يواصل وفدا الائتلاف الوطني السوري المعارض، وهيئة التنسيق الوطنية التي تمثّل معارضة الداخل، اجتماعاتهما في العاصمة البلجيكية بروكسل، بدعوة ورعاية من الاتحاد الأوروبي للخروج بـ"وثيقة مبادئ مشتركة"، حيال أهم القضايا التي تخص المسار السياسي، والعملية التفاوضية مع النظام.
ويحاول الاتحاد الأوروبي كسر جمود العملية السياسية، وتفعيل دوره في الملف السوري في ظل تراخ أميركي واستفراد روسي إيراني يترجم يومياً، من خلال المزيد من المجازر التي تدلل على نية مشتركة لحسم عسكري، يعيد ترتيب أوراق التفاوض لفرض حل على المعارضة السورية يعيد إنتاج النظام، ويُبقي بشار الأسد في السلطة.
وذكرت مصادر في الائتلاف أن الوفدين عقدا اجتماعاً، أمس الإثنين، مع الأمين العام للعلاقات الخارجية للاتحاد الأوروبي، آلان لي روي، حيث "أكد المجتمعون أهمية الحل السياسي وتكثيف الجهود في العملية السياسية للوصول لحل سياسي عادل ينهي المأساة السورية بما يحقق تطلعات الشعب السوري"، وفق المصادر.
وطالب رئيس الائتلاف، أنس العبدة، الاتحاد الأوروبي "بحماية العملية السياسية ودعم وصولها إلى مبتغاها في الوصول إلى حل سياسي عادل يأخذ بعين الاعتبار تطلعات الشعب السوري"، مشيراً إلى أن استمرار نظام الأسد وروسيا باستهداف المدنيين "يدل على أن العملية التفاوضية وصلت إلى طريق مسدود".
من جهته، شدد المنسق العام لهيئة التنسيق، حسن عبدالعظيم، على ضرورة التفاعل لإنهاء انقسام المعارضة السورية، وتوحيد قواها واستكمال تمثيل الكرد، الذي اعتبره "هاماً جداً"، وفق بيان صادر عن الائتلاف.
ويعد اجتماع بروكسل هو الرابع الذي يجمع الائتلاف مع هيئة التنسيق الوطنية. وذكرت مصادر مطلعة، أنه من المنتظر أن يتمخض اجتماع بروكسل عن "إجراء تعديلات" على وثيقة مبادئ مشتركة كانت وُقعت بين الائتلاف وهيئة التنسيق العام الفائت، برعاية من الاتحاد الأوروبي، حيث من المتوقع أن تتضمن الوثيقة المعدلة خريطة طريق لحل سياسي في سورية، يدفع الاتحاد الأوروبي في اتجاه صدورها لتكون أساس تحريك العملية التفاوضية المتوقفة منذ إبريل/نيسان الفائت.
وأشارت المصادر لـ"العربي الجديد"، إلى أن هناك توافقاً في الرؤى بين الائتلاف وهيئة التنسيق على مختلف القضايا التي تخص المرحلة الانتقالية، بما فيها تشكيل هيئة حكم كاملة الصلاحيات، وإعادة هيكلة الجيش والأجهزة الأمنية، والتغيير السياسي الجذري، موضحة أن الائتلاف لا يزال يصر على ضرورة أن لا يكون الأسد جزءاً من أي حل، في حين ترى بعض الشخصيات في هيئة التنسيق أن وجود الأسد من دون صلاحيات، ربما يدفع باتجاه إيجاد حل يساعد في إنهاء مأساة السوريين، مشيرة إلى أن "مصير الأسد في المرحلة الانتقالية هو محور الخلاف".
وأشار يحيى إلى أن الهيئة العليا للمفاوضات "ليست بعيدة عن اجتماعات بروكسل"، مشدداً على أن الائتلاف لا يحاول أن يكون منافساً للهيئة، لافتاً إلى أن جميع مؤسسات وتيارات المعارضة السورية "في مركب واحد"، وهدفها "التوصل إلى حل سياسي يلبي تطلعات السوريين".
إلى ذلك، أكد مصدر من داخل الاجتماعات، التي لا تزال منعقدة في بروكسل، أنه جرى "نقاش معمّق تضمّن تحليل المشهد الإقليمي والدولي، والوضع الداخلي، وسبل تعزيز موقف الهيئة العليا للتفاوض"، مشيرا إلى أن جلسات عمل ستعقد الأربعاء مع الاتحاد الأوروبي لبحث كيفية دعم الاتحاد لمواقف المعارضة وزيادة انخراطه بالعملية السياسية في سورية.
وأشار المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه، إلى أن الطرفين سيعقدان مؤتمرا صحافيا غدا لشرح ما جرى خلال الاجتماعات، مع إصدار بيان مشترك، لافتا إلى أن اجتماع بروكسل يأتي في سياق تحرك الائتلاف للحوار مع كل التيارات والهيئات في المعارضة السورية.