استقبل رئيس الحكومة المغربية سعد الدين العثماني اليوم الثلاثاء، وفداً يمثل أهالي وسكان جهة سوس ماسة جنوب البلاد، يشكون من اعتداءات للرعاة الرحل على ممتلكاتهم، وصلت إلى حد الضرب ومحاولة القتل، فضلاً عن هجوم قطعان الماشية ومن بينها الخنازير.
ويأتي لقاء رئيس الحكومة المغربية، المتحدر من الجهة ذاتها ويتكلم سكانها باللغة الأمازيغية، بعد خوض عدد من أهالي جهة سوس وقفة احتجاجية أمام مقر البرلمان بالرباط يوم الجمعة الماضي، نددوا خلالها بالاعتداءات الخطيرة التي يتعرض لها السكان على يد الرعاة الرحل.
وقدمت لجنة ممثلة لأهالي جهة سوس ماسة إلى رئيس الحكومة ملفاً مطلبياً، يركز محوره على ضرورة تدخل السلطات المحلية لوقف الاعتداءات التي يتعمدها الرعاة الرحل في تلك المناطق، من أجل إبعاد السكان الأصليين عن أراضيهم، علاوة على المواجهات الدموية التي تقع بين الطرفين.
وتضمن الملف دعوة الأهالي السلطات إلى فتح تحقيق فوري وجاد في شأن عدد من الجرائم التي يقترفها رعاة رحل بحق السكان الذين يجدون أنفسهم مضطرين للمواجهة معهم بما يمتلكون من وسائل الدفاع، ما أفضى أكثر من مرة إلى إسالة الدماء ووقوع أعمال خطف وجرائم دموية.
ويقول أحماد أهلال، أحد المشاركين في الوقفة الاحتجاجية ومن أهالي جهة سوس، في تصريح لـ"العربي الجديد"، "إن الأوضاع تفاقمت في المناطق الجنوبية خلال الآونة الأخيرة، ونتج عنها وقوع عدة حالات خطرة إثر اعتداء رحل على سكان، ذنبهم الوحيد أنهم رفضوا هذه الهجمات، وحاولوا الدفاع عن أراضيهم".
وشدد المتحدث ذاته على أن المؤمن يموت دفاعاً عن أرضه، ولم يعد ساكنو جهة ماسة قادرين على الصمت حيال ما يتعرضون له، منتقداً التباطؤ غير المفهوم من طرف السلطات في ردع المعتدين. واعتبر أن الكرة الآن في ملعب رئيس الحكومة، وأنه في حال عدم وضع حدّ لهجمات الرحل، فإنهم سيضطرون إلى تصعيد الاحتجاجات.
وشهدت المناطق الجنوبية عدة اعتداءات وهجمات على السكان الأصليين، منها تعنيف عدد منهم في منطقة إدوسكا أوفلا، وتجريدهم من ملابسهم واحتجازهم بالقوة، كما تعرض آخرون للرشق بالحجارة، وصل إلى حد تهشيم رأس مواطن حاول الدفاع عن أرضه.
واعتبر أحمد عصيد، أحد ممثلي أهالي جهة سوس، بأن "ما يحدث أشبه بحرب أهلية غير معلنة، إذ يهاجم الرعاة الرحل مع جحافل من قطعان الماشية ممتلكات السكان، ويعيثون فيها فساداً بدون احترام أي ضابط أو قانون، وعرفت الفترة الأخيرة على الخصوص تزايد هجمات التخريب التي طاولت الممتلكات والأشجار والمزروعات والمياه من طرف الرعاة".
ولفت عصيد إلى أن "الأخطر من هذا كله الطريقة التي يواجه بها هؤلاء الرحل السكان الذين يحاولون إنقاذ ممتلكاتهم، مستخدمين العنف الوحشي الذي يصل إلى حد القتل العمد، كما هو الحال في منطقة آيت علي التابعة لإقليم تارودانت، حيث لقي مواطن حتفه وهو يعترض طريق الرعاة محاولاً إبعادهم عن أشجاره، دون أن يلقى القاتل العقاب الذي يستحق".