بدا العيد في مصر مختلفاً هذا العام. رقص بعض الناس في الحدائق العامة، فيما كان آخرون يُشيِّعون أمواتهم الذين سقطوا أثناء مشاركتهم في تظاهرة تنديداً بالعدوان الإسرائيلي على غزة.
احتفل المصريّون كلٌّ على طريقته. خرج البعض بعد صلاة العيد إلى الحدائق والمنتزهات والأماكن الأثرية التي شهدت ازدحاماً. آخرون تبادلوا الزيارات، أو توجهوا إلى المقابر لزيارة أمواتهم.
تهافتَ الشباب والأطفال على دور السينما لمشاهدة عروض الأفلام الجديدة في منطقة وسط البلد. في المقابل، كان الإقبال على حديقة الحيوان بالجيزة محدوداً بالمقارنة مع السنوات السابقة. إلا أن الحديقة حافظت على العادات والتقاليد الخاصة بالعيد.
انتشرت عربات "الفسيخ" و"الرنجة"، وإن كانت أسعارها مرتفعة هذا العام. فيما كان الأطفال يلعبون ويرقصون على أغنيات العيد.
وقال عبد الحميد جمال، وهو موظف بوزارة الزراعة، إنه "اعتاد المجيء إلى حديقة الحيوان في العيد لقضاء اليوم مع أطفاله والاستمتاع بالأجواء الجميلة". وأضاف: "لا علاقة لنا بما يحدث. نريد أن نعيش بسلام. لا بد أن نستمتع بالعيد مهما كانت الظروف". أما سهام منجد، وهي ربة منزل، فأعربت عن استيائها بسبب "إخفاء الإدارة بعض الحيوانات كالأسود والنمور بحجة تخوفها من حدوث حالة هياج".
أما حديقة "الأزهر"، فشهدت إقبالاً كبيراً. وسجلت الإدارة دخول أكثر من 20 ألف زائر من مختلف الأعمار وجميع المحافظات، رغم ارتفاع درجة الحرارة والرطوبة. كذلك، اكتظت حديقة الفسطاط بالمواطنين. وقال سعيد أنصاري وهو من سكان عين الصيرة: "اعتدنا المجيء إلى الحديقة التي تحتوي على مدينة ملاهٍ ومسرح وملاعب للشباب". وأضاف: "الظروف المعيشية صعبة والحياة مُرّة. لكن ما ذنب الأطفال؟ مهما حدث لا بد أن نستمتع بالعيد".
في المقابل، اختار البعض المشاركة في تظاهرة للتنديد بالعدوان الإسرائيلي على غزة صبيحة العيد. إلا أن قوات الأمن أطلقت عليهم الرصاص الحي، ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص بينهم أميمة مصطفى (13 عاماً)، التي تم اعتقال أختها من منزلها قبل أن يفرج عنها لاحقاً. يضاف إلى ذلك إصابة حوالي 15 آخرين على الأقل.
كذلك، اعتدت قوات الأمن على المصلّين بشارع العشرين في منطقة الرمل بالإسكندرية، وأطلقت الرصاص الحي عقب الصلاة في الساحة. هكذا استقبل البعض العيد بغسل أمواتهم والصلاة على أراوحهم ودفنهم. في السياق، قالت مها بشر: "لم أعد أصدّق ما يحدث. قدمت حكومتنا هدية لإسرائيل من خلال قتل أبناء شعبها بعد صلاة العيد".
وبين جميع هذه الأحداث، تلاشت آمال آلاف الفقراء بفرحة العيد في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة جراء سياسات الرئيس عبد الفتاح السيسي. فالأسر التي تعيش تحت خط الفقر، اكتفت بالبقاء في المنازل.