وبحسب رصد للنتائج الرسمية والنهائية لنتائج امتحانات البكالوريا هذا العام بالمغرب، فإن الرتب التسع الأولى من المراتب العشر في قائمة أعلى معدلات البكالوريا في التعليم العمومي كانت من نصيب الإناث.
وحققت التلميذة إيمان الطويل من مدينة سيدي بنور الهامشية، معدل 19.31 من عشرين في امتحانات البكالوريا، لتعتلي عرش البكالوريا المغربية في تخصص الفيزياء بالتعليم العمومي، تتبعها 8 تلميذات أخريات، قبل أن يحل تلميذ (ذكر) في الرتبة العاشرة.
وعلى مستوى التعليم الخصوصي، تفوقت ثلاث تلميذات في نتائج البكالوريا، إذ جئن في المراكز الثلاثة الأولى ليحتل تلميذ الرتبة الرابعة، وكانت التلميذة أحلام أومراغ صاحبة أعلى معدل بـ 19.45 من 20.
وتقول والدة إيمان الطويل، في تصريحات لـ"العربي الجديد" إن الفضل في نتائج ابنتها يعود إلى انضباطها ومواظبتها على متابعة الدروس، واحترام أساتذتها، والمراجعة في وقت مبكر من العام، وليس حين اقتراب موعد الاختبارات.
وعلقت رقية أشملال، رئيسة منظمة فتيات الانبعاث، على نجاح التلميذات وتفوقهن بشكل لافت مقارنة مع التلاميذ الذكور في النتائج المدرسية المختلفة، بالقول إن نتائجهن المشرفة تفند كل محاولات التحامل والتحايل للزج بهن في القوالب النمطية، وتحميلهن أعطاب الخلل المجتمعي".
وبدوره يقول المفتش التربوي فريد عبد الواحد، في تصريحات لـ"العربي الجديد" إن ظاهرة تفوق التلميذات على الذكور سواء في البكالوريا، أو حتى في نتائج الإجازة والماستر، وفي امتحانات الثالثة إعدادي أيضا، باتت واقعاً ملموساً لا يرتفع عليه.
وعزا المفتش في التعليم الثانوي هذه الظاهرة المتعلقة بتفوق الإناث على الذكور في النتائج المدرسية، خاصة في المستويات التعليمية الحاسمة مثل البكالوريا، إلى طبيعة الإناث في تلقي العملية التعليمية.
وزاد شارحاً بأن الفتاة عادة ما تكون منضبطة داخل القسم، بسبب تركيبتها الأنثوية، ميلها إلى النأي عن إحداث الفوضى داخل القسم، بخلاف العديد من التلاميذ الذكور، بالنظر إلى سن المراهقة التي تكون في أوجها.
المواظبة على حضور الدروس عامل رئيسي أيضا، يقول فريد، في منح التلميذات التفوق الواضح على التلاميذ في نتائج البكالوريا، علاوة على طموح الأنثى في كسر الطوق الأسير المفروض عليها، ورغبتها في تحقيق معدلات تتيح لها ولوج معاهد وتحقيق ذاتها في المجتمع، دوافع مؤثرة أيضا.