وأقدم طفل يبلغ من العمر 11 عاماً، كان يدرس في مستوى السادس بمدرسة "بلال بن رباح"التي تقع في منطقة "واد إفران القروية" بضواحي مدينة أزرو، قبل يومين على شنق نفسه في نفس المكان الذي تم فيه تعليق أضحية العيد، وذلك بسبب عجز أمه الفقيرة عن شراء ما طلبه منها من مقررات ومستلزمات دراسية.
وتقول مصادر محلية من القرية التي اهتزت لحادث انتحار الطفل الصغير، إن التلميذ كان يعاني من مشاكل نفسية واجتماعية، جراء وضعية أسرته الفقيرة، خاصة طلاق والديه بسبب كثرة الشجارات بينهما، وهو ما جعله يعيش أزمات نفسية تراكمت لتولد لديه شعورا بالغبن، ترجمه إلى الانتحار.
وفي تفاصيل قصة انتحار التلميذ الصغير، تورد ذات المصادر أن التلميذ المنتحر حصل على جزء من المستلزمات الدراسية من طرف المؤسسة التعليمية التي يدرس فيها في إطار مبادرة "مليون محفظة" التي يستفيد منها التلاميذ الفقراء، لكنه أصر على نيل جميع المستلزمات التي يحتاجها، وهو ما دفعه لمطالبة أمه باقتناء ما ينقصه، لكنها رفضت لعجزها.
وبعد أن حمل الطفل ورقة المستلزمات التي يرغب في اقتنائها، ليكون مثل باقي التلاميذ مسرورا بمحفظته الجديدة، إلى والدته التي تتكفل به في غياب الأب، وبعد أن تركت الأم طفلها في البيت ذاهبة إلى السوق الأسبوعي بالقرية، عنت له فكرة أن ينهي حياته شنقا، وهو ما نفذه على الفور.
وبحسب مصادر إعلامية محلية، فإن الأم جاءت إلى البيت مسرعة كأنها شعرت بشيء سيئ حدث لابنها، وبمجرد ما فتحت الباب وجدت طفلها جثة هامدة، وهو معلق كالشاة في حبل المشنقة، ورغم محاولاتها إسعاف فلذة كبدها، فإن الموت كان أسرع، وقد فتحت مصالح الدرك تحريات في الموضوع.
واعتبر نشطاء حقوقيون مغاربة أن ما حدث للتلميذ فاجعة ومأساة إنسانية تسائل ضمير المجتمع المغربي، وتسائل المسؤولين فيه كيف يرتاح لهم بال، وكيف للسياسيين أن يخوضوا حملتهم الانتخابية الحالية، وطفل فقير أجهز على حياته، لأنه لم يجد مالا يشتري به كتبا ليدرس مثل باقي الأطفال.
وطالب نشطاء بإعادة النظر في كيفية تدبير ملف مبادرة "مليون محفظة"، التي تعنى بتقديم مستلزمات المدرسة من محفظة ومقررات للتلاميذ الفقراء، خاصة في العالم القروي من البلاد، ومدى استفادة جميع التلاميذ المستحقين من تلك المستلزمات التي تمنح لهم مجانا.
يأتي هذا في الوقت الذي خرج فيه والد الطفل المنتحر بتصريح لإحدى المواقع الإلكترونية، ينفي فيه إقدام ابنه على الانتحار بسبب عجز الأسرة عن شراء مستلزمات الدراسة.
ونفى في السياق ذاته، أن يكون دافع انتحار طفله هو الفقر، مصرا على أن الأسرة ميسورة مادياً وتتوصل بأجرة شهرية، تضمن لأبنائه الأربعة العيش بعيدا عن أي نقص أو خصاص مادي أو معنوي.