المعتقلون المصريون: أحياء في بيوت الموتى

03 يونيو 2014
محاولات إعتقال لمتظاهرين من حركة شباب ٦ أبريل(فرانس بريس/GETTY)
+ الخط -
تؤكد تقارير حقوقية صدرت مؤخراً على وجود أكثر من 41 ألف معتقل في السجون المصرية، لكن هؤلاء ليسوا منقطعين عن الحراك السياسي في الخارج، وهم يصعدون في كل يوم احتجاجاتهم.
وسَجلت السجون يوم الجمعة الماضي، انتفاضة ثانية، احتجاجاً على سوء ظروف الاحتجاز، والمطالبة بإسقاط حكم العسكر.
ويصف المعتقل في سجن "أبو زعبل"، مصطفى أحمد، أوضاع المساجين، بـ"أموات بروح داخل مقابر السجون".
كلام أحمد، جاء في رسالته التي كشف فيها عن تعرضه لـ"تحرش جنسي وتعذيب داخل مقر احتجازه".
وتابع أحمد، الذي تم اعتقاله من داخل إحدى البنايات في ميدان الأوبرا، بوسط القاهرة، في 25 يناير/كانون الثاني الماضي، وسحله قبل إيداعه في قسم شرطة "الأزبكية"، والحكم عليه بالسجن لعامين، أن "كل هذه الانتهاكات تمارس خلال محضر التأديب".
وشرح "هذا ما حدث معي، إذ تم حبسي انفرادياً لمدة 72 ساعة داخل زنزانة، مساحتها متر مربع، داخلها دورة مياه، بعدها نُقلت إلى سجن أبو زعبل، وأعيش في إحدى زنزاناته مع 22 معتقلاً آخرين، ومساحتها 6 أمتار مربّعة مع دورة المياه".
وأكمل ابن العشرين عاماً "لا تعلمون كمّ الأمراض التي نتعرض لها، إذ تصل درجة الحرارة إلى 39 درجة مئوية في زنزانة بلا تهوية، ونحصل على المياه 5 ساعات فقط، في ساعات محددة في اليوم، وهي غير صالحة للاستحمام، لكننا نضطر لاستخدامها في تنظيف الطعام".

أما "الطعام مليء بالحصى كما أن الخضراوات لا تُنظّف".

ساعة واحدة فقط يومياً، يسمح لأحمد ورفاقه، في السجن الخروج خارج زنزاناتهم، التي لا يدخلها ضوء الشمس، أما الزيارة فمدتها 10 دقائق، يلتقي فيها أحمد أسرته، مكبلاً بقيود تجمعه بالسجناء الجنائيين، كما يتعرّض لإهانات من الضباط ومعاونيهم.

وختم أحمد رسالته، "لن نصمت على هذه الانتهاكات التي ترتكب بحقّنا، لأنه ببساطة لا يمكننا العودة بعد أن عرفنا طريقنا للحرية".
وينتظر أحمد، الذي حكم عليه مع 68 معتقلاً، أن تنظر المحكمة في 22 يونيو/حزيران الحالي بالاستئناف الذي قدمه محاموه، حسبما أفاد عضو المكتب السياسي لحركة "شباب 6 أبريل"، محمد كمال.

وقال كمال، "إن واقعة تعذيب مصطفى، في مقر احتجازه ليست الوحيدة، ولن تكون الأخيرة تحت حكم العسكر، الذين يجهرون بعدائهم للشباب بشكل واضح"، وندد بـ"موقف المجلس القومي لحقوق الإنسان" الذي وصفه بـ"المتخاذل إزاء الانتهاكات التي يتعرض لها المعتقلون السياسيون".

دلالات
المساهمون