كشفت مصادر من المعارضة السورية المسلحة، اليوم الأربعاء، أن كتائب من "الجيش الحر"، فجّرت، ليل الثلاثاء ـ الأربعاء، نفقاً في مدينة داريا بريف دمشق، كانت قوات النظام مع مقاتلين من حزب الله تحاول التسلل من خلاله، ما أسفر عن قتلى وجرحى. في موازة ذلك، سقط عشرات القتلى والجرحى لقوات النظام، خلال محاولة جديدة لاقتحام مدينة مورك في حماه، بينما أعلنت فصائل المعارضة المسلحة في اللاذقية بدء المرحلة الثانية من معركة "الأنفال".
وقالت مصادر في المعارضة لـ"العربي الجديد"، إن "الجيش الحر" اكتشف نفقاً كانت قوات النظام تخطط، بمساندة عناصر من حزب الله، للتسلل عبره إلى مدينة داريا في ريف دمشق من الجهة الشمالية.
وأوضحت المصادر أن مقاتلي "الحر" زرعوا عبوات ناسفة في النفق وفجروها، ما أسفر عن مقتل وجرح عدد من عناصر قوات النظام وحزب الله. وأشارت إلى قصف قوات النظام الجهة الشمالية للمدينة، بقنابل تحوي غاز الكلور السام، من دون ورود أنباء عن إصابات.
وبدأت الحملة العسكرية لقوات النظام على داريا مطلع ديسمبر/كانون الأول 2012، ولم تفلح محاولات عديدة لاقتحام المدينة الواقعة في ريف ريف دمشق الغربي، والتي تعد أكبر مدن الغوطة الغربية، وتبعد 8 كليومترات عن العاصمة.
في غضون ذلك، تواصل قوات النظام تصعيدها العسكري على بلدة المليحة بريف دمشق. وأفادت مصادر ميدانية بشن سلاح الطيران الحربي عشر غارات على البلدة، الأربعاء، تمهيداً لاقتحامها، في حين أودى القصف براجمات الصواريخ من ثكنة كمال مشارقة، بحياة خطيب مسجد "معاذ بن جبل"، وجرح عدد من المدنيين.
إلى ذلك، جدّدت قوات النظام محاولة اقتحام مدينة مورك في ريف حماه الشمالي، وأكدت مصادر في المعارضة المسلحة، لـ"العربي الجديد"، أن 45 عنصراً لقوات النظام قتلوا، وجرح 20 آخرون، خلال مواجهات عنيفة مع "الجيش الحر" وكتائب إسلامية عند أطراف المدينة، التي تعتبر طريق إمداد رئيسي على طريق حلب - حماه، بينما لم ترد أنباء عن خسائر في صفوف كتائب المعارضة.
وسيطرت فصائل المعارضة المسلحة على مورك مطلع 2014، بعد سيطرتها على حواجز عسكرية مهمة، كالجسر والحوش ومفرق عطشان.
وعلى صعيد متصل، أعلنت كتائب المعارضة المسلحة في اللاذقية، بدء المرحلة الثانية من "معركة الأنفال". وبحسب بيان أصدرته الكتائب المشاركة في القتال، فإنه سيصار إلى تشكيل "غرفة إعلامية موحدة لتغطية أحداث المعركة بكل ثقة وصدقية، وستكون المصدر الرئيسي لنقل أخبارها".
وقال الناشط الإعلامي، حسام الجبلاوي، لـ"العربي الجديد"، إن هدف المرحلة الثانية هو "استعادة السيطرة على المرصد45، وستتجه الفصائل المقاتلة بعد ذلك إلى السيطرة على بلدة قسطل معاف وقرية البدروسية".
ويعد "المرصد 45" من أكثر النقاط أهمية من الناحية الاستراتيجية بالنسبة لكل من المعارضة وقوات النظام، لكونه أعلى نقطة في جبل التركمان، ويطل على معظم مناطق ريف اللاذقية.
وكانت كتائب إسلامية قد أعلنت، قبل نحو شهر، بدء معركة أطلق عليها "الأنفال"، استطاعت من خلالها السيطرة على معبر وبلدة كسب، وقرية السمرا، التي مكنت المعارضة من السيطرة على أول منفذ بحري منذ انطلاق الثورة السورية.
في هذه الأثناء، تدور اشتباكات بين قوات النظام وكتائب إسلامية يساندها "الجيش الحر" في محيط "المرصد" وجبل دورين، ومحيط جبل تشالما، في حين تقصف قوات النظام براجمات الصواريخ محيط بلدة كسب من مصيف رأس البسيط.