بين مدينتي دبي والشارقة، ارتباط عضوي. فالآلاف من الموظفين والعمال في المؤسسات الرسمية والخاصة، يعبرون الطريق بين المدينتين يومياً. لكنّ الازدحام يجعل رحلتهم تلك طويلة للغاية. ويصل الأمر إلى حدّ إمضاء ثلاث ساعات في قطع كيلومترات قليلة. وهو ما حوّل القضية بمرور الوقت إلى ظاهرة خطيرة.
أزمة لا خلاص منها
يفضل معظم الوافدين إلى البلاد، الشارقة على دبي للسكن. فالإمارة أرخص على صعيد المعيشة، وتتمتع بأجواء المدينة العربية. أما دبي فتغزوها ناطحات السحاب والأبراج الشاهقة. لكنّ لهذا التفضيل ضريبته، على الطرقات.
ويقول الموظف في شركة مقاولات أحمد المنهالي، هازئاً: "بسبب ساعات الانتظار في الازدحام المروري، أحلم أحياناً باقتناء سيارة لها جناحان تطير بنا من ضفة دبي إلى ضفة الشارقة". وهو الأمر نفسه الذي يذهب إليه ماجد العلي، وهو أحد مستخدمي الطريق الدائمين. يقول بسخرية: "نحن بحاجة إلى طرق طائرة وجسور عابرة، بل وربما بحاجة إلى عبّارات أو بساط الريح لتنقلنا فوق طريق دبي والشارقة". أما الموظف في شركة كهرباء دبي كامل حسني الذي يسكن في الشارقة، فيقول: "تتقلص المسارات في منتصف الطريق، فنعصر أنفسنا يومياً لنعبر من عنق الزجاجة".
وكذلك يعمل الصحافي محمد العامري في دبي ويسكن في الشارقة. وعن ذلك يقول: "لطالما فكرت بالانتقال إلى دبي لكن ارتفاع إيجارات الشقق هناك، في الآونة الأخيرة، حال دون ذلك، لذلك اضطررت للبقاء في شقتي في الشارقة". في المقابل، يقول الموظف في إحدى شركات دبي حسن سالم: "بدأنا بتغيير عاداتنا اليومية. فأنا وأغلب أصدقائي نجهّز سياراتنا بقناني الماء والطعام، مع قضائنا ساعات طويلة قبل الوصول إلى منازلنا مساء".
ويضيف: "لا يمكننا التوقف، حتى عند محطات المحروقات، لشراء الماء والطعام، بسبب الازدحام المروي". ويتابع أنّ "العيش" في السيارة، يفرض برامجه أيضاً: "الانتظار الطويل يدفعنا لسماع الأغاني والحوارات الإذاعية كي نخفف من عبء الوقت".
الشارقة في نهاية النفق
حاولت هيئة الطرق والمواصلات في دبي أن تحلّ المشكلة عبر نظام للتعرفة المرورية، باسم "سالك". يؤمن النظام طرقاً بديلة للسيارات، بتعرفة مرور تبلغ أربعة دراهم عن كل سيارة، بهدف التخفيف من الاختناق بين المدينتين. وتصرّ المتحدثة الرسمية باسم هيئة الطرق، بدرية محمد خليفة، على أنّ الحّل يكمن في الطرق البديلة. وتقول: "قمنا بتوفير الحافلات، ووصل عددها إلى أكثر من مائة حافلة، لنقل المواطنين والوافدين على هذا الخط". وتضيف أنّها "وسيلة بديلة قادرة على امتصاص الكثير من الاختناقات التي تحصل على طريق الشارقة ــ دبي.
وبالإمكان زيادة هذا العدد حسب الحاجة، وقد عملنا على تخفيف نسبة الاختناقات المرورية بنسبة 30%". ومع ذلك، فإنّ الطرق البديلة تلك، ومنها شارع الإمارات وشارع الشيخ محمد بن زايد، وطريق النهدة، غير قادرة على التخفيف من الاختناق المروري. وعن ذلك يقول المواطن الإماراتي عبد الحميد السعدي، الذي يسكن في الشارقة، ويعمل في دبي: "لا توجد طرق بديلة لأن الازدحام يطالها أيضاً".
فيما يعتبر مدير هيئة شؤون الطرق سليمان الهاجري، أنّ "أسباب هذه المشكلة تعود إلى مسارات الطريق التي تضيق من ثلاثة إلى اثنين، مما يؤدي إلى هذا الاختناق المروري". وتبذل الجهات المسؤولة عن المواصلات والطرق في دبي والشارقة جهوداً كبيرة، لكنها لم تفلح في ايجاد الحلول المبتكرة.
وفي هذا الإطار، اقترح بعض المهندسين إنشاء طرق بديلة يتم استحداثها عند منطقة الممزر. لكنّ مثل هذا الاقتراح يصطدم بوجود بعض الفلل والقصور الفارهة في تلك المنطقة، مما يحول دون التنفيذ. فمثل هذه الطرقات قد تؤدي إلى انزعاج أصحاب تلك المنازل وسكانها. ذلك الوضع يكشف عن مشكلة أخرى تتعلق بتوسيع الطرقات الرئيسة.
