يسود هدوءٌ نسبي حذر في أغلب مناطق ريف دمشق ومنها داريا، بعد ساعاتٍ من فشل هجومٍ لقوات النظام على المدينة التي تبعد عن وسط العاصمة السورية، نحو ستة كيلو مترات (جنوب غرب)، وكانت وزارة الدفاع الروسية دعت لفرض "نظام تهدئة" فيها وبمناطق الغوطة الشرقية لمدة 72 ساعة.
وقالت مصادر محلية في مدينة داريا لـ"العربي الجديد"، إن "ساعات الصباح الأولى لهذا اليوم تشهد هدوءاً نسبياً، ولم يُسجل حالات قصف أو اشتباكات"، على غرار التي وقعت خلال ساعات الليلة الماضية.
وكانت فصائل المعارضة المسلحة في مدينة داريّا، تصدت ليل الإثنين - الثلاثاء لهجوم وُصِف بالعنيف، شنّته قوات النظام المدعومة بمليشيات سورية وعربية على المدينة، من عدّة محاور.
وكان عضو المكتب الإعلامي في مدينة داريّا، شادي مطر، ذكر لـ"العربي الجديد": "أنّ قوات النظام والمليشيات المساندة لها فتحت نيران رشاشاتها الثقيلة ليلاً على مدينة داريّا من كافّة الاتجاهات بشكل عنيف، ومن ثمّ استهدفت أحياءها بصاروخي أرض - أرض إلى جانب العديد من قذائف الهاون، ما أدى إلى حدوث حالات قلق وهلع شديدين لدى المدنيين".
وأوضح "أنّ مجموعة حاولت التقدم تحت جنح الظلام إلى منازل متطرفة جنوبي المدينة، ودخلت بين المباني"، لافتاً إلى أنّ "مقاتلي المعارضة كانوا قد جهزوا العديد من الألغام، ففجروا أحدها بالمجموعة المقتحمة، مما أدى إلى وقوع عناصرها بين قتيل وجريح ما اضطرها إلى الانسحاب" وفقاً لمطر.
وسبق هذا الهجوم على داريا، دعوة روسيا إلى هدنة مدتها 72 ساعة، تشمل مناطق الغوطة وداريّا بريف العاصمة دمشق.
وكان تسعة وثلاثون فصيلاً بالمعارضة المسلحة، طالبوا في بيان مشترك المجتمع الدولي، بالتحرك لـ"إنقاذ مدينة داريا من خطر الإبادة الجماعية"، معتبرين في بيانهم الذي صدر الأحد "بمثابة بلاغ رسمي لكل الجهات المعنية"، إذ حدد مدة "48 ساعة لإلزام نظام الأسد وحلفائه بوقف هجمته على داريا ومناطق الغوطة الشرقية". كما اعتبرت الفصائل أن اتفاق "وقف الأعمال العدائية" بحكم المنهار، مؤكدة أنها سترد "بكل الوسائل المشروعة" للدفاع عن السوريين.