال الأسابيع الماضية، وخاصة بين الأطفال".
وأضاف "المشكلة أن الرعاية الصحية ليست بالمستوى المطلوب، لعدم توفر عدد كاف من الكادر الطبي أو الأدوية، وهناك إصابات يومية باللشمانيا".
كما يعتبر الحصول على "ناموسية" لمنع اقتراب الحشرات من الأطفال، أمرا يعجز عنه كثير من المقيمين في المخيم، كما هو الحال لدى إبراهيم الإدلبي، النازح من ريف إدلب الجنوبي بسبب قصف القوات النظامية، قائلا لـ "العربي الجديد"، "الحياة صعبة جدا في المخيم، والوضع المعيشي يسوء يوما بعد آخر، ما جعلني وكثيرين مثلي غير قادرين على تأمين ناموسية أو مبيدات حشرية، وبالرغم من أننا ناشدنا المنظمات الإنسانية لتقديم مساعدات تعيننا على مواجهة خطر ذبابة الرمل، إلا أن أيا منها لم تستجب لنا".
ولفت إلى أن "الحصول على العلاج عبر المراكز الخاصة أو الصيدليات، أمر شبه مستحيل بسبب ارتفاع تكاليف العلاج، ما يجبرنا على انتظار العيادة الطبية للحصول على العلاج اللازم".
وأضاف "هناك جهود خجولة لترحيل القمامة وتنظيف تجمعات الصرف الصحية، لا تترك أثرا واضحا في ظل عدم استخدام المبيدات الحشرية بشكل كاف".
من جانبه، قال مصدر صحي في ريف حلب الشمالي، طلب عدم كشف هويته، في حديث مع "العربي الجديد"، إن "اللشمانيا أضحت كابوسا متجددا مع كل صيف، وعلى الرغم من الإجراءات الوقائية التي يتمّ اتخاذها، تبقى دون المطلوب في ظل سوء الواقع الخدمي الخاص بالصرف الصحي وترحيل القمامة، وخاصة في المخيمات". ويضيف أنّ "المنطقة بحاجة إلى خطة متكاملة صحية حيث توفر الكوادر الطبية المختصة والأدوية، إلى جانب خطة لرشّ المبيدات الحشرية وتنظيف المناطق من المستنقعات، التي تشكل بيئة مناسبة لذبابة الرمل".
وبين أنّ "الجهات الطبية تعاني من وجود نقص في علاجات اللشمانيا، في ظل تراجع الدعم المقدم من المنظمات الإنسانية".
يشار إلى أن "مديرية صحة حلب الحرة" كانت قد أطلقت الشهر الماضي، فريقا طبيا لمعالجة نحو 30 إصابة في منطقة مخيم كفرة بمنطقة صوران، في حين كان يوجد بالمخيم نحو 15 إصابة، تمت معالجتها في وقت سابق، إلا أن المخيم ما زال يسجل وقوع إصابات جديدة.
يذكر أنّ اللشمانيا، مرض جلدي طفيلي، يصيب الإنسان عبر لسعة ذبابة الرمل، ويُعرف المرض محلياً باسم "حبة حلب أو حبة السنة"، إذ يبدأ الجلد في مكان اللّسعة بالتقرّح، وهو يترك ندبة دائمة حتى بعد تلقي العلاج.