تبدأ، اليوم الإثنين، في الدار البيضاء، محاكمة ناصر الزفزافي أحد قادة "حراك الريف" في منطقة الحسيمة شمالي المغرب، في وقت توقفت فيه التظاهرات ويسعى ناشطون لاستئنافها من أجل "الإفراج عن المساجين".
ومن المقرر أن يمثل الزفزافي، الموقوف منذ نهاية مايو/ أيار الماضي، لمقاطعته خطبة إمام في مدينة الحسيمة، قبيل ظهر الإثنين، أمام محكمة الاستئناف بالدار البيضاء.
ووجهت إلى الزفزافي عدة تهم بينها "الإساءة إلى الأمن الداخلي".
ورفض الزفزافي اتهام خطيب الجمعة نشطاء الريف بكونهم يتعمدون إشعال الفتنة وإحداث الفوضى، فنهض صائحاً مهاجماً الإمام، قبل أن ينسحب مصلون من المسجد، ويتحول الأمر بعد ذلك إلى مواجهات بين محتجين وقوات الأمن.
والزفزافي (39 عاماً-عاطل عن العمل) اعتقل بقرار من النيابة العامة، بعدما ارتبطت الاحتجاجات الاجتماعية في منطقة الريف بالمغرب عموماً، ومدينة الحسيمة خصوصاً، باسمه.
وبدأ "حراك الريف" في المغرب، منذ نهاية أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، احتجاجاً على ما يسميه المتظاهرون "حكرة"، أي غبناً وظلماً يقاسيهما السكان، وذلك عقب مقتل بائع السمك محسن فكري داخل شاحنة للقمامة.
ونظمت على امتداد ثمانية أشهر تظاهرات شبه يومية، في مدينة الحسيمة وبلدة إمزورين المجاورة، جمع بعضها آلاف الأشخاص، للمطالبة بالتنمية في منطقة الريف التي يعتبرون أنّها مهمشة ومهملة.
وأعلنت السلطات عن خطة استثمارات واسعة ومشاريع للبنى التحتية وزيارات الوزراء، لنزع فتيل الغضب، لا سيما أنّ التظاهرات تخللتها مواجهات مع قوات الأمن.
وتراجعت الاحتجاجات ومعها حدة التوتر، مع سحب الشرطيين من الأماكن العامة المعروفة في الحسيمة وإمزورين بقرار من العاهل المغربي الملك محمد السادس، في مؤشر تهدئة، بحسب السلطات المحلية.
غير أنّ بعض الشبان نظموا احتجاجات، على الشاطىء، وسط دعوات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لمواصلة التحركات من أجل المطالبة بالإفراج عن قادة الاحتجاج.
وفرقت قوات الأمن بعنف، مساء السبت الماضي، في الرباط، بضع عشرات من الأشخاص تظاهروا دعماً للقيادية في حركة الاحتجاج سيليا زياني التي قال محاموها إنّها تعاني من "اكتئاب شديد".
(فرانس برس، العربي الجديد)