لا تزال أخبار الكرة والنوادي الكبرى ونجومها، حتى وهي متوقفة عن النشاط، تتصدر الصفحات الأولى للصحف المتخصصة والمواقع الأوروبية التي راحت تترصد أخبار النجوم في عزّ معاناة تداعيات انتشار فيروس كورونا وأخبار تخفيض الرواتب وخسائر تصل إلى 4 مليارات يورو في حالة توقف كلي للدوريات الخمسة الكبرى هذا الموسم. الصحافيون يتوقعون صفقات صيفية مدوية، رغم الغموض الذي يكتنف مصير الدوريات واللاعبين والخسائر المادية التي قد تمنع النوادي من الإنفاق في سوق الانتقالات الذي لا نعرف بدايته من نهايته في حال استئناف الدوريات إلى غاية منتصف يونيو.
وسائل الإعلام تجاوزت الحديث عن انشغال الاتحادات القارية والمحلية بالبحث عن مخرج يسمح لها باستئناف الموسم، أو على الأقل بوادر تسمح لها باتخاذ قرار الاستئناف من الإلغاء، وراحت ترسم سيناريوهات المركاتو الصيفي وتطلعات الأندية التي بدأت بدورها تفكر في الموسم المقبل، وكيف تستقدم لاعبين وتستغني عن آخرين، في ظل تراجع المداخيل وعدم وضوح الرؤية جيداً، ما دام كل شيء متوقفاً على معطيات صحية، أكثر منها مادية وفنية أو حتى قانونية تتعلق بفترة الانتقالات التي يرتقب تعديلها مؤقتاً بتمديدها إلى شهر يناير القادم، وتعديل عقود اللاعبين مع نواديهم، بما في ذلك تمديد فترات الإعارة في حالة استئناف الدوريات الى غاية شهر يوليو.
كل التوقعات تشير إلى أن تراجع المداخيل بسبب توقف المباريات سيؤدي بالكثير من الأندية الى عرض لاعبيها للبيع مقابل موارد مالية تسمح لها بتجاوز الأزمة، وهو الأمر الذي سيكون في مصلحة الأندية الكبيرة والغنية التي ستستثمر في الأمر وتزداد قوة تسمح لها بالفوز بالبطولات وتخفيف أعباء ما تنفقه في سوق الانتقالات. لذلك نجد الأنظار موجهة هذه الأيام نحو الريال وبرشلونة وباريس سان جيرمان واليوفي وتشلسي ومانشستر يونايتد، وهي الفرق التي تملك القدرات المالية الأكبر على الصعيد الأوروبي والعالمي، خاصة في ظل بوادر أخرى تشير إلى رغبة نيمار في مغادرة البيسجي، والطلب الكبير على كلّ من النرويجي هالاند والفرنسي مبابي، دون أن ننسى حاجة البرسا إلى نيمار، وحاجة الريال إلى نفَس جديد، على غرار الكثير من الأندية، مثل أرسنال والمان يونايتد وتوتنهام في إنكلترا.
التوقعات تشير أيضاً إلى أن العرض هذه المرة سيكون أكثر من الطلب، لكن البرسا لن يتردد في الإنفاق من أجل استعادة نيمار، مهما كلفه ذلك، لإرضاء ليونيل ميسي الذي اشترط ضرورة استعادة النجم البرازيلي، ولو اقتضى الأمر الاستغناء عن غريزمان.
الأمر نفسه ينطبق على الريال الذي يريد بأي ثمن الاستفادة من خدمات النرويجي هالاند مهاجم بوروسيا دورتموند والسنغالي ساديو ماني مهاجم ليفربول في حالة إخفاقه في استقدام كيليان مبابي مهاجم باريس سان جيرمان، الذي لن يفرّط به الفريق الباريسي، خاصة إذا اضطر إلى الاستغناء عن نيمار، وتمكن من استقدام رياض محرز من المان سيتي الذي رفض عرضاً آخر من أرسنال بخصوص الدولي الجزائري، رغم العلاقات الطيبة بين غوارديولا ومساعده السابق ميكل أرتيتا، مدرب أرسنال.
تراجع مداخيل الأندية بسبب توقف النشاط الكروي سيشجع عملية المقايضة خلال هذه الصائفة، مثلما يعرضه البرسا على الإنتر من أجل الاستفادة من خدمات الأرجنتيني لوتارو مارتينيز مقابل أربعة لاعبين، وهو الأمر الذي سيفعله المان يونايتد، نظير التخلي عن نجمه بول بوغبا، وستفعله الكثير من الأندية الإيطالية والفرنسية التزاماً بقواعد اللعب النظيف التي تمنعها من إنفاق أموال أكثر من مداخيلها، ليبقى كل شيء مرتبطاً بمعطيات لا يتحكم فيها أحد، لكنها لا تمنع من الدخول في سباق الظفر بالنجوم استجابة لحاجاتها الفنية.