تبوأت المرأة الأردنية مواقع متقدمة في مراكز القرار، ورغم نيلها مكتسبات تمكنها سياسياً، إلا أنها تتطلع إلى تعديل بعض المواد "المجحفة" بحقها في القانون الأساسي (الدستور). بهذه الكلمات بدأت ناشطات أردنيات حديثهن لـ"العربي الجديد"، عن الاحتفال باليوم العالمي للمرأة.
رئيسة مجلس إدارة مؤسسة مركز الإعلاميات العربيات في الأردن، محاسن الإمام، أوضحت أن "غياب المرأة الأردنية عن بعض المواقع المتقدمة في مراكز صنع القرار، عائد إلى تقصير المرأة ذاتها، فلا شيء يبرر غيابها مع وجود الفرص". وقالت: "لا شك في أن المرأة الأردنية مثقفة وتعي حقوقها، وهناك منظمات نسوية كثيرة تساهم في تثقيفها، ولكن يبقى عليها بذل الجهد".
لكنها دعت الإمام إلى تحقيق "تكافؤ الفرص، لحصول المرأة على الحقوق في العمل".
أما رئيسة جمعية معهد تضامن النساء الأردني، لبنى النمري، فطالبت بتخصيص "يوم وطني" للمرأة الأردنية، لا سيما "مع جهود تبذل لتعديل القوانين التي تخصها، والحراك لإشراكها في مناصب الدولة".
وأضافت النمري "نتمنى أن ترفع بعض النساء الأردنيات الصوت في يوم المرأة، خصوصا المهمّشات منهن اجتماعياً والمعنّفات جسدياً ولفظياً، والكبيرات في السن، والمتزوجات في سن صغيرة"، مؤكدة أن المرأة الأردنية "يجب أن تتحلى بالعزم والإصرار لتغيير واقعها على الصعيد الشخصي، حتى يتسنى لها تالياً أن تغير الواقع الأردني".
وتذكر "المطالبات التي تسعى المرأة الأردنية لتحقيقها، ومنها مواجهة الإجحاف والظلم بحقها والتمييز القانوني ضدها، ومنح المتزوجات من غير الأردنيين الإقامة لأبنائهن، وإزالة المادة 380 من الدستور الذي يعطي الحق للمغتصب في أن يتزوج من المعتدى عليها، بالإضافة إلى التوعية بدور المرأة وحقوقها في كل أطياف المجتمع".
غير أن أخصائية التغذية سمر أحمد، رأت في اليوم العالمي للمرأة مناسبة رمزية، وقالت:" هو مجرد رمز لا أكثر، ونحن لسنا بحاجة له لأن الدين الإسلامي أكرم الأنثى، فكل الأيام هي يوم المرأة، وأتمنى أن يأتي يوم لتعود المرأة حقاً إلى حاضنة الدين، والفكر الإسلامي لتتمكن من أداء الدور المتوقع منها".
أما الإعلامية الأردنية عبير الكالوتي، فاعتبرت أن "يوم المرأة هو كل يوم تؤمن فيه بتلك الطاقة الكامنة فيها، وتحطم الأطر التي صنفت نفسها بها، قبل أن يصنفها مجتمعها، وهو كل لحظة تحتفل فيها بذاتها".
وأضافت "إن كان تقييم المرأة لذاتها واضحاً فلن تكون بحاجة إلى تعليل سعادتها أو كآبتها لأي طرف خارجي، سواء من قرينتها المرأة، أو من الرجل أو المجتمع، فتؤمن بذاتها التي تتميز بها، عاملة كانت أم لا، متزوجة أم عزباء، أرملة أم مطلقة، منجبة أم غير منجبة".
وتؤكد أن المرأة "في كل موقع لها دور، وتستحق الاحتفاء بعيدا عن تلك القوالب التي يوجدها الإعلام في كثير من الأحيان كرموز للاحتفاء، والأهم من ذلك أن تعرف من هي وماذا تريد هي، قبل النظر في ما يريده الآخرون منها، وأن تدافع عما تريده وبقوة".
وتشدد الكالوتي على أن "واجب المجتمع أن يبرز المرأة في كافة مواقعها، وأن يتقبلها بكل طموحاتها وإرادتها، وأن يؤمن بأن المرأة عنصر فاعل ومشارك في المجتمع، وليست مجرد موضوع يقع عليه الفعل فقط" .
اقرأ أيضا: خيام رعاة غور الأردن لم تسلم من الهدم