المعارضة السورية تطلب إرجاء مفاوضات جنيف

عامر عبد السلام

avata
عامر عبد السلام
أنس كردي/ محرر في موقع العربي الجديد (العربي الجديد)
أنس كردي
صحافي سوري مقيم في تركيا. انضم إلى موقع "العربي الجديد" محرراً في قسم السياسة.
18 ابريل 2016
E740475D-E569-41D5-ABA8-3D14F19A5CE5
+ الخط -
طلبت المعارضة السورية، اليوم الإثنين، من الأمم المتحدة إرجاء الجولة الحالية من مفاوضات جنيف إلى أن يُظهر وفد النظام "جدية" في مقاربة الانتقال السياسي والملفات الإنسانية، وفق ما أكد مصدر في الهيئة العليا للمفاوضات لوكالة "فرانس برس".

وقال المصدر إن "وفداً مصغراً من الهيئة العليا للمفاوضات سيسلم الموفد الدولي الخاص إلى سورية طلباً بتأجيل جولة المفاوضات الحالية إلى أن يظهر النظام جدية في مقاربة الانتقال السياسي والمسائل الإنسانية".

ويأتي ذلك بعد أن طالبت فصائل المعارضة، اليوم، هيئة التفاوض العليا باتخاذ مواقف حاسمة تجاه ما يروج له حلفاء النظام السوري والمبعوث الدولي إلى سورية ستيفان دي ميستورا، في محاولة إعادة تعويم النظام وتضييع حقوق الشعب السوري.

وقالت الفصائل، في بيان مشترك، إنّها "تؤمن بوجوب تلازم الحل السياسي مع الخيار العسكري، الذي يعدّ الضامن الوحيد في مواجهة دموية النظام السوري".

وأوضحت الفصائل، أنّ "دعمها الحل السياسي كان في إطار تحقيق ثوابت الثورة السورية مع رفض التنازل عن أي منها، خصوصاً رحيل بشار الأسد ونظامه وكامل رموزه"، مشيرةً إلى أن الوعود الدولية التي قطعت لها بتنفيذ البنود الإنسانية بالتزامن مع انطلاق العملية التفاوضية لم ينفذ منها شيء إلا بعض المساعدات الإنسانية غير الكافية.

وبحسب البيان، فإنّ "القصف العشوائي للنظام لم يتوقف، وكذلك الحصار المفروض على المدن، إلى جانب الإبقاء على المعتقلين، وفيما استجابت فصائل المعارضة للهدنة والتزمت بها، خرقها النظام وحلفاؤه الروس والإيرانيون بأكثر من مئتي خرق".

وفي ضوء ذلك، طالبت الفصائل الثورية هيئة التفاوض العليا التي تمثلها في جنيف، بالالتزام "بتحقيق ثوابت الثورة، واتخاذ مواقف حاسمة وحازمة تجاه ما يتم طرحه من أنصاف الحلول التي يروج لها النظام السوري وحلفاؤه والمبعوث الدولي، والتي ستفضي إلى إعادة إنتاج النظام".

واتّهم البيان دي ميستورا بالانحياز لجهة مطالب النظام السوري، مبيّناً أن مكان بشار الأسد في محكمة الجنايات الدولية، وليس رئاسة سورية كما طرح المبعوث الأممي، في حين جددت الفصائل دعمها الهيئة ما دامت ملتزمة "بثوابت الثورة".

ويأتي هذا البيان بعد يوم واحد من بيان مشابه لحركة "أحرار الشام الإسلامية"، والذي وصفت فيه الحركة حصيلة العملية التفاوضية الجارية في جنيف السويسرية بـ "السلبية للغاية"، معتبرةً أن أداء الهيئة العليا للتفاوض "ضعيف ومتخبط"، ولافتةً إلى أن رؤيتها لـ"الحل في سورية ما زال حلاًّ عسكرياً وسياسياً، وفصل المسارين سيكون خطأ كبيراً".

وأطلقت فصائل المعارضة السورية، في وقت سابق اليوم، معركة "رد المظالم" ضد قوات النظام رداً على انتهاكات اتفاق هش لوقف العمليات القتالية مطبّق منذ نهاية فبراير/شباط.

 

"المحاكمة للأسد لا الحكم"

وفي ردٍ من "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية" على اقتراح دي ميستورا، بتعيين ثلاثة نواب من المعارضة السورية إلى جانب بشار الأسد، أطلق الائتلاف مقطعاً يلخص كامل الجرائم التي ارتكبها النظام في السنوات الخمس الماضية.

المقطع وبثلاثين ثانية لخص بالأرقام عدد الضحايا من الأطفال والنساء والرجال من جراء عمليات القتل التي تعرضوا لها، إذ قُتل أكثر من 250 ألف سوري خلال السنوات الخمس، منهم 25 ألف طفل، و22 ألف امرأة، ومات تحت التعذيب نحو 21 ألفاً و500 سوري.

وأوضح الائتلاف من خلال المقطع أن أعداد المعتقلين التي تجاوزت 200 ألف معتقل تعسفياً، واستخدم النظام، وفقاً للمقطع المنشور على صفحة الائتلاف، 167 مرة الغازات السامة ضد الشعب السوري، وراح ضحيتها آلاف الأشخاص.

ورمى من طيرانه الحربي أكثر من 36 ألف برميل متفجر على القرى والبلدات والمدن التي ثارت ضد النظام.

وهناك أكثر من 9.5 ملايين مهجر ولاجئ من بيوتهم في سورية، بين تهجير داخلي وخارجي.

المقطع يوجه رسالة للمجتمع الدولي بأن النظام السوري ارتكب الكثير من الجرائم بحق الشعب السوري، إذ طالب وبرسالة واضحة بمحاكمة الأسد لا السماح له بالعودة لكرسي الحكم.

ذات صلة

الصورة
من مجلس العزاء بالشهيد يحيى السنوار في إدلب (العربي الجديد)

سياسة

أقيم في بلدة أطمة بريف إدلب الشمالي وفي مدينة إدلب، شمال غربي سورية، مجلسا عزاء لرئيس حركة حماس يحيى السنوار الذي استشهد الأربعاء الماضي.
الصورة
غارات روسية على ريف إدلب شمال غرب سورية (منصة إكس)

سياسة

 قُتل مدني وأصيب 8 آخرون مساء اليوم الثلاثاء جراء قصف مدفعي من مناطق سيطرة قوات النظام السوري استهدف مدينة الأتارب الواقعة تحت سيطرة فصائل المعارضة
الصورة
قبور الموتى للبيع في سورية / 6 فبراير 2024 (Getty)

اقتصاد

تزداد أعباء معيشة السوريين بواقع ارتفاع الأسعار الذي زاد عن 30% خلال الشهر الأخير، حتى أن بعض السوريين لجأوا لبيع قبور ذويهم المتوارثة ليدفنوا فيها.
الصورة
قوات روسية في درعا البلد، 2021 (سام حريري/فرانس برس)

سياسة

لا حلّ للأزمة السورية بعد تسع سنوات من عمر التدخل الروسي في سورية الذي بدأ في 2015، وقد تكون نقطة الضعف الأكبر لموسكو في هذا البلد.