وقال المالكي، في تصريحات لوكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية "وفا" اليوم الخميس، عقب مشاركته في أعمال الدورة العادية 149 لمجلس وزراء الخارجية العرب، والتي اختتمت أعمالها أمس الأربعاء بالجامعة العربية برئاسة السعودية، أنه تم عقد اجتماعات متواصلة على هامش مجلس الجامعة منها: "لجنة منع حصول إسرائيل عضوية في مجلس الأمن"، و"لجنة لكيفية وقف التغلغل الاسرائيلي في القارة الافريقية"، ثم اجتماع للجنة مبادرة السلام العربية.
ولفت المالكي إلى أنه تحدث عن الجهود التي بذلها وزراء خارجية اللجنة السداسية العربية المعنية بالقدس، والمشكلة من مصر، وفلسطين، والأردن، والسعودية، والإمارات، والمغرب، والأمانة العامة لجامعة الدول العربية.
وقال إن "وزراء الخارجية العرب أكدوا على دعمهم لمشاريع قرارات فلسطين، حيث تم التوافق عليها، وحصلنا على إجماع كامل على كافة القضايا المرتبطة بالحالة الفلسطينية من جميع جوانبها"، منوها إلى أنه تم التأكيد على موقف الدول الرافضة للقرار الأميركي الأخير بشأن القدس، كما "تم التأكيد على الإجراءات التي اتخذت ويجب أن تتخذ عربيا من أجل مواجهة هذا القرار المرفوض على كل المستويات".
وأشار إلى الجهود التي تبذلها القيادة السياسية الفلسطينية عربياً ودولياً لـ"منع المساس بعاصمة دولة فلسطين المحتلة القدس، وإنهاء الاحتلال عن كافة أرضنا المحتلة، وذلك من أجل ضمان الأمن، والسلام في المنطقة بالإضافة إلى الجهد الدبلوماسي الذي بذل في مجلس الأمن، والمبادرة التي اقترحها الرئيس محمود عباس من خلال خطابه في مجلس الأمن".
وأوضح المالكي أنه "بمجرد اعتراف الدول العربية بمبادرة السلام الفلسطينية كنقطة انطلاق في ظل تحرك عربي، تصبح المبادرة مرجعية متعددة الأطراف الدولية، وجزء أساس مكون من تلك المبادرة العربية، بعد أن كانت مبادرة فلسطينية عقب إعلان الرئيس لها".
وذكر أنه "تم التأكيد خلال مداخلتي أمام لجنة مبادرة السلام العربية برئاسة الأردن، والتي عقدت بالأمس على هامش أعمال المجلس الوزاري، (إن فشلنا في اعتماد قراراتنا التي اتخذت على مدار سنوات طويلة في مواجهة التحديات، وآخرها القرار الأميركي، خاصة تنفيذ قرار القمة العربية في عمان 1980، هو الذي شجع الولايات المتحدة بالتمادي في مثل هذه الخطوات، وهو الذي شجع أيضا دولة صغيرة غير قادرة أن تحيا دون دعم أميركي بأن تلجأ إلى مثل هذه القضايا)".
وأشار المالكي إلى أن "وزيرة خارجية غواتيمالا قالت إنها لن تقبل بأي محاولات ضغط من أي دولة عربية، لأنها تدرك تماما أن الدول العربية ليس لديها أي إمكانيات للضغط على غواتيمالا لأجل التراجع عن قرار نقل سفارتها للقدس".
وشدد على أن "هذه (الجرأة) من قبل غواتيمالا تأتي فقط بعد قراءتها المواقف العربية غير القادرة على حمل تلك القرارات التي اتخذت على مدار سنوات طويلة. وإذا كنّا نحن عاجزون عن حمل مثل تلك القرارات، كيف نستطيع أن نمنع غواتيمالا أو غيرها من اتخاذ مثل تلك الخطوة".
وفيما يتعلق بموعد ومكان مؤتمر دولي بشأن فلسطين، قال المالكي إن "فكرة انعقاد المؤتمر مازالت اقتراحاً، حيث إننا نحاول أن نشكل أكبر ائتلاف واسع من قبل العديد من الدول التي تتبنى مثل تلك المواقف، وبمجرد تبني الدول العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي، ودوّل عدم الانحياز لعقد المؤتمر، حيث تحدثنا أيضاً أمام وزراء الاتحاد الأوروبي بهذا الشأن، فعندما نشعر أن هناك إجماعا إقليميا ودوليا حول هذه الأفكار وقبولها، سنبدأ بالتحرك على صعيد مكان وتاريخ انعقاده".
وأكد المالكي "عندما نتحدث عن مؤتمر دولي نريد أن يحضره أكبر عدد ممكن لنضمن نتائجه ومخرجاته"، منوها إلى أنه "عندما تستكمل جهودنا الفردية ضمن مجموعات عربية، نستطيع أن نستخلص تلك المخرجات، خاصة عندما يكون لدينا عدد كبير من الدول الجاهزة لكي تعمل معنا، وتحضر المؤتمر، وتتبنى مثل هذه الأفكار، وتحمل مسؤولية تشكيل المرجعية متعددة الأطراف، حينها نتحدث عن موعد انعقاده".