يقال دائماً "الكاتب يحتاج لقلمه ليكتب سطوره الإبداعية، والمصور أكثر ما يحتاج كاميرته التي يلتقط بها صوره الإبداعية". ولكن هذه المعادلة الأخيرة انعكست لدى بعض المصورين اليمنيين الذين قاموا بعرض كاميراتهم في مزاد علني من أجل محاولة إنقاذ مدينة تعز.
محمد اليمني، هو أحد المصورين المعروفين، اضطر أخيراً إلى التبرع بكاميرته الشخصية لحملة "#لنعش_بكرامة_ادعم_المقاومة"، وهي حملة أطلقها ناشطون لإغاثة مدينة تعز التي أعلنتها الحكومة مدينة منكوبة. ويقول اليمني لـ"العربي الجديد"، إنه كان يوثّق بها المجازر الي ترتكب بحق المدنيين ويتأثر بالمشاهد التي يصادفها، وهو ما دعاه للتبرع بكاميرته.
علاء الغنامي، مصور آخر ساهم بكاميرته في إغاثة تعز. وبحسب حديثه لـ"العربي الجديد"، فإنها كانت تمثل بالنسبة له أغلى ما يملك وهي مصدر دخله الوحيد، ولكنه لم يستطع أن يتمالك نفسه وهو يعيش بين معاناة الناس في المستشفيات وكل مكان، ويضيف بأنه مستعد للتبرع بأعضاء من جسمه إن لزم الأمر.
يتذكر الاثنان سلسلة من الذكريات العريضة مع كاميراتهم التي تنقلوا بها بين ركام الأحداث في جميع المحافظات اليمنية ووثقوا بها الوقائع والتظاهرات. وفي الاتجاه نفسه، يقول المصور وائل العبسي إنه أقدم على بيع كاميرته على غرار زملائه لكن هناك من وقف في طريقه ومنعه من فعل ذلك، واقتنع في النهاية بأن توثيق الانتهاكات والأحداث يعتبر أكبر فداء وهدية للمقاومة ومهمته نقل الصورة الكاملة حول ما يجري.
وللسبب نفسه، تؤكد المصورة الشابة ربا جعفر أن فكرة التبرع بالكاميرا لم تقتنع بها وهي سلاحها الأول والأخير، ومن خلالها ستتحدث وتحكي للعالم واقع وتفاصيل ما يحدث، وبصورة واحدة ستختصر ألف كلمة.
فصل آخر من معاناة هواة التصوير الشباب اليمنيين يرويه عيبان اليوسفي لـ"العربي الجديد"، ويقول إنه أحياناً يخرج خلسة وسط شوارع العاصمة صنعاء بعد أن يغطي كاميرته بكيس بلاستيكي خوفاً من أن يراه أحد مسلحي جماعة الحوثيين الذين لا يترددون في اختطاف كل من يرفع هاتفه المحمول من أجل التقاط صورة "سيلفي" مع أصدقائه.
يضطر عيبان، كما يقول، إلى "لعن مهنته أحياناً"، لكنه يبتسم عندما يتذكر آخر مرة نجا فيها من قبضة أحد الحواجز الموزعة في صنعاء، ولم يعد يجرؤ على أخذ أي لقطة أمامه، فهو في الواقع يخاف على نفسه من الاختطاف أو أن تتم مصادرة كاميرته.
وخلال الفترات الأخيرة تضاعفت حوادث المخاطر التي يتعرض لها المصورون الشباب، خصوصا في مدينة تعز، وكان آخرها إصابة مصور الوكالة الفرنسية طه صالح برصاصة قناص، اخترقت فكه الأيمن، ونجا بأعجوبة مصور قناة بلقيس الفضائية من استهداف قناصة، وأصيب سائق السيارة التي كانت تقل الطاقم.
ولعلّ تعبير "صنعاء عاصمة خالية من الكاميرات" هو أقرب ما يمكن أن يلخّص حال المصورين الذين لا يزالون يتواجدون فيها، بعد أن قام الحوثيون باختطاف العشرات من الصحافيين الآخرين ومثّلت الكاميرات لهم كابوساً حقيقياً.
