دعا مزارعون تضرروا من تمرد "بوكو حرام" في شمال شرق نيجيريا، الأمم المتحدة إلى المساعدة لمواجهة الأزمة الغذائية، مستفيدين من زيارة المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة، خوسيه غراتسيانو دا سيلفا.
وتوجّه علي كاوي، وهو مزارع، إلى المبعوث الأممي قائلاً "إذا كنت قادراً على مساعدتنا من خلال أعمال الحفر والآبار والأسمدة والمبيدات الحشرية والمال والبذور، فسنزرع كميات كافية من المواد الغذائية لتأمين قوتنا".
واغتنم دا سيلفا هذه الزيارة التي استمرت 24 ساعة، ليكشف خطة مساعدة بقيمة 62 مليون دولار (58،5 مليون يورو) على ثلاث سنوات، لمعالجة الأزمة الإنسانية في شمال شرق نيجيريا، حيث يحتاج نحو عشرة ملايين شخص إلى مساعدة غذائية، كما تقول الأمم المتحدة.
وخسر المزارعون ثلاثة مواسم متعاقبة من المحاصيل بسبب النزاع مع "بوكو حرام"، والذي أسفر بالإجمال عن أكثر من 20 ألف قتيل، وأدى إلى تهجير 2،6 مليون آخرين. وأكد المزارع حبيب بوكار، "من خلال الحصول على مساعدة ملائمة تتوافر لنا في غضون سنتين القدرة على تعويض الخسائر التي منينا بها في السنوات الثلاث الأخيرة".
وأضاف "لدينا الأرض واليد العاملة لزراعتها. إننا نحقق محاصيل جيدة، ومن خلال الحصول على المساعدة، سنحقق مزيداً من النتائج والتقدم".
وتنوي منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة مساعدة 1,9 مليون مزارع في الولايات الثلاث في الشمال الشرقي الأكثر تضرراً من أعمال العنف، أي بورنو واداماوا ويوبي، لتسهيل الحصول على المستلزمات من بذور وأسمدة ومبيدات للموسم الزراعي الذي يبدأ في غضون ثلاثة أسابيع.
وجمعت المنظمة حتى الآن عشرة ملايين دولار لمساعدة نصف المزارعين المتضررين، لكن سيكون من الصعب إيجاد المبلغ المتبقي في الوقت المناسب، كما قال دا سيلفا.
ويأمل المزارع إبراهيم مامادو (35 عاما) الذي أتى من منطقة ماتا، في أن يكون في عداد من سيحصلون على المساعدة من برنامج منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة، للمباشرة بمزروعاته وبيع محاصيله. وقبل أن يهرب من قريته لينجو من الغارات الدامية، كان إبراهيم يملك مزرعة تنتج 30 كيسا من الأرز على الأقل سنويا. وبات الآن يعمل في حقل للطماطم يملكه حبيب بوكار براتب شهري يبلغ خمسة آلاف نايرا (14 يورو) لا تكاد تكفي لتأمين قوت زوجته وأبنائه الثلاثة فترة أسبوع. ومن خلال مبالغ ضئيلة ومستلزمات زراعية، كما يقول، يستطيع أن ينشئ مزرعته الخاصة وتشغيل يد عاملة.
وأضاف "هذه هي الطريقة الوحيدة للخروج من التبعية والعوز لأن الزراعة هي ما أعرفه وأجيده".
وتقول منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة، إنّ 3،6 ملايين شخص سيتضررون من الأزمة الغذائية في ولاية بورنو بحلول آب/أغسطس، أي نحو ضعف الذين تضرروا العام الماضي.
وطرد الجيش النيجيري بوكو حرام من معظم الأراضي التي كان المسلحون قد استولوا عليها، لكن عودة المزارعين إلى منازلهم تشكل تحدياً، لأن كثراً من هؤلاء باعوا كل ممتلكاتهم ليتمكنوا من البقاء على قيد الحياة من بذور ومعدات زراعية ومواش. وغالباً ما يحتاجون إلى البدء من الصفر. لذلك، ستكون المساعدة الإنسانية ضرورية في مرحلة أولى، كما قال خوسيه غراتسيانو دا سيلفا للصحافيين. وأضاف "الهدف أن نمكنهم من زراعة أراضيهم عندما يشعرون بأنهم باتوا آمنين".
(فرانس برس)