المصداقية مشكلة الصحافة الإلكترونية في السعودية

01 سبتمبر 2015
(Getty)
+ الخط -
على الرغم من الانتشار الكبير للصحافة الإلكترونية في السعودية بشكل فاق الصحافة التقليدية بمئات المرات، ما زالت المشكلة الأكبر التي تعاني منها مواقع الإنترنت الإخبارية، هي فقدان المصداقية. فبحسب مختصين في الإعلام الجديد، تُعاني الغالبيّة الساحقة لأكثر من 2800 صحيفة إلكترونية موجودة في السعودية من أزمة مصداقية حادة، حتى في أوساط الـ750 صحيفة المرخصة، خاصة أن هذه الصحف تقوم على جهود ذاتية لمؤسسيها فقط.

ويُشير الكاتب الصحافي والمتخصص في الإعلام الجديد محمد بن مساعد العصيمي إلى "تسارع إطلاق الصحف الإلكترونية والمواقع الإخبارية عبر الشبكة في العالم، بشكل لم يكن له مثيل في سرعة انتشارها وانجذاب الناس لها من كافة الفئات الثقافية والفكرية والعمرية"، ويُضيف: "لم تكن السعودية بعيدةً عن هذه الظاهرة الإعلامية المعاصرة، المفيدة رغم ما فيها من سلبيات، في ظل غياب التنظيم لها والرقابة عليها.وكي لا تعم الفوضى، يدخل فيها كل عابث، يروّج أكاذيب وإشاعات، فإنه لا بد من نظام يكفل جودتها ومصداقيتها"، برأيه.

ويقول لـ "العربي الجديد": "يُجمِع معظم المراقبين والمختصين بالإعلام الجديد أن الوضع الحالي مفتوح لكل معلوم ومجهول بلا رقيب عليه لكثرة تنوعه وسرعة انتشاره، فالوضع يسمح لكل من أراد دخول هذا المجال والتلاعب بعامة القراء كيفما يشاء، وتمرير ضلالات مما يجعل تدخل جهة رسمية أمرًا ملحًا لتكون مرجعًا يُنظم ويراقب ويحاسب لحماية الوطن وأبنائه".
ويُضيف: "ما يلفت النظر أن الصحافة الورقية طورت وسائلها لمواكبة الاعلام الجديد، لضمان استمراريتها والحفاظ على حضورها، وحينئذ بقائها بميزة مصداقيتها التي يميل لها الكثير عند التثبت من أخبار يشكك في صحتها او لكشف زيفها، وهذا ما يطيل بقاء تربعها في ساحة الإعلام الجديد".

على طرف آخر، يُشدد المختص في الإعلام البديل سلطان الشيباني على أن "ليس كل المواقع الإخبارية الإلكترونية تعاني من مشكلة في المصداقية، ويعتقد أن الصحف الإلكترونية في تطور مستمر وانتشار واسع وأصبحت أكثر مصادرها قابلية للصدق وللثقة من قبل الجمهور". ويقول لـ "العربي الجديد": "أصبحت مصادرها أكثر تعمقًا داخل أروقة أصحاب القرار، وخرج الإعلام الجديد مواهب وكوادر قادرة على العمل في المحيط الإعلامي بكل اقتدار، أسوة بزملائهم مما سبقوهم داخل الإعلام القديم من عشرات السنين". ويضيف: "رغم محاربة أباطرة ورواد الصحافة الورقية لبدايات الصحافة الإلكترونية، إلا انهم اتبعوا الموجة والتغير في الجيل الجديد للإعلام الرقمي، وأصبحوا يستغلون وسائل التواصل الاجتماعي للصالح المهني".

ويؤكد الشيباني أن أهم سلبيات الصحافة الإلكترونية هي أنها فتحت المجال للجميع في المشاركة باختلاف المهارات والأدوات الصحافية، و"يرجع ذلك لصعوبة السيطرة على الإعلام الجديد لمجاله المفتوح للجميع؛ وهي في نفس الوقت ميزة إيجابية من الجانب الآخر". ولكن على الرغم من ذلك يعتبر الشيباني أن الصحافة الإلكترونية تفردت عن نظيرتها الورقية بدليل هجرة بعض الأقلام الورقية إلى المجال الجديد، واستغلال كبار رؤساء التحرير لكبار الصحف تلك المرحلة ومحاولة ترويضها لصالحهم.


اقرأ أيضاً: السعودية تُقونن الصحافة الإلكترونيّة