فتشييد المباني والأبراج على كتفي الطريق، بين الإمارتين، أدى بدوره إلى استحالة القيام بأيّ مشروع للتوسعة، أو إضافة مسارات أخرى إليه. يأمل العابرون بين المدينتين، أن يساهم إصدار قرار أخيراً، بمنع عبور الشاحنات والمركبات الثقيلة في هذا المعبر، في التخفيف من الاختناق المروري، ولو بنسبة معينة. لكنّهم يرون أنّ مثل هذا القرار، لا يقدم حلاً للمشكلة التي ظلت تشغل بال المواطنين والمقيمين وهيئتي الطرق ومؤسستي البلدية في كل من الشارقة ودبي، منذ سنوات طويلة. وفي انتظار حلّ جذري يساهم في إنهاء المشكلة، لا يجد العابرون في الطريق، من حلّ سوى الانتظار لساعات طويلة أملاً في عبور يومي من "عنق الزجاجة".
أزمة لا خلاص منها
يفضل معظم الوافدين إلى البلاد، الشارقة على دبي للسكن. فالإمارة أرخص على صعيد المعيشة، وتتمتع بأجواء المدينة العربية. أما دبي فتغزوها ناطحات السحاب والأبراج الشاهقة. لكنّ لهذا التفضيل ضريبته، على الطرقات.
ويقول الموظف في شركة مقاولات أحمد المنهالي، هازئاً: "بسبب ساعات الانتظار في الازدحام المروري، أحلم أحياناً باقتناء سيارة لها جناحان تطير بنا من ضفة دبي إلى ضفة الشارقة". وهو الأمر نفسه الذي يذهب إليه ماجد العلي، وهو أحد مستخدمي الطريق الدائمين. يقول بسخرية: "نحن بحاجة إلى طرق طائرة وجسور عابرة، بل وربما بحاجة إلى عبّارات أو بساط الريح لتنقلنا فوق طريق دبي والشارقة". أما الموظف في شركة كهرباء دبي كامل حسني الذي يسكن في الشارقة، فيقول: "تتقلص المسارات في منتصف الطريق، فنعصر أنفسنا يومياً لنعبر من عنق الزجاجة".
وكذلك يعمل الصحافي محمد العامري في دبي ويسكن في الشارقة. وعن ذلك يقول: "لطالما فكرت بالانتقال إلى دبي لكن ارتفاع إيجارات الشقق هناك، في الآونة الأخيرة، حال دون ذلك، لذلك اضطررت للبقاء في شقتي في الشارقة". في المقابل، يقول الموظف في إحدى شركات دبي حسن سالم: "بدأنا بتغيير عاداتنا اليومية. فأنا وأغلب أصدقائي نجهّز سياراتنا بقناني الماء والطعام، مع قضائنا ساعات طويلة قبل الوصول إلى منازلنا مساء".
ويضيف: "لا يمكننا التوقف، حتى عند محطات المحروقات، لشراء الماء والطعام، بسبب الازدحام المروي". ويتابع أنّ "العيش" في السيارة، يفرض برامجه أيضاً: "الانتظار الطويل يدفعنا لسماع الأغاني والحوارات الإذاعية كي نخفف من عبء الوقت".
الشارقة في نهاية النفق
حاولت هيئة الطرق والمواصلات في دبي أن تحلّ المشكلة عبر نظام للتعرفة المرورية، باسم "سالك". يؤمن النظام طرقاً بديلة للسيارات، بتعرفة مرور تبلغ أربعة دراهم عن كل سيارة، بهدف التخفيف من الاختناق بين المدينتين. وتصرّ المتحدثة الرسمية باسم هيئة الطرق، بدرية محمد خليفة، على أنّ الحّل يكمن في الطرق البديلة. وتقول: "قمنا بتوفير الحافلات، ووصل عددها إلى أكثر من مائة حافلة، لنقل المواطنين والوافدين على هذا الخط". وتضيف أنّها "وسيلة بديلة قادرة على امتصاص الكثير من الاختناقات التي تحصل على طريق الشارقة ــ دبي.
وبالإمكان زيادة هذا العدد حسب الحاجة، وقد عملنا على تخفيف نسبة الاختناقات المرورية بنسبة 30%". ومع ذلك، فإنّ الطرق البديلة تلك، ومنها شارع الإمارات وشارع الشيخ محمد بن زايد، وطريق النهدة، غير قادرة على التخفيف من الاختناق المروري. وعن ذلك يقول المواطن الإماراتي عبد الحميد السعدي، الذي يسكن في الشارقة، ويعمل في دبي: "لا توجد طرق بديلة لأن الازدحام يطالها أيضاً".
فيما يعتبر مدير هيئة شؤون الطرق سليمان الهاجري، أنّ "أسباب هذه المشكلة تعود إلى مسارات الطريق التي تضيق من ثلاثة إلى اثنين، مما يؤدي إلى هذا الاختناق المروري". وتبذل الجهات المسؤولة عن المواصلات والطرق في دبي والشارقة جهوداً كبيرة، لكنها لم تفلح في ايجاد الحلول المبتكرة.
فتشييد المباني والأبراج على كتفي الطريق، بين الإمارتين، أدى بدوره إلى استحالة القيام بأيّ مشروع للتوسعة، أو إضافة مسارات أخرى إليه. يأمل العابرون بين المدينتين، أن يساهم إصدار قرار أخيراً، بمنع عبور الشاحنات والمركبات الثقيلة في هذا المعبر، في التخفيف من الاختناق المروري، ولو بنسبة معينة. لكنّهم يرون أنّ مثل هذا القرار، لا يقدم حلاً للمشكلة التي ظلت تشغل بال المواطنين والمقيمين وهيئتي الطرق ومؤسستي البلدية في كل من الشارقة ودبي، منذ سنوات طويلة. وفي انتظار حلّ جذري يساهم في إنهاء المشكلة، لا يجد العابرون في الطريق، من حلّ سوى الانتظار لساعات طويلة أملاً في عبور يومي من "عنق الزجاجة".