سيطرت كتائب المعارضة المسلحة، اليوم الثلاثاء، على قرية "أم شرشوح" الموالية في ريف حمص الشمالي، كما قصفت مواقع أمنية عدة في دمشق وحلب وإدلب وحماة، مخلفة قتلى وجرحى من القوات النظامية، بالتزامن مع بدء التصويت على الانتخابات الرئاسية.
وأفاد بيان صادر عن غرفة "عمليات نصرة المستضعفين"، بأنه تم "بعد عملية الانغماس، التي قام بها المجاهدون، تحرير قلعة أم شرشوح، وإجبار الميليشيات المتحصنة داخلها على الانسحاب". كما أعلنت الغرفة أسر عشرين عنصراً من قوات النظام خلال سيطرتها على القرية.
من جهته، أكد الناشط الإعلامي، أنس أبو عدنان، لـ "العربي الجديد"، خبر السيطرة على القرية، مشيراً إلى وقوع قتلى وجرحى من قوات النظام، وأوضح أن أهمية ما سماه "الانتصار الأول، بعد بدء الانتخابات الرئاسية، كون القرية تعتبر منفذاً رئيسياً للوصول إلى مدينة الحولة".
في غضون ذلك، استهدفت كتائب المعارضة المسلحة عدداً من المقرات العسكرية لقوات النظام في كل من حلب ودمشق وإدلب وحماة، وترافق ذلك مع سقوط قذائف هاون مجهولة المصدر، خلفت قتلى وجرحى.
وأصدرت الكتائب بياناً حذرت فيه الأهالي من التوجه إلى مراكز الاقتراع، تخوفاً من "مكر العصابة المجرمة وكيدها في استهداف المراكز الانتخابية"، مؤكدة "عدم شرعية الانتخابات وبطلانها"، مشيرة إلى أن "مراكز الانتخابات لن تكون هدفاً لأية عملية عسكرية".
دمشق وريفها
وفي وقت قالت فيه وكالة الأنباء السورية، "سانا"، إن "بشار الأسد، المرشح لمنصب رئيس الجمهورية، وزوجته، أدليا، صباح اليوم، بصوتيهما في الانتخابات الرئاسية في مركز مدرسة الشهيد نعيم معصراني في حي المالكي في دمشق"، سقطت قذيفتا هاون، مجهولتا المصدر، في حيي المالكي والمهاجرين.
كذلك سقطت قذيفة هاون على ساحة الأمويين، وأخرى في منطقة البرامكة، وسط العاصمة، في حين استهدفت سرية المدفعية في لواء "شهداء الإسلام"، بقذائف الهاون، مطار المزة العسكري في دمشق.
وفي ريف دمشق الغربي، وفي ظل تأخر تنفيذ هدنة داريا، بسبب رفض "الجيش الحر" بنودها، ألقى الطيران المروحي أربعة وعشرين برميلاً متفجراً على المدينة، بالتزامن مع شن الطيران الحربي ثماني غارت جوية، مما أسفر عن دمار كبير في الأبنية والممتلكات.
حلب
وفي شمال البلاد، استهدفت "كتائب إسلامية"، بنيران المدفعية وقذائف محلية الصنع، مواقع قوات النظام في حي الخالدية، بالتزامن مع سقوط خمس قذائف مجهولة المصدر على الحي.
في السياق نفسه، أفادت معلومات، لـ "العربي الجديد"، بسقوط قتلى وجرحى من قوات النظام، بعد سقوط قذيفة هاون مجهولة المصدر على مشفى الرازي، الخاضع لسيطرة الجيش السوري، كما سقطت أربع قذائف على ساحة سعد الجابري، التي تعتبر مركزاً لقوات النظام.
وفي إدلب، سقط قتلى وجرحى من قوات النظام، إثر استهداف "الجيش الحر"، بقذائف الهاون، جهاز استخبارات أمن الدولة، وحاجز الكونسروة داخل المدينة. كما قال المكتب الإعلامي لـ"فيلق الشام"، إنه حقق إصابات دقيقة في كل من شعبة التجنيد والأمن السياسي والأمن العسكري وأمن الدولة وقصر المحافظ، بعد قصفها بعدد كبير من الصواريخ، نافياً في الوقت نفسه الأنباء التي تحدثت عن عمليات قصف عشوائية تطال المدنيين في المراكز الانتخابية، مشيراً إلى أن القصف اقتصر على مواقع عسكرية.
في هذه الأثناء، قتل مدني وسقط جريحان، جراء سقوط قذائف هاون مجهولة المصدر، على حي المعلمين في مدينة إدلب، في حين شن الطيران الحربي غارتين على قرية قميناس في الريف.
حماة
وفي حماة، قال الناشط الإعلامي، محمد الصالح، لـ "العربي الجديد"، إن "أربعة قتلى من فرع الأمن العسكري التابع لقوات النظام سقطوا، بعد تسلل مقاتلين من الجبهة إلى داخل مدينة حماة وتنفيذ كمين مسلح".
في هذه الأثناء، استهدف مقاتلو "المهاجرين والأنصار"، بصواريخ غراد، مطار حماة العسكري، فيما قصفت "جبهة الإنقاذ الثورية" مقار قوات النظام في قرية ربيعة، بالتزامن مع قصف "الجيش الحر"، بالسلاح نفسه، تجمعات النظام في قرية السقيلبية في ريف حماة الغربي.
وكانت كتائب معارضة ومسلحة قد أصدرت، السبت الماضي، بياناً اعتبرت فيه مدينة حماة وريفها منطقة عسكرية، اعتباراً من أمس الاثنين، وحتى نهاية الانتخابات الرئاسية، متوعدة بأنها "ستشعل الأرض من تحت أقدام النظام"، ونصحت الأهالي بـ "عدم مغادرة بيوتهم طوال هذه الفترة"، مشيرة إلى أن الغرض من التحذير هو الحرص على سلامتهم، "وتبرئة لذمتنا من أي مكروه قد يصيبكم".
على صعيد متصل، ألقى الطيران المروحي برميلين متفجرين على مدينة كفرزيتا في ريف حماة الشمالي، مما أسفر عن سقوط عدد من الجرحى، بينما قامت قوات النظام بإحراق منازل مدنيين نازحين في قرية كرناز، بسبب "رفضهم الذهاب للإدلاء بأصواتهم في صناديق الاقتراع "، وفق ناشطين.