في حارة ضيقة بقلب حيّ الدرّاسة في محافظة القاهرة، لا يزال الأسطى المصري نادر عبد الحميد يعمل بتقنية قديمة عمرها عشرات السنين في كيّ الملابس بمكواة الرِجل أو القدم.
ويستخدم المصري الخمسيني مهاراته المختلفة في أعمال الكيّ، معتمداً على استمرار تردد الزبائن على المحل، في المهنة التي تعلّمها ولم يكن يتجاوز الـ12 من عمره.
حاول نادر، خلال الأعوام الماضية، أن يعلّم بعض الصبية المراهقين تلك المهنة التي تكاد تنقرض أمام الآلات الحديثة والكي بالبخار، مشيراً إلى عدم تحمّل أي شاب صغير تلك المهنة وكان يتركه بعد أسبوعين من التدريب.
في محل نادر الصغير توجد مكواة رجل يتم تسخينها على موقد، وعندما تبلغ درجة حرارة معينة يبدأ الكي بها، بحيث تستغرق أول مرة في تسخينها نصف ساعة، وبعد ذلك يحدد الدرجة التي يريدها بين كل عملية كيّ وأخرى. ويضع قطعة قماش بيضاء فوق الملابس عند كيّها، منعاً لتغيير لونها، كما يرش الماء قبل بدء عملية الكي.
وأكد المكوجي أن هذا النوع من المكاوي يستخدم لكل أنواع الملابس من دون استثناء، لبدلة العروس أو العريس وللقميص والبنطلون والجلباب. وتسمى بمكواة القدم أو الرِجل، لأن المكوجي يستخدم قدمه أحياناً في الكي وليس يديه فقط.
وقال نادر: "ستنقرض هذه المهنة يوما ما، رغم أنها مصدر جيد للرزق، لأن العاملين بها في تناقص، كونها تحتاج إلى مجهود وصبر، وهو ما يرفضه شباب الآن ويفضلون الآلات الحديثة التي تعمل بالكهرباء".