لم تكن تستوقفني صورة المقاتل الداعشي الواقف على أنقاض مبنى مدمر في إحدى المدن السورية، متأملاً الركام الذي يحتل أفق صورة يتم تداولها عبر مواقع التواصل الاجتماعي كدليل على بؤس ما آلت إليه الأحوال، لقناعتي أن المنطقي يفترض أن يقف خلف الصورة "الفنية" جهات أعلنت مبكراً اصطفافها إلى جانب الأنظمة في قمعها لانتفاضة الشعوب. لكن أن يتبنى تلك الصورة شباب عرفوا بحماستهم لـ"الربيع العربي" الذي لم يعطَ مهلة لتفتح زهوره، فالأمر يسترعي الانتباه.
قبل أيام نشر أحد الذين اتهموا بالعمالة والخيانة في الأردن، عن دورهم الفاعل في الحركة الاحتجاجية التي جاءت امتداداً خجولاً للانتفاضات العربية، الصورة على صفحته الشخصية على "الفايسبوك"، لتحوز على عدد هائل من أعجاب أصدقائه، وكأن لسان حاله ولسان حال المعجبين بالصورة، يعلن براءة علنية عن حماستهم التي انطفأت، وفي الوقت ذاته يحمّلون الشعوب المنتفضة المسؤولية المباشرة عن الدمار والفوضى وانتشار الجماعات المتطرفة، ويبرئون ساحة الأنظمة، التي سبق لهم أن هتفوا بأعلى صوتهم مطالبين بإسقاطها، فاتُّهموا بالظلم والفساد والبربرية.
خلال موجة الاحتجاجية الأردنية التي رفعت الراية البيضاء نهاية العام 2012، بعد عامين من الصخب، كان المتحمسون الذين نزل العديد منهم إلى الشارع بدافع العدوى، يعتقدون أن المهمة سهلة، وأن الحماسة وحدها كفيلة بجعل النظام يرضخ لمطالبهم، ويعتقدون بعد كل فعالية أن الثمرة نضجت، وأن النهاية اقتربت، لكنها كانت نهايتهم دون تحقيق مطالبهم.
قد تكون الصورة التي تبناها بعضهم تبريراً صارخاً لعجزهم عن تحقيق أهدافهم الإصلاحية التي رفعوها، لينتقلوا من خلالها من موقف المدافعين عن الانتفاضات والمتحمسين لها والمستلهمين لتجربتها، إلى موقف المعارضين لاستمرارها من منطلق الحرص على وحدة البلاد والحفاظ على إرثها الحضاري، متناسين معلقات الهجاء التي صاغوها بحق أنظمة القمع والاستبداد، التي لا تتنازل عن كرسيها لو كان فوق الخراب والدمار وأشلاء الشعوب.
أعتقد المتحمسون أن الانتفاضات حقنه فولتارين، ستسكن أوجاع الظلم والاستبداد الذي آلمهم طويلاً، متناسين أن أثر المسكنات ينتهي سريعاً وأن العلاج يحتاج استمرارية لا تستوجب الخوف.
قبل أيام نشر أحد الذين اتهموا بالعمالة والخيانة في الأردن، عن دورهم الفاعل في الحركة الاحتجاجية التي جاءت امتداداً خجولاً للانتفاضات العربية، الصورة على صفحته الشخصية على "الفايسبوك"، لتحوز على عدد هائل من أعجاب أصدقائه، وكأن لسان حاله ولسان حال المعجبين بالصورة، يعلن براءة علنية عن حماستهم التي انطفأت، وفي الوقت ذاته يحمّلون الشعوب المنتفضة المسؤولية المباشرة عن الدمار والفوضى وانتشار الجماعات المتطرفة، ويبرئون ساحة الأنظمة، التي سبق لهم أن هتفوا بأعلى صوتهم مطالبين بإسقاطها، فاتُّهموا بالظلم والفساد والبربرية.
خلال موجة الاحتجاجية الأردنية التي رفعت الراية البيضاء نهاية العام 2012، بعد عامين من الصخب، كان المتحمسون الذين نزل العديد منهم إلى الشارع بدافع العدوى، يعتقدون أن المهمة سهلة، وأن الحماسة وحدها كفيلة بجعل النظام يرضخ لمطالبهم، ويعتقدون بعد كل فعالية أن الثمرة نضجت، وأن النهاية اقتربت، لكنها كانت نهايتهم دون تحقيق مطالبهم.
قد تكون الصورة التي تبناها بعضهم تبريراً صارخاً لعجزهم عن تحقيق أهدافهم الإصلاحية التي رفعوها، لينتقلوا من خلالها من موقف المدافعين عن الانتفاضات والمتحمسين لها والمستلهمين لتجربتها، إلى موقف المعارضين لاستمرارها من منطلق الحرص على وحدة البلاد والحفاظ على إرثها الحضاري، متناسين معلقات الهجاء التي صاغوها بحق أنظمة القمع والاستبداد، التي لا تتنازل عن كرسيها لو كان فوق الخراب والدمار وأشلاء الشعوب.
أعتقد المتحمسون أن الانتفاضات حقنه فولتارين، ستسكن أوجاع الظلم والاستبداد الذي آلمهم طويلاً، متناسين أن أثر المسكنات ينتهي سريعاً وأن العلاج يحتاج استمرارية لا تستوجب الخوف.