اقرأ أيضاً: الصحافيون يدفعون الثمن في اليمن
محمد اليمني، هو أحد المصورين المعروفين، اضطر أخيراً إلى التبرع بكاميرته الشخصية لحملة "#لنعش_بكرامة_ادعم_المقاومة"، وهي حملة أطلقها ناشطون لإغاثة مدينة تعز التي أعلنتها الحكومة مدينة منكوبة. ويقول اليمني لـ"العربي الجديد"، إنه كان يوثّق بها المجازر الي ترتكب بحق المدنيين ويتأثر بالمشاهد التي يصادفها، وهو ما دعاه للتبرع بكاميرته.
علاء الغنامي، مصور آخر ساهم بكاميرته في إغاثة تعز. وبحسب حديثه لـ"العربي الجديد"، فإنها كانت تمثل بالنسبة له أغلى ما يملك وهي مصدر دخله الوحيد، ولكنه لم يستطع أن يتمالك نفسه وهو يعيش بين معاناة الناس في المستشفيات وكل مكان، ويضيف بأنه مستعد للتبرع بأعضاء من جسمه إن لزم الأمر.
يتذكر الاثنان سلسلة من الذكريات العريضة مع كاميراتهم التي تنقلوا بها بين ركام الأحداث في جميع المحافظات اليمنية ووثقوا بها الوقائع والتظاهرات. وفي الاتجاه نفسه، يقول المصور وائل العبسي إنه أقدم على بيع كاميرته على غرار زملائه لكن هناك من وقف في طريقه ومنعه من فعل ذلك، واقتنع في النهاية بأن توثيق الانتهاكات والأحداث يعتبر أكبر فداء وهدية للمقاومة ومهمته نقل الصورة الكاملة حول ما يجري.
وللسبب نفسه، تؤكد المصورة الشابة ربا جعفر أن فكرة التبرع بالكاميرا لم تقتنع بها وهي سلاحها الأول والأخير، ومن خلالها ستتحدث وتحكي للعالم واقع وتفاصيل ما يحدث، وبصورة واحدة ستختصر ألف كلمة.
فصل آخر من معاناة هواة التصوير الشباب اليمنيين يرويه عيبان اليوسفي لـ"العربي الجديد"، ويقول إنه أحياناً يخرج خلسة وسط شوارع العاصمة صنعاء بعد أن يغطي كاميرته بكيس بلاستيكي خوفاً من أن يراه أحد مسلحي جماعة الحوثيين الذين لا يترددون في اختطاف كل من يرفع هاتفه المحمول من أجل التقاط صورة "سيلفي" مع أصدقائه.
يضطر عيبان، كما يقول، إلى "لعن مهنته أحياناً"، لكنه يبتسم عندما يتذكر آخر مرة نجا فيها من قبضة أحد الحواجز الموزعة في صنعاء، ولم يعد يجرؤ على أخذ أي لقطة أمامه، فهو في الواقع يخاف على نفسه من الاختطاف أو أن تتم مصادرة كاميرته.
وخلال الفترات الأخيرة تضاعفت حوادث المخاطر التي يتعرض لها المصورون الشباب، خصوصا في مدينة تعز، وكان آخرها إصابة مصور الوكالة الفرنسية طه صالح برصاصة قناص، اخترقت فكه الأيمن، ونجا بأعجوبة مصور قناة بلقيس الفضائية من استهداف قناصة، وأصيب سائق السيارة التي كانت تقل الطاقم.
ولعلّ تعبير "صنعاء عاصمة خالية من الكاميرات" هو أقرب ما يمكن أن يلخّص حال المصورين الذين لا يزالون يتواجدون فيها، بعد أن قام الحوثيون باختطاف العشرات من الصحافيين الآخرين ومثّلت الكاميرات لهم كابوساً حقيقياً.
اقرأ أيضاً: الصحافيون يدفعون الثمن في اليمن